بدأت أمس الجولة الثانية من محادثات السلام بين ممثلى الحكومة والمعارضة السورية فى جنيف حيث اجتمع المبعوث الدولى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى بوفدى الحكومة السورية والائتلاف الوطنى السورى المعارض كل على حدة، على أن يلتقى مع وفد المعارضة، ثم يجتمع مع وفد الحكومة. وذكرت مصادر فى المعارضة السورية أن النقاش لم يخرج عن قضيتين، هما قضية إيقاف العنف، وموضوع تشكيل هيئة تنفيذية انتقالية كاملة الصلاحيات. وكانت الجولة الأولى من المحادثات قد انتهت الشهر الماضى دون اتفاقات محددة بعد ان تبادل الطرفان الإهانات. وتصر الحكومة السورية على أن تركز المحادثات على محاربة الإرهاب لكن المعارضة تقول إن الأولوية يجب أن تكون إزاحة الرئيس السورى بشار الأسد عن منصبه. ويقول مراقبون إن وضع الرئيس السورى تدعم أكثر على الأرض منذ بدء محادثات الجولة الأولى لأن القوات الموالية له سيطرت على مزيد من الأراضي، بينما تقاتل قوات المتمردين بعضها بعضا فى شمال البلاد وشرقها. من جانبه يرى أيمن سمير رئيس تحرير جريدة السياسة المصرية أنه لا جديد من وراء هذه المفاوضات سوى انها إضافة سياسية للأسد، الذى نجح فى فرض اجندته على المحادثات فى الجولة الأولى دون شروط مسبقة، لافتا ان المعارضة لم تحقق شيئا بسبب انقسامها على نفسها، فضلا عن افتقارها إلى تكتيك سياسى تستطيع من خلاله تجاوز الخلافات فيما بينها بل هى متوقفة عند رغبتها فى رحيل الأسد. ميدانيا تمكن الجيش السورى الحر أمس الأول من التصدى لتعزيزات عسكرية لقوات النظام لاستعادة السيطرة على مناطق فى ريف القنيطرة. وذكر ناشطون ان القوات النظامية تكبدت خسائر فادحة فى الارواح والعتاد خلال المواجهات مع الحر، فضلا عن السيطرة على سرايا الرسم الشمالية والسرية الرابعة فى ريف القنيطرة الأوسط، من جهة أخرى ، أكدت جبهة ثوار سوريا انها استهدفت مطار المزة العسكرى وقتلت ضابطا من قوات النظام إضافة الى ستة آخرين من القوات الايرانية وحزب الله داخل المطار. كما أفاد مركز حماة الإعلامى أمس بسيطرة قوات المعارضة على قرية معان بريف حماة الشمالى، مضيفا ان القوات النظامية قامت باقتحام بلدتى الجلمة وصوران بريف حماة، وتزامن ذلك مع استمرار الطيران الحربى السورى قصف مناطق دوار الحيدرية وحى الميسر فى حلب بالبراميل المتفجرة، بالاضافة الى القصف بالصواريخ الفراغية على حى الانصار الشرقى. وفى الاثناء نجحت الأممالمتحدة فى إجلاء نحو 621 شخصاً من المدنيين السوريين المحاصرين منذ يونيو 2012 فى أحياء حمص القديمة، فيما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 9 أشخاص أثناء عملية الإخلاء التى تخللتها عمليات قصف وقنص من قبل قوات النظام ، وتعد هذه العملية الإنسانية الأولى من نوعها فى حمص المحاصرة بعد أكثر من عام من الجوع والحرمان، وتخللها سقوط قذائف هاون على الأحياء، ما أدى إلى عدد من القتلى تلاه تبادل للاتهامات بين جيش النظام الذى يحاصر المدينة مع قوات المعارضة بالمسئولية عن هذا الخرق الأمنى، وسط أنباء تفيد بأن معظم القذائف كانت تطلق من الأحياء الموالية للنظام كوادى الذهب وحى الزهراء.