وقف ال600 شاب المشاركون من مصر ومختلف الدول العربية في فعاليات "مؤتمرالشباب ثورة التغيير" الذي عقدته مكتبة الإسكندرية دقيقة حدادا علي شهداء الثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية. كما وقف المشاركون في ساحة الحضارات بمكتبة الإسكندرية دقيقة حدادا علي شهداء الثورة المصرية، وعزف مجموعة من الموسيقيين علي أضواء الشموع نفير الشهداء. ورحب الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بالشباب المشاركين في المؤتمر، قائلا إن الشباب المصري؛ أبطال ثورة 25 يناير، فجروا أعلي القيم السامية من خلال الثورة التي ضربت مثلا للعالم أجمع؛ حيث تلاحم فيها الشعب بمختلف توجهاته الدينية والسياسية والفكرية، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء. كما نمّت الثورة ثقافة التطوع في المجتمع، وأظهرت أفضل ما لدي الشباب. وأشار سراج الدين إلي أن المكتبة خصصت مكانا بساحة الحضارات أمام قاعة المؤتمرات لإقامة نصب تذكاري لشهداء ثورة 25 يناير؛ حيث تعكف لجنتان علي اختيار التصميم الملائم وحصر أسماء الشهداء الذين ستكتب أسماؤهم، وأضاف أن المكتبة تعمل حاليا علي توثيق ثورة 25 يناير من خلال الصور والفيديوهات والوثائق والمنشورات الرسمية وغير الرسمية وغيرها من المواد، مرحبا بأي مساهمات في هذا الإطار. من جانبه، قال الناشط علي مكاوي، أحد الشباب المشاركين في تنظيم المؤتمر، وأحد الفاعلين في ثورة 25 يناير، قد حان وقت العمل وتنسيق الجهود والرؤي من أجل مستقبل أفضل لمصر والعالم العربي، وأعرب مكاوي عن أمله في أن يخرج المؤتمر بمجموعة من الرؤي التي يمكن تطبيقها تجاه بناء حاضر ومستقبل مصر والدول العربية، مضيفا أن الثورة المصرية ارتكزت علي المطالبة بالحرية والعدالة والمشاركة، وأكد أن ثورة 25 يناير لم تنتهِ لأنها لم تحقق كل مطالبها، مما يستدعي تضافر الجهود من أجل بناء نظام جديد يرقي لآمال وتطلعات الشعب المصري والشعوب العربية جمعاء؛ حيث إن مصر للعرب جميعا. ولفت الناشط تامر بدر الدين؛ أحد الشباب المشاركين في تنظيم المؤتمر وأحد الفاعلين في ثورة 25 يناير، إلي أن الثورة المصرية كانت مليئة بالابتكار والنظام والحوار والتكاتف، منوها إلي أن النظام الذي استهدفت الثورة إسقاطه لا ينحصر في مجموعة أشخاص، وإنما أفكار وسياسات ورؤي، مما يعني أن إسقاطه يتطلب القضاء علي الانغلاق والجمود الفكري، وشدد بدر الدين علي أن الجميع اليوم يؤمنون بأن الفرد يمكن أن يحدث تأثيرا، وأنه بالحوار البنّاء في مختلف محافظات مصر يمكن وضع رؤي واضحة ومحددة لمستقبل أفضل للبلاد، مؤكدا أن مصر اليوم تقود الفكر الديمقراطي في العالم، وأنه يجب الحفاظ علي ذلك. ونوّه الناشط والمخرج الوثائقي كريم الشناوي، إلي أهمية الإعلام الاجتماعي الذي أثبتت الثورة ضرورة تفعيله، مضيفا أنه لا يحتاج إلي إمكانات تقنية معقدة؛ إذ إن أي شخص يمكنه أن يصور لقطات فيديو أو صورا فوتوغرافية بالهاتف المحمول، لتتداولها القنوات الفضائية والصحف، خاصة إذا كان هناك تعتيما إعلاميا، وطالب بمنتج إعلامي جيد يصل إلي أكبر عدد من الجمهور، من أجل توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم لتحقيق التغيير الذي استهدفته ثورة 25 يناير. شهد مؤتمر "الشباب: ثورة التغيير" العديد من المداخلات من المشاركين المصريين والعرب؛ إذ أثني أحد الحضور من الجزائر علي الثورة المصرية الحضارية، لافتا إلي أن قضية مصر وتونس وليبيا هي قضية كل العرب، كما دعا إلي التغيير الإيجابي القائم علي العمل وليس الكلام، إضافة إلي القضاء علي العقليات المتطرفة فكريا التي لا تحترم الرأي المخالف. وأشارت مريم العامري من سلطنة عمان إلي أنه تم مؤخرا تغيير خمسة وزراء في بلادها، نتاجا لثورة 25 يناير في مصر، كما حيت مشاركة سودانية الشباب المصري والتونسي الذي استطاع تغيير الصورة النمطية السلبية عن الشباب بأنهم غير فاعلين، وأضافت أن الثورة الحقيقية ثورة تغيير وليست مطلبية. وطالب أحمد رجب من مصر بضرورة التفكير في الغد والعمل بجد من أجل توعية الناس؛ إذ إنه ليس كل من شارك في ثورة 25 يناير يتسم بالوعي الكافي، مشيرا إلي نسبة الأمية المرتفعة في مصر، فالثورة القادمة ستتم عبر صندوق الانتخابات مما يستلزم رفع وعي الجمهور لاختيار الأفضل. وفي ذات السياق، نادت إيزيس فتحي بالعمل علي تثقيف شباب المناطق العشوائية والفقيرة من أجل تحقيق التغيير المنشود، موضحة أنه جار العمل علي مشروع في هذا الإطار تطوع به إلي الآن أكثر من 1500 شاب وفتاة. وقال أحمد مصطفي إن ثورة 25 يناير هي نتاج تراكمات بعيدة، مشددا علي ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة وضع دستور قوي يؤسس للدولة المدنية. في حين رأي أحمد ريان أهمية أن تركز الثورة علي الجوانب الاجتماعية إلي جانب السياسية، وهو ما أيدته نسمة الشاطر؛ حيث أكدت أن من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره، بينما اختلف معهما أحمد خلاف الذي دعم فكرة أن التغيير السياسي هو الذي يؤدي إلي التغيير الاجتماعي. ونبّه أحد المشاركين إلي أهمية التركيز علي التعليم الذي به تتقدم الأمم، مطالبا الحضور بدعم المرشحين الذين يضعون التعليم والبحث العلمي أساسية في برامجهم الانتخابية.