جاءت ثورة 25 يناير 2011 بقيم وآفاق غير مسبوقة رحبت بها جموع الشعب وقد حدث انفلات أمني في ضوء انسحاب مستغرب لقوات الشرطة وحرق للعديد من أقسامها وسرقة لأسلحتها فضلا عن هروب مساجين جنائيين أخذوا يروعون المواطنين الآمنين. ولمحاولة سد جزء من الفراغ الامني ظهرت لجان شعبية تلقائية من أبناء هذا الوطن لحماية أنفسهم وبيوتهم من البلطجية والخارجين علي القانون وتنظيم المرور وحماية المنشآت العامة والخاصة. ونزلت القوات المسلحة الباسلة بما لها من مصداقية ومرجعية مجمع عليها وترحيب شديد لحماية الوطن داخليا وخارجيا وضبط الخارجين علي القانون. وتحسنت الأحوال الامنية الداخلية بعض الشيء الا انها لم تصل إلي حالة الأمان الشاملة والمطلوبة في انتظار عودة الشرطة المدنية ورجالها إلي مواقعهم وواجباتهم بصورة كاملة. إلا أن إعادة بناء الثقة ما بين الشرطة والشعب قد يستغرق بعض الوقت ورغم مرور حوالي 8 اسابيع فان الانفلات الامني يتزايد وبات أفراد الشعب يفتقدون الأمن والأمان رغم ما حدث في الاسبوع الحالي من نزول جزئي لرجال الشرطة للشارع. وعليه يلزم الاستفادة من طاقات الشباب المفتقدة ورغبتهم العارمة في خدمة وطنهم وتوجيهها للوجه الأمثل واستنفار حماسهم للاستفادة منه لصالح الوطن. وعلي الجانب الآخر فإن القوات المسلحة بمعداتها الثقيلة وتدريباتها الحربية الميدانية قد تكون موجهة أكثر لحماية المدن والقري خارجيا وليس داخليا وليس أمن شوارع وحارات ومبان خاصة وردع البلطجية كما يمثل طول تواجدها داخل المدن عبئا عليها. وعليه يلزم تضافر الجهود وتوثيق التعاون بين طاقات الشباب الشعبية المتدفقة من ناحية والامكانيات العملاقة والنظامية والتدريبية المتوفرة بالقوات المسلحة من ناحية أخري. ونقترح عمل تنظيم لذلك وانشاء قوات شعبية تحت مسمي أصدقاء القوات المسلحة أو أصدقاء الجيش مثلا. علما انه في بلدان أخري تقوم تنظيمات أخري مشابهة مثل الحرس الوطني بالمساعدة في المحافظة علي الانضباط والأمن. وتقوم القوات المسلحة بتدريب الشباب الراغبين في الانضمام لأصدقاء القوات المسلحة علي المهام المطلوبة في حفظ الامن الداخلي بالشوارع والقري والنجوع ويقومون بدورهم بمعاونة القوات المسلحة في مهام الأمن او بالعمل بعد تدريبهم تحت إشراف الشرطة العسكرية في حفظ الامن داخل المدن والقري واطفاء الحرائق وتسيير المرور وخلافه تخفيفا للعبء الملقي علي عاتق القوات المسلحة حاليا في إدارة البلاد وليمكن تفرغها لمهام أكثر استراتيجية في حماية الوطن داخليا وخارجيا وحل مشاكله. وانتساب شباب التنظيم الجديد للقوات المسلحة وشاراتهم وسلوكياتهم المنضبطة يعطي لهم مصداقية وقبولا وثقة في الشارع. ويمكن ان يكون هذا التنظيم نواة لقوات تمثل تعاون الجيش والشعب ويتم تدريبها لتساهم حال استدعائها في حالات الأزمات والطوارئ والكوارث والفيضانات والانهيارات والزلازل والاوبئة والحرائق والدفاع المدني شريطة تدريبها علي ذلك وتكون لكل اقليم ومحافظة ومدينة وقرية. ويمكن أن يتم تدريب الشباب فنيا علي مهامهم اسبوعا او اسبوعين كل فترة ويتجدد سنويا بدون التأثير سلبيا علي اعمالهم ودراستهم وقد يفرد لها شارات أو لباس خاص وتنظيم مناسب ورتب وتدرج وحوافز مادية ومعنوية وخلافه سواء بتسليح خفيف أو غيره أو معدات فهذا مرجعه للقوات المسلحة. كما يمكن الاستعانة بضباط وضباط صف مناسبين متقاعدين حديثا لهذا الغرض. ويتعاون الكل في توفير الحماية المطلوبة للمنشآت الهامة والجامعات والمدارس...الخ.. ولا يزال البعض يذكر دور المقاومة الشعبية الرائعة ضد المعتدين والغزاة أثناء العدوان الثلاثي في بورسعيد 1956 وفي السويس في حرب 1973 وغير ذلك. فليستمر وليزدد تعاون الشعب وجيشه يدا واحدة معا لتوفير الأمن والأمان نحو مستقبل أكثر إشراقا ورفعة بإذن الله ولاشك ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة لن يتواني عن تطبيق ما من شأنه رفعة البلاد والعباد وحفظ الأمن والأمان.