يحتار دائما الصائم في شهر رمضان في كيفية تناول دوائه الذي اعتاد عليه في أوقات محددة من اليوم، خاصة مع الأمراض المزمنة، والتي تجعله في شك إذا كانت تلك الأدوية مفطرة أم لا.. وتثير لديه تساؤلات حول إمكانية تعاطيها أثناء الصيام أم تناولها بعد الإفطار أو قبل السحور. لذلك يقدم د. محمد نوار مدير أعمال قسم الصيدلة الإكلينيكية بالمركز الطبي لسكك حديد مصر خريطة يومية لكيفية تناول الأدوية في شهر رمضان موضحا أن احتساب تعاطي الأدوية بالساعات علي مدار اليوم هو الأساس الذي يستطيع الصائم التحكم من خلاله في توقيت تناول الأدوية، مع مراعاة الأدوية التي يتعلق مفعولها بتوقيت النوم أو مع زيادة نشاط الجسم في أوقات النهار أو وجوب استخدام بعض العقاقير مع الأطعمة لتجنب تأثيراتها الضارة علي المعدة. وعن جرعات الأمراض المزمنة، أشار د.محمد إلي أنه في حال تعاطي حقن الانسولين فإن الجرعة الأكبر «الأساسية» تؤخذ قبل الإفطار مباشرة أي بعد رفع آذان المغرب، والأخري قبل السحور بنصف ساعة، أما إذا كان يتعاطي جرعة واحدة فالأنسب أن تكون قبل الإفطار، أما بالنسبة للأقراص المخفضة لسكر الدم فإن الجرعة الأساسية لها تكون قبل الإفطار، فلا حاجة لتعديل جرعة أدوية «المتفورمين». وأضاف نوار «إذا افترضنا أن مريضا يتعاطي عقار «سيبروفلوكساسين 500 ملجم « كل 12 ساعة أو 250 ملجم كل 8 ساعات، فمن الأنسب أن يتناول نفس العقار بتركيز 750 ملجم كل 24 ساعة خاصة في رمضان وكذلك الحال مع أدوية المضاد الحيوي، أما عقار «البروبرانولول» لعلاج ارتفاع ضغط الدم فإن امتصاصه يكون أسرع صباحا، في حين يقل فاعلية عقار «النيفيديبين» في المساء، لذلك في هذه الحالات ينصح بتناول هذه العقاقير عند السحور في رمضان، وكذلك الحال مع الأدوية المحتوية علي «الديجوكسين» اللازمة لعلاج أمراض القلب كالذبحة الصدرية وفشل القلب الاحتقاني، فإن أقصي فعالية له تكون في المساء، لذلك ينصح بتناوله قبل السحور». وأشار نوار إلي أن بعض أدوية القلب مثل عقار «النيتروجلسرين» والتي يفضل تناولها عصرا، يمكن تناولها عقب الإفطار مباشرة، أما بالنسبة لأدوية «الثيوفيللين» يمكن تعاطيها بواقع نصف قرص من تركيز 300 ملجم عند الإفطار والنصف الآخر عند السحور، أو بواقع قرص كامل من تركيز 400 ملجم كل يوم حسب الحالة المرضية. وأكد نوار أن هناك أدوية يمكن للصائم تناولها ولا تفطر ومنها قطرات العين والأذن، والحقن العضلي، الجلدي، الوريدي بإستثناء الحقن المغذية فإنها تفطر مثل محاليل الجلوكوز والرينجر واللاكتوز وغيرها، بالإضافة إلي الأقماع والأقراص المهبلية والتشطيف المهبلي، وقطرات الأنف، والحقن الشرجي، والجراحة التي تستلزم التخدير الكامل، وغاز الأكسجين، بجانب الأدوية الممتصة من خلال الجلد مثل الكريمات، والمراهم، واللاصقات العلاجية مثل «لاصقات النيتروجلسرين» الخاصة بالقلب، و«لاصقات النيكوتين» للاقلاع عن التدخين، فضلا عن الأقراص تحت اللسان مثل «النيتروجلسرين» أو فيتامين «ب مركب»، وأدوية المضمضة، والغرغرة، والأدوية الموضعية بالفم واللثة، وبخاخات الفم والأنف.