العراق تشهد أول انتخابات محلية عقب الانسحاب الأمريكي

بدأت صباح امس عملية الاقتراع العام في انتخابات مجالس المحافظات العراقية غير المنتظمة، حيث فتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين في 12 محافظة عراقية: بغداد، ديالي، صلاح الدين، واسط، بابل، كربلاء، النجف، الديوانية، المثني، ذي قار، ميسان والبصرة .
وتعد هذه الانتخابات الأولي منذ الانسحاب الأمريكي نهاية عام 2011. وتجري هذه الانتخابات علي وقع تظاهرات مناوئة لرئيس الوزراء نوري المالكي وتصاعد لافت للعنف في البلاد.
فيما تم استثناء محافظتي نينوي والانبار من الانتخابات بقرار من مجلس الوزراء للظروف الامنية وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 18 من شهر مايو المقبل لاجراء الانتخابات فيهما، كما تم استثناء محافظة كركوك لحين مصادقة مجلس النواب علي قانون مجلس المحافظة وكذلك محافظات إقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك التي حددت رئاسة الاقليم يوم 12 من شهر سبتمبر المقبل موعدا لاجراء الانتخابات فيها .
واستمرت عملية الاقتراع التي يتنافس فيها 6 الاف و925 مرشحا علي 378 مقعدا حتي الساعة الخامسة من مساء امس. وكانت جرت السبت الماضي عملية الاقتراع الخاص لمنتسبي الاجهزة الامنية في 12 محافظة عراقية لانتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات عن مشاركة 72% في الاقتراع الخاص.
وحملت مظاهرات الجمعة التي تستمر للشهر الرابع علي التوالي شعار (دماء ديالي دماؤنا)، وأعلنت فيها اللجان التنسيقية المشرفة علي المظاهرات في محافظات نينوي وصلاح الدين وديالي وكركوك والأنبار وبغداد عصيانا مدنيا شاملا في هذه المحافظات غدا الاثنين.
وجرت تظاهرات الجمعة علي وقع أعمال عنف اسقطت العديد من الضحايا، حيث استهدفت قذائف مورتر مسجدا للسنة في بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) وحسينية في كركوك، وانفجرت قنبلة داخل مسجد للشيعة في كركوك (240 كلم شمال بغداد). وجري الهجومان بينما كان المصلون يغادرون المسجدين عقب الصلاة.
من جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراقيين هم من يحققون الانجاز والتقدم من خلال مشاركتهم الفاعلة في انتخابات مجالس المحافظات.
وأضاف المالكي بعد الادلاء بصوته في انتخابات مجالس المحافظات،إن الوضع الان اصبح متغيرا عما كان عليه في السابق، حيث اصبح العراقيون يحققون الانجاز بانفسهم وليست القوات الاجنبية، مشيرا الي ان هذه الانتخابات هي الاولي بعد خروج القوات الاجنبية وهذا دليل علي سيطرة العراقيين وتمكنهم من صنع قراراتهم .
ونوه المالكي بدور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وقال إن مفوضية الانتخابات اثبتت جدارتها الي الان في هذه الدورة الانتخابية من خلال الجهود التي تبذلها وضبط عملية الاقتراع لكي تسير الانتخابات بشكل سلس وشفاف .
ولم تنج الانتخابات من العنف الدموي حيث أفاد مصدر في شرطة محافظة بابل العراقية بأن ثلاثة أشخاص أصيبوا في انفجار عبوة ناسفة علي مركز انتخابي شمال المحافظة.
وفي محافظة صلاح الدين، تعرض مركزان انتخابيان لهجوم مسلح بقنبلتين صوتيتين جنوبي وشمالي تكريت مركز المحافظة دون وقوع خسائر.
فيما أعلن الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية العراقية، عدنان الأسدي استمرار الإجراءات الأمنية المتعلقة بانتخابات مجالس المحافظات إلي الغد.
وبحسب مصدر مطلع، أغلقت السلطات العراقية المنافذ الحدودية مع الدول المجاورة ضمن الإجراءات الأمنية.
وقال المصدر إنه تم غلق منافذ «ربيعة» في نينوي و«طريبيل» في الأنبار و«سفوان» في البصرة في إطار الإجراءات الأمنية المتعلقة بالانتخابات.
وكانت اللجنة العليا الأمنية للانتخابات قد فرضت حظر التجوال أمس الاول علي كافة المركبات في عموم محافظات العراق استعدادا لاجراء الانتخابات المحلية، إلا أنها أعلنت امس رفع الحظر تدريجيا في معظم المحافظات المشمولة بالاقتراع.