كتب - سيد دويدار - الإسكندرية- إلهام رفعت بمشاعر متضاربة ونظرات زائغة تحاول أن تنظر إلى مصير مجهول.. خرج الرئيس المعزول محمد مرسى من قفص اتهامه بعد قرار المستشار أحمد صبرى يوسف رئيس محكمة جنايات القاهرة باستمرار حبس المتهم «محمد مرسى العياط» وتأجيل قضية أحداث الاتحادية إلى 8 يناير. لم تنجح هتافات أنصاره ال7 المتواجدين بقفص الاتهام وتحديدًا عصام العريان ومحمد البلتاجى وأحمد عبدالعاطى فى تهدئة خواطره خاصة مع عدم تحديد مكان حبسه الاحتياطي. خرج مرسى من قاعة المحكمة بعد توديعه لرفاقه وتسلمته قوت تأمينه من إحدى الجهات السيادية والقوات الخاصة واستقل سيارة 14 راكبًا قطعت 5 دقائق، حيث كانت تنتظر طائرته التى اقلته قبل 4 ساعات من مكان حبسه الاحتياطى «المجهول» إلى مكان لم يحدد بعد. قبل هذا بقليل كانت إحدى الجهات الأمنية السيادية ووزارة الداخلية قد حددوا 7 سجون مؤقتة بشكل تام لنقل مرسى ولكنه تم اتخاذ قرار نهائى بنقله إلى سجن برج العرب - غرب الإسكندرية. استقل مرسى الطائرة الهليكوبتر بعد أن ترك رفيقه أسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق الذى لازمه طوال حبسه الاحتياطى بمكانه المجهول ليتم حبسه فى سجن طرة ويتوجه مرسى إلى سجن برج العرب. الآن اقلعت الطائرة بحماية أمنية مشددة وطارت على ارتفاع منخفض ولكن مرسى لم يشاهد المئات من أنصاره المتجمعين أمام أكاديمية الشرطة وبعد طيران دام 40 دقيقة هبطت الطائرة.. واعتقد مرسى فى البداية أنه عاد لمكان الاحتجاز الأول ولكنه فوجئ بأن هذا المكان ليس استراحته التى كان يحتجز فيها بل هو أحد السجون وعندما سأل الضباط علم بأنه فى سجن برج العرب.. هنا بدأت أولى لحظات السجين محمد مرسى العياط. ليلته الأولى فى سجن برج العرب فى توتر غريب وعلى عكس ما ظهر على وجهه داخل قفص الاتهام من صمود مصطنع وأقواله بأنه الرئيس الشرعي.. وفور دخوله السجن ببرج العرب كان فى انتظاره مأمور السجن وضباط قطاع السجون والأمن الوطني، حيث حاول مرسى اصطناع الهدوء مثلما فعل داخل المحكمة لكن سرعان ما بدا التوتر على وجهه وبدأ ينظر فى أركان السجن والضباط المحيطين به، حيث اخبره ضابط برتبة عميد بضرورة احترام قواعد وقوانين السجن بعد رفض مرسى ارتداء البدلة البيضاء، فقال له الضابط: إنت سجين سابق وتعلم تماما التعليمات وأضاف لمرسي: أنت هنا مسجون جنائى واللى هيمشى على السجناء هيمشى عليك ومفيش استثناء لأحد هنا، تغير لون وجه مرسى وانصاع للتعليمات وارتدى البدلة البيضاء بعد 3 دقائق، ثم تم ايداعه فى غرفة انفرادية بمنطقة الليمان، حيث تعتبر مساحة السجن الكاملة 50 فدانا تضم سجون الليمان وهى المخصصة للمحكوم عليهم بأحكام مؤبدة وتسمى بغرفة الإعدام وهى الاشد حراسة ويتم ايداع المساجين الخطرين فيها والسجن العمومى الذى تم وضع الرئيس المعزول بغرفة انفرادية بمفرده يبعد عن صبحى صالح وحسن البرنس القياديين بالمحظورة بمسافة بعيدة. وقد علمت «روزاليوسف» أن المعزول أصيب بارتفاع فى درجة الحرارة وانخفاض طفيف فى الضغط بعد غلق غرفة الحبس عليه وكان صامتا وينظر بتمعن فى أركان السجن. وعن امكانية تقابل المعزول بأعضاء المحظورة المحبوسين فى السجن نفسه فى فترة التريض، أكد مصدر أمنى أنه من الصعب على الداخلية منع لقاء المتهمين فى هذه الفترة رغم بعد المسافة، واضاف أن هناك وقتًا للتريض ويتم ادخال المساجين إلى حبسهم، وشدد على أنه لا أحد فوق القانون وأن لائحة السجون القانونية سوف تطبق بحسم كما تم تطبيقها مع مبارك بدليل ارتداء مرسى ترينج أبيض، وطالب مرسى السماح لأسرته بزيارته، فقال له الضابط بأن الزيارة تكون بإذن من النيابة العامة وليس لوزارة الداخلية أى دخل بها. فيما رفض اللواء ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية نقل المعزول إلى مستشفى سجن برج العرب، كما سيطرت حالة من الاجواء الاحتفالية وقام قاطنو منطقة برج العرب الجديدة بتعليق المشانق الشعبية فى مداخل ومخارج المدينة وسط تحليق مكثف لطائرات الجيش لتمشيط المنطقة، كما قام بعض المواطنين بوضع مكبرات صوت والاستماع لأغنية تسلم الايادى وسط تصفيق للأهالى فرحًا بحبس مرسى بسجن برج العرب. فى هذه اللحظات كان مرسى يخضع للكشف الطبى عليه بصفته نزيلاً جديدًا بالسجن وذلك وفقا للقانون.. كما وافقت إدارة سجن برج العرب على طلب مرسى بشراء وجبة سمك من أحد المطاعم الشهيرة بالإسكندرية وجاء قرار الموافقة طبقا للقانون الذى يكفل للسجين الاحتياطى شراء الأطعمة من خارج السجن. لتظلم الليلة على مرسى فى أركان سجن برج العرب وحيدًا داخل زنزانة انفرادية ولايزال يتردد فى آذانه هتاف مؤيديه بالمحكمة «الإخوان يؤيدون صمود الرئيس».