حالة من الإحتقان الشديد يعيشها ما يقرب من 8 آلاف عامل وفني ومهندس وإداري في "شركة مصر للغزل والنسيج وصباغي البيضا" بكفر الدوار بسبب تحريضهم من قبل أصحاب المصالح الخاصة الذين لا يراعون مصالح وحقوق العمال ويبذلون كل الجهد نحو انهيار الشركة ومن بينهم بعض مستشاري الشركة ورؤساء القطاعات وأعضاء من اللجنة النقابية للعاملين بالشركة حيث يوصلون معلومات خاطئة ومقتضبة إلي العمال تفيد مخالفتها لمطالبهم التي طالما نادوا بها أو اتفقوا مع رئيس مجلس إدارة الشركة علي تنفيذها من حيث تحسين أوضاعهم الوظيفية والترقيات، وزيادة الحوافز والبدلات، وتطوير الخدمة الصحية المقدمة لهم من خلال المستشفي التابع للشركة، واستبعاد المستشارين الذين يحصلون علي مبالغ مالية كبيرة.. وكذا المرتشين داخل الشركة وتوفير وسيلة مواصلات آدمية للعاملين بها... مشددين علي ضرورة محاسبة ومحاكمة المتسببين في إهدار المال العام بالشركة وملاحقتهم قضائيا. ومع المعلومات المغلوطة التي تصل إلي العمال توقفت حركة الإنتاج بالشركة لفترات طويلة ومتقطعة الأيام الماضية، إضافة إلي الأسلوب غير اللائق الذي يعامل به قيادات العمل الذين يقفون بالمرصاد لأصحاب المصالح طوال الوقت باعتبار أنهم ضد العمال "حسب الإدعاءات". مما كان سببا في وفاة المهندس محمد رأفت جنيدي العضو المنتدب للشئون الفنية بالشركة إثر هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف حركة عضلة القلب بعد اقتحام ما يقرب من ألف عامل لمكتبه وإطلاق عبارات منددة به ومناهضة له تتهمه بالسرقة وتطالبه بالرحيل، الأمر الذي لم يستطع أن يتحمله حيث يبلغ عمره 67 عاما ووافته المنية إثر ذلك. "روزاليوسف" استطلعت الحقيقة من داخل مصانع الشركة بجميع تفاصيلها ورصدت مطالب العمال وخطة المخربين لانهيار الشركة، وقدمت واجب العزاء لأسرة المهندس محمد رأفت جنيدي في بيته بكفر الدوار، والسطور التالية تسرد التفاصيل. محمد أبوالمجد- مدير شئون الأفراد بالشركة - ويبلغ من العمر 55 عاما انتقد وجود 9 مستشارين للشركة ما بين إداري وقانوني وتجاري وطبي وللغزل والتدويرات وغيرها . وتضم الشركة 11 مصنعا وعدداً من الورش ويتبع المصنع 50 فدانا عبارة عن أراضي كانت فضاء مملوكة للشركة وبيعت منذ عامين علي أساس 270 جنيها للمتر في الوقت الذي يزيد فيه سعر المتر بالمنطقة طبقا لخبراء التثمين 10 آلاف جنيه. شوقي شريف - مدير إدارة المرافق بالشركة- كان شاهد عيان علي الأحداث وقال أثناء جلوسنا معه في المكتب فوجئنا بعدد كبير من عمال قطاع الغزل لا يقل عن ألف فرد متوجهين نحو مكتبة فخرجت أنا وزميلي مع مجموعة من أفراد أمن الشركة وبعض الموظفين لتهدئة الأمور ومنع اقتحام مكتب العضو المنتدب أو التعدي عليه. وفوجئت بأنهم يناقشون معنا معلومات خاطئة تخص الحوافز والبدلات والأجور قد وصلت إليهم مقتضبة من خلال بعض أعضاء اللجنة النقابية بالشركة، ومفادها التأثير السلبي علي دخولهم الشهرية مما ترتب عليه وجود تعبئة عامة للعمال وتوليد الحقد وتفاقم الإحتقان بين نفوس العمال.. مما نتج عنه فشل المفاوضات والمناقشات معهم رغم استمرارها لمدة نصف ساعة، واقتحامهم المكتب، رغم أنهم لم يلمسوا المهندس رأفت جنيدي ولم يتعدوا عليه بالضرب أبدا إلا أن مشهد اقتحامهم المكتب لم يتحمله قلب العضو المنتدب الذي كان قد أجري عمليتين جراحيتين سابقتين لتركيب دعامتين في القلب، وتم نقله إلي مستشفي كفر الدوار العام وهناك توفي أثر توقف نشاط عضلة القلب. أحمد الصاوي- مدير عام إدارة التكاليف بالشركة - يروي لنا تفاصيل الإحتقان والإحتجاجات في الشركة ويقول فوجئنا يوم الثلاثاء 22 فبرابر الجاري بتجمهر أخر للعمال بعد وصول معلومات غير صحيحة لهم تفيد بتطبيق نفس الإجراءات التي نفذت علي عمال غزل المحلة الكبري والمتمثلة في زيادة الحوافز إلي 25% وبدل الوجبة الي 17% من قيمة البدلات والحوافز الحالية، وبعضهم يتقاضي حافزا 11 جنيهاً، أي أن الزيادة لن تكون أكثر من جنيه ونصف وهي لا تمثل شيئا، لذلك تجمهر مئات العمال أمام مكتب العضو المنتدب للشئون الفنيه والمسئول عن قطاع الغزل المهندس رأفت جنيدي ورددوا هتافات مناهضه له وبالسياسة المالية المتعامل بها في الشركة مطالبين برحيله مما اضطره إلي القول بأنه سوف يغادر الشركة ولن يعود إليها مرة أخري. ومع رفض العمال وصول سيارة الإسعاف إلي مكتب العضو المنتدب لنقله إلي المستشفي بعد أن انتابته أزمة قلبية، فتم حمله علي الدبابة بعد حضور أفراد من القوات المسلحة لأنقاذه، وتوفي بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية وأزمه قلبية مفاجئة. من يتحمل المسئولية؟ سألنا المهندس خيري زغلول - رئيس مجلس إدارة الشركة -عن حقيقة وضع الشركة والإجراءات المتخذة نحو عمليات انهيارها من قبل أصحاب المصالح فأشار إلي أن مهمته هي إدارة الشركة وحركة العمل والأجور وغير ذلك، وليست البحث عن المحرضين أو هؤلاء الذين يشعلون الفتنة ويزيدون من احتقان العمال... لافتا إلي أن مدير أمن الشركة مسئول عن ذلك وأنه مسموح له في حالة توافر أية معلومات تؤكد ذلك أنه يعرضها علي الجهات الأمنية مباشرة. عرفه أبوالعلا - مدير أمن الشركة لفت إلي أن بعض أعضاء اللجنة النقابية بالشركة نقلوا معلومات خاطئة إلي العمال، مما كان سببا في اشتعال الأحداث مؤخرا داخل الشركة وإثارة الفتنة بين العمال، وكان ذلك بعد ظهر الإثنين السابق لأحداث الثلاثاء 22 فبراير ولذلك حضر العمال فيه متحفزين ضد المهندس رأفت جنيدي ووقع ما حدث. واجب العزاء "روزاليوسف" توجهت إلي أسرة المتوفي في السكن الإداري المخصص لها من الشركة والذي ورثه عن والده الذي كان يعمل بنفس الشركه وهو عبارة عن فيلا محاطة بحديقة خضراء بجوار مقر مباحث أمن الدولة، وقدمنا واجب العزاء للحضور من أولاده وأشقائه وأولادهم. د. مجدي جنيدي شقيق المتوفي والذي يعمل مدير عام العيادات الخارجية بمستشفي العاملين بالشركة لفت إلي أن مندوبا عن المجلس الأعلي للقوات المسلحه حضر لتشييع الجثمان ومراسم العزاء واتصل أحد قادة المنطقة الشمالية العسكرية هاتفيا لنفس الغرض. ويستطرد قائلا: توجهنا إلي قائد الوحدة المسئولة عن تأمين المنطقة من القوات المسلحة لتقديم شكوي للتحقيق في الحادث ورد اعتبار شقيقي الذي لم يمت بسبب الضرب من قبل العمال كما أشيع، وتقديم المتسببين في الإحتقان والساعين لتخريب الشركة إلي المحاكمة، خاصة أن أخي كان مشهودا له بالنزاهة والإخلاص، كما أن ذلك من أجل رد اعتبار الأسرة التي يشغل أفرادها مناصب مختلفة. أشرف جنيدي - شقيق المتوفي - يشير إلي أن النيابة العامة بكفر الدوار تحقق في الحادث لاستيضاح الحقائق، منتقدا ما سماه بهروب مسئولي الشركة وترك شقيقه وحده لمواجهة العمال بمعلومات مغلوطة أشيعت بينهم ولذلك كان هو الضحية ، كما أن رئيس مجلس إدارة الشركة لم يحضر تشييع الجثمان أو مراسم العزاء واكتفي باتصالا هاتفي للتعزية. وأكد جنيدي علي أنه بصدد رفع دعاوي قضائية علي الصحف التي نشرت معلومات خاطئة دون التحقق منها عن واقعة وفاة شقيقه مشوهة الصورة تماما ومسيئة إلي أسرته ببالغ الضرر النفسي والأدبي ومن بينها صحيفتا الأهرام والأخبار واليوم السابع. هاتفنا مسئولا عن القوات المسلحة بالمنطقة لمعرفة الإجراءات التي تجري حاليا وما وصلت إليه التحقيقات في أمر الشركة وحادث الوفاة للعضو المنتدب، وقال لنا بأن القضية برمتها تحقق فيها النيابة العامة منذ وقوعها ولا يعلم هل ستفيد المجلس الأعلي للقوات المسلحة بنتيجة التحقيقات من عدمه.