يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره بالآخر.. ناشرين السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر.. للشعر.. سيد فنون القول.. الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة.. شارك مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركتك على [email protected]
الولد النمر
صدرُ الولدِ نورٌ أبيض عندما يُدخلنى فى قفصِه الصدري أتصبَّبُ حبًّا ربما من فعلِ النيرانِ المتأجِّجَة فى بهوِ قلبِه الصغير وربما من فعلِ ما يبثّه فىّ من شوقٍ *** تتعذَّبُ الأمنياتُ وتبكى اللحظاتُ من شدّةِ حنينى لهذا الولد ولمَ لا...؟ فهو لحظةُ الدفءِ الوحيدة التى مرَّت على قلبى الذى كثيرا ما ضربَ الزمانُ بعرضِ حائطِه جغرافيا الكرةِ الأرضيةِ وجمعَ بداخلِه كلَّ برودةِ القطبين معا *** للولدِ حواسٌ خرافية تشى بى عنده كلما تجاذبتُ عنه أطرافَ الحديث ففى كلِّ مرَّةٍ أحادثُ نفسى عنه يتصلُ بى ويلومنى : كيفَ تُحدثينَ نفسَك عني ولا تنتظرين مجيئى لأشارككما هذا الحديث *** أتجوَّلُ بين الناس أجدُ زحامًا بينما أتجولُ بداخلي لا أجد سوى عشقي لهذا الولد *** انتظارى لمجيىء هذا الولد كانتظارِ الأرضِ الحُبلى بالبذورِ للحرثِ ولستُ أعبأُ بعددِ المرّات التى سيقبلُ فأسَه فيها شوقي أنتظرُه فقط... ولو لمرّة واحدة وكأنّه ريّا الحياة *** الولدُ الذى يشقُّ لحمَ السكون فيسَّاقطُ عطرًا وعرقا يشقنى بسيفٍ من الوردِ فتنبتُ للشقوقِ براعمُ عشقٍ ساجدة تسجدُ أمامَ عينيه *** خَدُّ الولدِ كجَناحِ الحمام يحملُنى ويطيرُ بين السحاب لم يقطفْ منّى غيرَ قبلةٍ واحدة كانتْ كأنّها رصاصةٌ أطلقها على قلبِ الجاذبية فأفقدتنى التوازن *** هذا الولدُ الذي كلما أغمضتُ عينيَّ أراهُ أكثر لم يعُد لى شاغلٌ فى الحياةِ منذ أنْ فارقته إلا أن أستمرَّ فى فتح عينيَّ بشدة كى أوقنَ حقيقةَ أنّه... مسااااافر *** للولدِ طيفُ بطل يهزمُ الواقعَ ببساطة فأجدُنى... أسمعُه يئنُّ فى الحجرة ِرغم البعدِ وأشمُّ شذى شهيقِه رغم الفراقِ ورغم طولِ السفر إلا أنه مازلتْ الندبةُ الشامخةُ على صدرِه هى الدواءُ الوحيدُ الذى احتسيه كلما حاصرنى الألم *** هذا الولدُ الذي يشبه عصفورَ الجنّةِ بجسدِه الهزيل وعطرِه الذى يملأُ العالمين عندها أُغمضُ عينى وأنا فى صدرِه أصِلُ للحقيقةِ المُطْلقة أنا ككلِّ المؤمنات أشتهى الجنّةَ فقط لكى أجاورَه.
شعر: أمل درويش
اكتب يا شعب
واقفين عشانك بالطّوابير ناقصنا نرقص عالمزامير أكتب يا شعب وبالحزافير عرّف كمان فى المصريين مين اللّى عاشق لترابك مين هم ناسنا وأحرارك مين اللّى كان من ثوارك مين بس شارك فى قرارك مين اللى عدّى كتير مشاوير فكّر وقرّر فى الدساتير حتى الحيطان كاتبه بطباشير كل اللّى شافه المصريين أنزل وكمّل وف ذمتك صوتك أمانة وميت دليل على أن الثورة ثورتك وان الأمل مش مستحيل شاهد علينا أحنا الزمن واقرأ ف تاريخ طول السنين مين اللى عاش والروح تمن مين همّ بس المصريين
جناح قلبك حنون وأنا أيه أكون من غير حنان أو هدهده؟ إيه غير وجودك يقلب الأحلام يقين؟ إيه غير كفوفك يشفى روحى المجهدة؟ لما بشوفك بتكسفا فضل حزين وبحس روحى زى عصفورة فى المدي يسبح ولا يطوى الجناح يسرح ورا حدود المتاح يلقى السماح وسع الخيال من غير ختاف ولا مبتدى يا ملهمة ياللى أنتى فيكي من جمال الكون سمة يمكن حياتنا مؤلمة يمكن كئيبة ومظلمة لكن بذور النور بتطرح فى الشعور والغصن لو هزه النسيم تسرى المشاعر للجذور واللحن عايش والكلمة باقية فى الزمان حتى ولو من غير سطور والزهر مش خسران ولا حزنان وإذا استنى الندي طير شدا ما أبدعه لما شدا! نجم بدا يا فرحته لما بدا! الطير أنا والنجمة إنتى والمسافة.. هى بين خطوى اللى تاه وقلبى اللى أهتدى شعر: عمر سامح هلال
لما كنا صغيرين لما كنا صغيرين الشمس هى هى والقمر هو هو بس كانوا منورين لما كنا صغيرين والليالى مبسمة بالهوا متنسمة كنا بنطول السما ودراعتنا قصيرين لما كنا صغيرين الربيع كان له جنينية والزهور بتميل علنا كل دنيتنا فى أيدينا والأهالى حنينين لما كنا صغيرين البعاد كان له حنين والفراق كان فيه أنين كان دموعنا قريبين فى الجفون الدفيانين لما كنا صغيرين كنا بنعيش سننا كنا ناسيين الأنا كنا بنشيل بعضنا فى القلوب الطيبين لما كنا صغيرين السعادة فى نور عنينا ان كذبنا يبان علينا والبراءة تشوفها فينا والسنين غالية.. السنين لما كنا صغيرين الزمان كان له أمان والأمل كان له مكان والقليل فى الأيد يبان فى العيون الشبعانين لما كنا صغيرين الشمس هى هي والقمر هو هو بس كانوا منورين لما كنا صغيرين شعر: ناهد منتصر