كتب - داليا طه وأحمد قنديل و خالد عبد الخالق وأميرة يونس وإسلام عبد الكريم ووكالات الأنباء أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الصراع الدائر فى سوريا لن ينتهى إلا بعد رحيل الرئيس السورى بشار الأسد عن السلطة، مؤكدا أنه ما زال يهدف إلى تحول يخرج فيه الأسد من السلطة، على نحو يحمى الأقليات الدينية، ويضمن ألا يصبح للمتطرفين الإسلاميين اليد الطولى داخل البلاد، مضيفا أن الخطوة الأولى هى ضمان التعامل مع الأسلحة الكيماوية، والثانية ستكون الحوار مع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية. وكان اتفاق الأسلحة الكيماوية، الذى توصل إليه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف، قد قوبل بانتقادات شديدة، لغياب آلية تنفيذ قوية لضمان أن تفى سوريا بوعودها، بالتخلى عن الأسلحة الكيماوية. وفى نفس الوقت فشل مجلس الأمن فى التوصل إلى قرار بشأن سوريا فى أعقاب تأكيد مفتشين دوليين استخدام الأسلحة الكيميائية فى هجمات استهدفت المدنيين فى الدولة العربية. وعقد ممثلو الدول الخمسة دائمة العضوية بمجلس الأمن اجتماعاً امس، لمناقشة مشروع قرار بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية فى سوريا، على خلفية اقتراح روسى لتجنيب سوريا ضربة عسكرية كانت تعد لها الولاياتالمتحدة. من ناحيته ذكر الكاتب جينيفر روبين فى مقال له بصحيفة واشنطن بوست الامريكية أن أوباما وصف الأسد بأنه ديكتاتور ويجب أن يرحل حتى قبل أن يستخدم الكيماوى ومع ذلك لم يفعل الكثير لتحقيق ذلك، معلقا أن الساخرين سيقولون أن أوباما يفضل دائما حكم الطغاة حيث إنه وضع رهانه على نظام الملالى فى طهران وايضا حكم مبارك فى مصر حتى نهايته المريرة ثم محمد مرسى وهو ما يمكن أن يتكرر على نحو مماثل فى سوريا. ومن جانبها أعلنت الحكومة الروسية عن تسلمها أدلة من النظام السورى تثبت تورط مقاتلى المعارضة فى استخدام السلاح الكيماوى فى هجوم الغوطة. وشدد نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، بعد إجراء محادثات مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم، فى دمشق أمس الأول، بعد تلقيه المواد على تحليل هذه الأدلة. كما ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن القاء كل اللوم على السلطات السورية فى استخدام الكيماوى مع إعفاء المعارضة من أى مسئولية بدون أى أدلة أمر غير مناسب. وقال المتحدث الرسمى باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش أمس إن التقرير الذى قدمه مؤخرا مفتشو الأمم يشجع على توضيح حالات استخدام الكيميائى بدقة، مشيرا إلى أن بلاده تلمح بوضوح فى العديد من التصريحات العلنية إلى أنه يستند فى الاشتباه بتورط المسلحين السوريين فى استخدام الكيماوى إلى الوقائع التى تسنى جمعها وكذلك إلى الأدلة المنتشرة على شبكة الانترنت بشكل واسع. وأوضح لوكاشيفيتش أنه من بين هذه الأدلة إفادات رئيسة دير مار يعقوب الأم أجنس، والصحفيين الغربيين الذين تم تحريرهم من أسر مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة، ورسالة موظفين كبار سابقين فى الاستخبارات الأمريكية إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما شككوا فى أن يكون النظام السورى استخدم الكيميائى، ونتائج تحقيق الخبراء الروس فى حادث خان العسل التى تمت إحالتها إلى مجلس الأمن الدولى. وعبر مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالى تشوركين عن أمل بلاده فى عودة فريق مفتشى الأممالمتحدة إلى سوريا فى أسرع وقت لإكمال التحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية. وفى سياق متصل ذكر موقع «ديبكا» الإسرائيلى أن الأسد حصل على ضمانات من موسكو بالبقاء فى السلطة والحصول على معدات وأسلحة متطورة، فى حال الموافقة على الاتفاق الروسى الأمريكى بتسليم أسلحته الكيماوية. وفى المقابل اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر ساكى أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، يسبح عكس التيار والوقائع برفضه اتهام الرئيس السورى بشار الأسد بتنفيذ هجوم الكيماوى. من ناحية أخرى أكدت جامعة الدول العربية على ضرورة الاستفادة من المناخ الذى وفره الاتفاق بين موسكووواشنطن بشأن موضوع الأسلحة الكيمياوية للتحرك فى اطار الأممالمتحدة، وقال أحمد بن حلى نائب الأمين العام للجامعة إن اجتماعا تنسيقيا مهما لوزراء الخارجية العرب سيعقد يوم 23 الشهر الجارى، ومن المقرر أن يتخذ الوزراء قرارا بشأن المبادرة الروسية الخاصة بنزع السلاح الكيماوى من سوريا، كما أوضحت مصادر ل«روزاليوسف» أن الدول العربية تأخذ مواقف متباينة من المبادرة الروسية ففى الوقت الذى تدعم كل من الجزائر والعراق ولبنان المبادرة الروسية إضافة إلى مصر نجد دول الخليج وفى مقدمتها السعودية وقطر يعتبران المبادرة الروسية محاولة لإنقاذ نظام بشار الأسد وافلات من الجرائم التى ارتكبها، لافتة إلى أنه سيصدر بيان عن الوزراء يتضمن ايضاح تفاصيل المبادرة الروسية، فضلا عن ضرورة معاقبة المسئولين عن استخدام السلاح الكيماوى فى الغوطة. فيما اتهمت دمشق مقاتلى المعارضة السورية بامتلاك صواريخ أرض - أرض محلية الصنع ورجحت استخدامهم لهذه الصواريخ فى شن هجوم بغاز السارين على ريف دمشق الشهر الماضى. وفى سياق غير ذى صلة أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مواطناً إسرائيلياً لقى مصرعه فى سوريا، لافتة إلى أنه عربى إسرائيلي، من سكان قرية قريبة من «أم الفحم» انضم لقوات المعارضة السورية ولقى مصرعه خلال الاشتباكات مع قوات النظام السورى.