دأب الكثير من الشيوخ والفقهاء على فتاوى تسبح ضد تيار العقل والمنطق، وبقدر ما تثير موجات من الضحك والاستغراب، فإنها تثير جدلاً مثيرًا، بل إنها تصبح ظهرا للسخرية يركبها المتفكهون فى مختلف مناطق العالم، لأنها فعلا نافذة على تاريخ طويل وعريض من التخلف الشائن . ومن الفتاوى المضحكة تلك التى أصدرها داعية يمنى يحرم فيها جلوس النساء على الكرسى والكنبات لتعرضهن لنكاح الجن! فى الوقت الذى أفتى داعية مصرى، محمد الزغبى، بأكل لحوم الجن، إن تمكن الناس من ذلك، مشيرًا فى فتواه إلى أن الجن يظهرون فى صورة الإبل والماشية. وفى السعودية أصدر عضو هيئة تدريس بجامعة الملك خالد فتوى لتحريم رياضة اليوجا، كما أصدر زميل له فتوى تحرم على النساء والفتيات الجلوس أمام جهاز كومبيوتر مزود بخدمة الأنترنت بدون محرم خشية أن تتم غوايتها فى الدردشة. وفى إنجلترا أيضا قال إمام فى مصلٍ قرب ساحة فيكتوريا بمدينة ليدز أن معاشرة المرأة للمرأة ليست حراما بدليل أن الله ذكر أفعال قوم لوط، ولم يذكر أفعال النساء مع بعضهن، وطالب بتطبيق نصوص القرآن، وهو ما أثار المسلمين فى انجلترا قبل غيرها، وحاول هذا الإمام أن يدافع عن نفسه بالقول بأنه سُئل عن القضية، فقال أنه لا يوجد نص فى القرآن فى ذلك، ولكن كلامه تم تحريفه إلى ما يريده الغرب من إساءة للمسلمين. وكانت فتوى جهاد المناكحة فى سوريا من أغرب الفتاوى التى قيلت وقد افتى الشيخ العريفى ان زواج المناكحة التى تقوم به البالغة 14 عام فما فوق مطلقة أو أرمله جائز شرعًا، لأنه يشد من أزر المجاهدين. أما فى باكستان فقد حرم الشيوخ تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال بسبب أن الغرب يهدف إلى نشر العقم بين المسلمين.. أما فى مصر فلعل أكثر الفتاوى التى شهدت جدلا، هى الفتاوى التى انطلقت من على منصة رابعة العدوية، خلال اعتصام محمد مرسى، عقب تظاهرات 30 يونيو. فأفتى فوزى السعيد احد شيوخ السلفية، أن من يشكك فى عودة السابق لمنصبه يشكك فى الله، لأن «مرسى» هو «هدية من الله»، وأن من يشكك فى عودة مرسى يشك فى وجود الله لانه هو من أتى بالمتظاهرين إلى رابعة، وأن من يشكك آثم لأن مرسى «نعمة». ومن فتاوى «منصة رابعة» التى أثارت الجدل كذلك، قولهم إن «الاعتصام فى الميدان من أجل مرسى أهم من أداء العمرة لأننا فى جهاد»، هذا بالإضافة لعدة فتاوى صدرت بجواز قتل الفريق عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، والرئيس المؤقت عدلى منصور من على منصة رابعة العدوية. وأفتى صفوت حجازى، الداعية الإسلامى، من أعلى منصة رابعة العدوية، إلى جواز إفطار المتظاهرات مراعاة لظروف الصيام خلال شهر رمضان هذا فضلا عن فتاوى الدستور والانتخابات. إنها فعلا فتاوى «الغباء» و «الغرابة» لمضامينها السخيفة التى تخالف صحيح الدين وتحتقر العقل.. فتاوى تدفقت طيلة السنوات الأخيرة، فتاوى من شدة غرابتها وافتقادها للأدلة الشرعية أن من قالوا بها لا يريدون سوى الشهرة.
