توافدت أنباء أمس عن قيام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بإرسال مفاوض باسمه للمجلس الوطني المؤقت، الذي شكله الثوار المعارضون له، وأعلن عن استعداده التخلي عن الحكم والرحيل خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته هو وأسرته وأمواله. ووفق جريدة الشرق الأوسط اللندنية، فإن «مصادر ليبية مطلعة» بمدينة بنغازي حيث مقر المجلس الوطني المؤقت الذي أعلن عن بعض الأسماء في تشكيلته لإدارة شئون البلاد، أوضحت أن القذافي اشترط لاتمام الأمر أن يعقد مؤتمر الشعب العام (برلمان القذافي) وأن يعلن القذافي خلاله التنحي، ويسلم السلطة إلي المجلس الوطني بعد ضمان السلامة. وأضافت المصادر، بحسب صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن القذافي اشترط «مساعدته في الخروج إلي البلد الذي سوف يقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدولية. ولفتت المصادر إلي أن الخبر تم التمهيد له بتسريب بعض الشائعات حول مرض القذافي، وأنه أصيب بجلطة دماغية، شبيهة بجلطة سابقة أصيب بها منذ عدة سنوات، وكشفتها وثائق ويكيليكس مؤخراً. ولم تكشف المصادر عن فحوي رد المجلس، مكتفية بالقول إنه «حتي الآن لا يوجد رد رسمي علي مطلب القذافي، بالسلب أو بالإيجاب، إلا أنها قالت إن الاتجاه العام الشعبي الموجود هو رفض التفاوض والحوار مع القذافي تحت أي ظروف. وكشفت المصادر أن القذافي قام أمس بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة علي الشباب من «أبناء الرفاق» الموالين له في طرابلس، ومن أبناء قيادات اللجان الثورية في مناورة يسعي من خلالها إلي تعمد خلط الأمور، وإشاعة الفوضي حتي لا تتضح الصورة كاملة أمام وسائل الإعلام والمتابعين لما يحدث في ليبيا. وفي المقابل اتهم القذافي فرنسا ب«التدخل في الشئون الليبية» كما اتهم مجدداً تنظيم القاعدة بالوقوف خلف أعمال العنف الجارية في البلاد، وذلك في مقابلة مع قناة فرانس 24 بثتها أمس. وسئل القذافي عن إعلان فرنسا دعمها للمجلس الوطني الليبي فقال: «هذا أمر مضحك، وهذا تدخل في الشئون الليبية» مضيفاً أن الموقف الفرنسي «يعني التدخل في كورسيكا وسردينيا وبادانيا (في إيطاليا) وأن نعترف بها». من جهة أخري، كرر القذافي اتهامه للقاعدة بالوقوف خلف الاضطرابات في ليبيا وقال إن «قاعدة بن لادن عندها خطة وهناك خلايا نائمة في ليبيا ومجموعات صغيرة مسلحة من القاعدة تقتلنا». وأكد «في النهاية أنها مواجهة مع القاعدة، مع الإرهاب الدولي» متسائلا عن الموقف الغربي «نحن متحدون في محاربة الإرهاب الدولي، كيف حاربونا حين نحارب الإرهاب الدولي». وأكد أن «الذين يحملون السلاح الآن في بنغازي هم من القاعدة ولا مطالب لهم اقتصادية وسياسية.. ولا علاقة لهم بما يجري في بنغازي، إنه التنظيم قاعدة في المغرب الإسلامي». وعن عرض الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز القيام بوساطة بين نظامه والثوار، قال القذافي إن «لا مشكلة داخل ليبيا تستدعي وساطة». بدوره، حذر سيف الإسلام نجل القذافي أوروبا من أنها إذا لم تساعد ليبيا فإنها قد تتحول إلي صومال منطقة البحر المتوسط. وقال سيف الإسلام في حوار أجرته معه القناة الثانية بالتليفزيون الفرنسي إنه إذا لم تساعد أوروبا بلاده، فإنها ستعاني من انتشار القراصنة قبالة سواحل جزر صقلية وكريت ولا مبادوسا، وسيكون هناك ملايين من المهاجرين وسيصل الرعب إلي أبواب أوروبا، علي حد قوله. وفي وقت عين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وزير الخارجية الأردني الأسبق عبد الاله الخطيب مبعوثاً خاصا له إلي ليبيا بهدف إجراء «مشاورات عاجلة» مع السلطات في طرابلس فيما يتعلق بالوضع الإنساني هناك، أرسل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بعثتي تقصي حقائق إلي ليبيا لتقييم الوضع هناك.