ساقت الصدفة ان تنشر «روزاليوسف» صورة عن طريق الخطأ لسيدة تبكى فى موضوع بعنوان «زوجة تطالب بالطلاق ونفقة المتعة بعد خروجها من السجن فى قضية خيانة زوجية» حضرت صاحبة الصورة إلى مقر المؤسسة الصحفية حيث تبين أنها والدة الشهيد كريم أحمد عبدالله احد شهداء مجزرة بورسعيد وزوجها الأول توفى فى حادث قطار والثانى ضابط شرطة توفى فى حادث سيارة واجرينا معها الحوار التالى: كيف توفى زوجك الأول؟
توفى زوجى الأول فى حادث قطار وتركنى أنا وابنى كريم الذى عاش يتيما وهو ابن عامين واصبحت أرملة فى سن 21 عاما وعشت اكدح لأربى ابنى لمدة 14 عاما.. تزوجت بعدها من ضابط شرطة لأعيش مأساة ثانية حيث توفى الزوج فى حادث سيارة مع ثلاثة من زملائه الذين صدمهم أحد أتوبيسات السياحة التابعة لوزير السياحة الأسبق زهير جرانة قبل ان يمر عام على زواجه بأم كريم التى تركها حاملاً فى شقيقه الأصغر نور الدين الذى لايتعدى عمره عامين الآن.
وماذا حدث لكريم؟
مات فى أحداث بورسعيد، وأنا واثقة من أن الحكومة كانت تعلم بحدوث مجزرة ولم تهتم.. كان املى فى الدنيا أن يصبح كريم سندى ويربى معى أخاه اليتيم.. كان ابنى رجلا وعلى قدر المسئولية وكان يعمل فى الإجازة وفى الدراسة، وخطبت له حبيبته نورا وهو فى سن السابعة عشرة وكان فى رابعة سياحة وفنادق وباقى له سنة ويتخرج ويتجوز.
هل كان كريم من الالتراس؟
نعم.. كان يعشق الأهلى وانضم للألتراس وكان رياضيا وشهرته الماكس يعنى الدرع الحامى وكان طول بعرض، كان صاحبى واخويا وحبيبي.اخبرنى اصدقاؤه أنه واجه البلطجية...كان كريم راجل وبيحلم بالحرية وشارك فى الثورة. كنت خايفة عليه وكان بيقوللى انا مش أحسن من اللى راحوا ولو مت هتبقى أم الشهيد أنا عاوز البلد تنضف من الفساد اللى ظلمك وظلم كل المصريين، يعنى يا أمى لو كنا فى بلد بتحترم المواطن كان زمانك مرتاحة وليكى حقوق ومعاش يعوضك عن الشقاء ده وكانت الحوادث اللى راح فيها أبويا وجوزك بسبب الفساد ماحصلتش هما علشان كده انتقموا من شباب الألتراس لأنهم حلموا بالحرية وعاوزين يخلصوا البلد من الفساد.
وهل تقضين عمرك فى البحث عن حقوق زوجك وابنك؟
نعم.. حياتى اصبحت عبارة عن «بحث عن الحقوق» وان لم نأخذ حقنا بالقانون «هنولع فى بورسعيد».اشعر بالظلم حتى من الاقارب، فعم كريم الذى لم يره ولا مرة شاركنى فى الإرث.
كيف تلقيت خبر وفاة كريم؟
قبل بداية الماتش قال لى نور «كريم مات وجاى فى الطيارة» صرخت فى وجهه ولكننى بعد ذلك تذكرت اشياء كانت تدل على احساس كريم بقرب نهايته، كان مهتما بى فى أواخر أيامه، وقبل الماتش اشترى تيشرت الأهلى ب 130 جنيها وسهر طوال الليل يجهز فى الاشياء التى سيأخذها معه وذهب معه صديقه كريم عبدالحكيم واتصلت به فى نصف الماتش وحاول يطمئننى وبعدها اغلق تليفونه، ثم اتصلت على صاحبه كريم وكان مضروبا على رأسه بحديدة ومع ذلك ظل يبحث عن ابنى وهو «دمه سايح» فى الظلام ولكننى شعرت انه بالفعل توفى.
ماذا فعلتى بعدها؟
ذهبت إلى مشرحة زينهم ورأيت كل الجثث كانت حالتهم صعبة ومنهم جثث مشوهة ومكتوب عليها بآلة حادة بورسعيد وعلقة سخنة ورأيت ابنى كانت «رجله مكسورة وجسمه فيه جروح فى الرقبة وضهره كله علامات زرقاء.
وماذا تريدين؟
أريد حق ابنى.. لا اريد تعويضا لاننى لن اعرف اشترى ولاد من السوبر ماركت .. حق ابنى لو ماجاش هيخلونى أنا وغيرى نتحول لبلطجية وحق ابنى عند مصر كلها. أنا شربت الذل علشان اربيه، اللى ماتوا شباب زى الورد واهاليهم شقيانة عليهم، ومش هنسيب حقهم.