يهل علينا شهر ربيع الأول بنسماته العطرة.. فيه ولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. ولد محمد وكان مولده نورًا أضاء بين السماء والأرض وقد نشأ كاملاً فى الأخلاق الحميدة لا يشتغل بصغائر الأمور.. فكان أرجح الناس عقلاء وأصحهم رايًا، وأعظمهم مروءة واصدقهم حديثًا وأكثرهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والآثام. الله سبحانه وتعالى خلقه مبرأ من كل عيب.. حتى قال فيه الشعراء ولدت مبرأ من كل عيب.. كأنك خلقت كما تشاءُ. اتصف صلى الله عليه وسلم بصفات الجمال وكمال الأخلاق وكان أفصح الناس لسانا وأعذبهم كلامًا وأحلاهم منطقًا، وكان صلى الله وعليه وسلم طويل الصمت لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه وإذا بدأ كلامه فى أى مجلس لابد أن يذكر الله ويثنى عليه. وكانت صفاته لا تليق على أحد إلا هو صلى الله عليه وسلم.. محبًا للمساكين والفقراء.. رحيمًا بكبار السن والأطفال.. حتى ان خالقه قال له «ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك».. هذه هى بعض صفات الرسول الكريم اردت أن ألقى عليها الضوء فى ذكرى مولده حتى يتعلم كل واحدا منا ماذا كان يفعل نبيه فى مجتمعه.. أخلاق كريمة وتصرفات جميلة.. كان رحيمًا بالناس لا يفرق بين أحدًا حتى بعد انتشار الإسلام ودخول الكثيرين من البشر فيه وبعد تلك السنين الطويلة على ميلاد صاحب الذكرى.. علينا نحن المسلمين أن نعيد قراءة السيرة النبوية لكى نتعلم من جديد كيف جاء الإسلام إلينا وكيف لاقى النبى الكريم الكثير من الصعاب حتى يؤدى رسالته على أكمل وجه؟ ما أحوجنا فى تلك الأيام العطرة إلى الاقتداء بصفات تحلى بها الرسول لكى نخرج من الكبوة التى وقعنا فيها هذه الأيام بانحدار الأخلاق وانتشار الرذائل.. وظهور الخبائث والمنكرات بين الناس. وتتواكب ذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خلال هذه الأيام مع ذكرى ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاوات.. ادعو الله مخلصًا من قلبى أن يوحد صفوف المصريين وأن يجعل كلمتهم واحدة وعلى قلب رجل واحد.. وأن نعلم جميعًا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم.. وأن تقتدى بأخلاق صاحب الذكرى صلوات ربى وتسلمياته عليه. كل عام وأنتم بخير. [email protected]