مسلسل البلطجية والرقص بالسنج والمطاوى استمر حيث استطاع السبكى جمع أعلى الايرادات بتقديمه أكثر من 9 أفلام فى العام الذى تضمن 25 فيلما.. واهتمت هذه النوعية من الأفلام بالتسطيح الفكرى ومنهم:
«قلب الأسد» بطولة: محمد رمضان وحورية فرغلى وإخراج كريم السبكى - تعامل الفيلم مع الواقع الذى نعيشه من وجود فقراء فى الحى الشعبى يمتازون بالشهامة والرجولة وكيفية تحولهم ضمن سياق الأحداث إلى العمل مع تجار السلاح والضباط الفاسدين لحاجتهم للمال، القصة كتبت بشكل سطحى كوميدى مضافا إليها خلطة السبكى الفنية التى ساعدت على افسادها عن طريق مشاهد اكشن «هندى» ليست مبررة ومشاهد اغراء وعرى وأغنيات شعبية. * «عش البلبل» بطولة كريم محمود عبد العزيز وسعد الصغير ومى سليم ودينا وإخراج حسام الجوهرى. - أقيم هذا الفيلم على أساس مجموعة من الأغانى الشعبية تتخللها قصة ضعيفة تسرد كفاح مطرب شعبى للوصول للشهرة، وتم عرضها فى بعض المشاهد القليلة التى اعتمدت على الارتجال والفقرات الكوميدية المستهلكة.. وأعاد عش البلبل استخدام تيمة الحظ الرابحة للعيد وهى الدويتو الاستعراضى بين سعد الصغير والراقصة دينا.. بينما شهد عدد من الأغنيات الهابطة لإضاعة الوقت لعدم وجود قصة او مضمون يستند إليهما العمل.
«8%» بطولة أوكا واورتيجا ومى كساب وإخراج حسام الجوهرى - ضرب هذا الفيلم الرقم القياسى فى عدد أغانيه حيث انه يدور حول ظهور فرقة شعبية من العشوائيات وحتى سلم المجد والشهرة، واعتبره البعض بمثابة البوم يحتوى على اشهر أغنيات اوكا واورتيجا والسادات وغيرهم من المؤدين لأسلوب المهرجانات، جمهور العيد الذى شاهده بالسينما استمتع بشكل أكبر بالرقص واللهو على أنغامهم بدلا من التعرف على قصة واقعية.
«القشاش» بطولة محمد فراج وحورية فرغلى وإخراج اسماعيل فاروق - الإنتاج الأول لشركة دولار فيلم لنوعية الأفلام التى تحتوى على تيمة البلطجة والرقصات المثيرة التى تربح دائما فى السينما، احتل الفيلم المركز الثانى بين ايرادات عيد الاضحى، دارت أحداثه حول شاب يتيم يعمل نجارا وتحوله الظروف إلى بلطجي.. ولعل أكثر ما ساهم فى الدعاية للفيلم هى الرقصة المثيرة التى تم اقحامها داخل العمل للراقصة الأرمانية صافيناز التى تسببت فى ضجة كبيرة فى الشارع بعدها. اعتمد عدد من النجوم هذا العام على الابتعاد كليا عن سينما الواقع والاهتمام بقضايا فردية حول شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة او ديكتاتور او يعانى من مرض عقلى أو الشخصية «الفهلوية» ورغم امكانية مناقشة هذه الموضوعات بشكل أكثر حرفية فإن النجوم سقطوا فى بحر الاستسهال واعتمدوا على الحركات والقفشات المقررة:
* «سمير أبوالنيل»: بطولة أحمد مكى ونيكول سابا وإخراج عمرو عرفة - اتخذ مكى فى هذا الفيلم طريقة السخرية من الشخصيات الإعلامية المتواجدة على الساحة والتى تتحدث فيما لا تعلمه وتقييم الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها دون وجود رؤية واضحة او خلفية ثقافية.. واعتمد على تغيير المظهر الخاص به واصطناع لكنة جديدة وطريقة للتحدث بشكل يليق بالشخصية مثلما فعل فى أفلامه السابقة وان كان أبوالنيل كان الأسوأ لعدم دعمه للفكرة بمضمون مترابط واستخدامه مشاهد مجمعة وافيهات كمحاولة فاشلة لإضحاك الجمهور.
* «على جثتي» بطولة أحمد حلمى وغادة عادل وإخراج محمد بكير يبدو ان التوترات السياسية وقلة الإنتاج السينمائى دفعت النجوم إلى الهروب لموضوعات قد تبدو مؤثرة وكوميدية ولكن التنفيذ لم يكن فى صالحهم، هكذا كان فيلم أحمد حلمى الاخير الذى يعد الاسوأ على مدار تاريخه الفنى إذ جاء كصدمة لجمهوره الذى ينتظر فيلما هادفا وممتعا، ولكنه أصابه الملل من الفكرة والتى استخدم فيها حلمى مهاراته لتوصيل اسلوب حياة رجل ديكتاتورى معقد يعيش بداخل غيبوبة..
* «تتح» بطولة محمد سعد ودوللى شاهين وإخراج سامح عبد العزيز استخدم الفنان محمد سعد تيمته المعروفة فى تقليد الشخصيات غير المتزنة ذهنيا الأقرب لشخصية «اللمبى» والتى تستطيع التغلب على كل ما حولها من أحداث وعصابات وفساد بعقليتها المحدودة.. حتى أنه قام خلال أحداث الفيلم بالتغلب على عصابة مسلحة تسرق بنكا بداخل مول ببعض الالعاب الموجودة من مدافع رشاشة للكور وزلاجات للأطفال. بعض النجوم اختار السير قدما فى طريقهم بمخاطبة جمهور الاطفال للابتعاد عن المشاكل والتعقيدات المجتمعية ومنهم الفنان هانى رمزى والذى طرح فيلمه «توم وجيمي» بعد تأجيلات لمدة عام كامل بسبب الأحداث وكذلك الفنان سامح حسين مع فيلم «كلبى دليلى». بينما اعتمد عدد من الفنانين على الابتعاد عن القضايا الحالية بموضوعات خفيفة عن الزواج وازمة العنوسة منها فيلم «نظرية عمتي» بطولة حسن الرداد وحورية فرغلى ولبلبة و«هاتولى راجل» لأحمد الفيشاوى وايمى سمير غانم، فيما تمت مناقشة بعض القضايا المعاصرة باسلوب اقرب للكوميديا والسطحية فى «فبراير الأسود» لخالد صالح الذى اعتمد على اسلوب الكوميديا السوداء والفانتزايا فى اظهار رغبة اسرة للهجرة والبحث عن وطن لتعيش حياة كريمة. كما تعرض فيلم «الحرامى والعبيط» للخالدين الصاوى وصالح لفكرة تجارة الاعضاء البشرية من خلال قصة طريفة بين بلطجى ومعتوه يسكن الرصيف امام بيته ويستغله فى بيع اعضائه والحصول على ثمنها. ايضا هناك بعض الأفلام التى حاول صناعها مناقشة قصة ذات قيمة حتى لو ابتعدت نسبيا عن الواقع مثل «الحفلة» لأحمد عز ومحمد رجب الذى اعتمد فيه على العودة للقصص البوليسية التى تنتهى بمفاجآت غير متوقعة.. وكذلك «هرج ومرج» لآيتن عامر الذى عرض قضايا العشوائيات و«مصور قتيل» لاياد نصار ودرة الذى يدور فى اطار بوليسى حول جريمة قتل و«فيلا 69» لخالد أبوالنجا ولبلبة ويتحدث عن رجل مسن ينتظر الموت بمنزله. وظهر بشكل كبير خلال العام الماضى سبوبة الإنتاج السينمائى القليل التكلفة أفلام المقاولات حيث اقتحم عدد من المنتجين المجال خاصة فى وقت حكم الاخوان وقاموا بتقديم أفلام خالية من المضمون وتعتمد على سرد حكايات من عالم الريكلام والراقصات والكباريهات بالاضافة إلى بعض مشاهد الاكشن المصطنعة ومنها فيلمى «البرنسيسة» و«31/12» لعلا غانم وفيلمى «سبوبة» و«بوسى كات» لراندا البحيرى و«هو فيه كدة» لرانيا يوسف وأحمد عزمى و«الهاربتان» لريم البارودى ونيرمين ماهر. تخلل العام بعض الأفلام القليلة التى تناولت قضايا ذات مضمون جاد وقصة جادة مثل «بعد الطوفان» لحنان مطاوع و«فرش وغطا» لآسر ياسين الذى تناول ما حدث خلال جمعة الغضب من وجهة نظر أحد المساجين الهاربين.. وكذلك شهد العام إفراج جهاز الرقابة عن «الخروج من القاهرة» لمحمد رمضان وميريهان بينما اثار جدل واسع حول «أسرار عائلية» للمخرج هانى فوزى الذى تم رفضه بسبب تناوله المثلية الجنسية. من جانبه أكد الناقد طارق الشناوى أنه من المستحيل أن يدخل اى من أفلام 2013 تاريخ السينما المصرية او أن يذكر بانه من العلامات معتبرا ان من ينتظر هذا الامر «فكره واسع». وأضاف قائلا: «هناك عدد من الأفلام القليلة التى يمكن وصفها بالجيدة فنيا ومنهم «فرش وغطا» و«عشم» للمخرجة ماجى مرجان، أما بالنسبة للأفلام التجارية فاعتقد ان «هاتولى راجل» كان الانسب بينهم خاصة انه تم تقديمه فنيا بشكل جيد رغم احتوائه على عدد من الافيهات الضاحكة. ورفض الشناوى تصنيف بقية الأفلام بالسيئة لأن لفظ «السيىء» يعتبر مدحا بالنسبة لهم حيث إنهم لم يرتقوا لصفة السوء ولكن تعدوها ليصبحوا اسوأ من السيىء.