وسط حشد من المهتمين والمثقفين بدأت أمسية توقيع كتاب «سر المعبد..الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين» الكتاب الثانى للكاتب ثروت الخرباوى أحد أشهر المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين بدار نهضة مصر.. مع المداخلات والتعقيبات القصيرة عليها من الحضور وكأنها نوعا من الهمهمات، تحولت الأمسية إلى جلسة فضفضة ومصارحة بما يحمله كل الحاضرين من حزن على ما يدور بمصر حاليا. توسط المنصة الكاتب ثروت الخرباوى وجلست على يمينه نائب رئيس مجلس إدارة الدار داليا إبراهيم وعلى يساره الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى مديرة الدار التى افتتحت الندوة وكان فى مقدمة المتحدثين مؤسس التيار الشعبى المصرى حمدين صباحى عبر فى كلمة قصيرة عن اهتمامه بكتابات الخرباوى ودوره وخلت كلمته من التوجهات السياسية حيث جاءت متوازنة وسريعة ليستأذن بعدها مباشرة فى عدم استكمال الحفل لنهايته، الكاتب الصحفى حلمى النمنم الرئيس السابق لمجلس إدارة دار الهلال استعرض فى بداية كلمته علاقته بالخرباوى وكيف بدأت وكان السبب فيها الكاتب الصحفى حمدى رزق رئيس تحرير «المصور» سابقا من خلال ترشيحه للخرباوى ككاتب لعمود «نافذة» إلى أن فوجىء النمنم بكتابه الأول «قلب الإخوان» مشيرا إلى أنه أحد الدارسين لفكر جماعة الإخوان إلا أنه فى النهاية يعامل على أنه من خارج الجماعة وبالتالى فثقافته معيبة أو منقوصة بالنسبة للجماعة، ليتحول إلى انه من أعداء الله والجماعة موضحا أن ذلك من صفات النظم الشمولية المستبدة الديكتاتورية والتى لم تشهدها مصر من قبل الحملة الفرنسية فى القر التاسع عشر، أردف النمنم: أن ياتى كاتب من قلب الإخوان وينشر هذا الكتاب الآن فهو دليل على تحرره الكامل!...وهى من الفرائض الأساسية بالإسلام..فالخرباوى استطاع التحرر من أفكاره السياسية والتحرر من التنظيم والجماعة، أهم فصل فى كتاب «سر المعبد» الذى يتحدث فيه عن تحرره واسبابه الذى أراه تحررا للضمير والأخلاق.
وجهت الدعوة للكاتب الصحفى حمدى رزق لإلقاء كلمة على المنصة والتى اتسمت بروح الدعابة فى بعض مواقعها، يقول: مشكلة الخرباوى انه يكتب بروحه واعصابه، فهو لايكتب بمنطق الانتقام أو تشويه الجماعة لأن قلمه لا يضل أبدا...فكتاباته ساحرة واسلوبه آخاذ فقلمه سائل جدا وأعتقد انه كان من الممكن أن يكون مشروعا روائيا مهما، لكن لأن الجماعة عالم منغلق على نفسه لأن أى شخص يحاول الفرار منها يصبح وحيدا! فالهضيبى المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين صرح سابقا بأن اى إخوانى ينشق عن الجماعة ويخرج منها عار!.. بمعنى لا أصدقاء لا حياة لا عمل لا أى شىء وهو ما تعرض له الخرباوى فى كتابه بعد أن وجد قفصا حديديا يقيد فكره ويحبسه وهو ما رفضه عقله، لذا فإن كتابيه يمثلان عمق الإخوان من الداخل فكلها مواقف شارك فيها من قبل.
فى مداخلة قصيرة للخرباوى أوضح أنه يروى فى كتابه الجديد بعضا من الأشياء التى يجب على المتحدثين بالإعلام أخذها فى الاعتبار، كما أنه دعوة للتفكير وليس لأى شىء آخر مؤكدا حرصه على استعراض الأفكار والمناطق الفكرية التى وقفت عليها الإخوان وعلاقتهم بالحركة الوهابية وسبب اختيار اسم «الإخوان» وما هو مصدره، فى نهاية كتابه يقدم مواثيق على العلاقة بين الإخوان والوهابين ثم سيطرة الفكر القطبى على الجماعة من السيد سيد قطب الذى اتهمه الإمام الغزالى بأنه ينسج فخا يطيح بجماعة الإخوان المسلمين بدعم الحركة الصهيونية.
قام بمداخلات أخرى أمين عام اتحاد المحامين العرب صابر عمار ثم الكاتب الصحفى نبيل عمر ثم الكاتب الصحفى عزازى على عزازى محافظ الشرقية السابق واختتمت الكلمات بكلمة الكاتب الصحفى نصر القفاص ليبدأ الخرباوى فى توقيع نسخ الحاضرين بالتتالى.
