أكد وزير الخارجية محمد عمرو أن مصر سيطرت على أزمة السفارة الأمريكيةبالقاهرة التى أعقبت المظاهرات التى اندلعت أمام مقر السفارة احتجاجاً على الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، نافياً أن يكون الجانب الأمريكى قد هدد بقطع المساعدات المتفق على تقديمها لمصر. وأضاف وزير الخارجية فى اجتماعه بالمحررين الدبلوماسيين أمس: إن وزيرة الخارجية الأمريكية أكدت ضمان وصول كل المساعدات لمصر دون أى نقصان، مشدداً على أن هذه المساعدات ليست فى مصلحة مصر وحدها بل تصب فى صالح الطرفين وكذلك فى صالح السلام فى المنطقة.
وشدد محمد عمرو على أن تبعية مصر لأى دولة غير واردة قائلا: «مصر لا تقبل أن تكون تابعة لأى دولة فى العالم، ولديها استقلالية فى سياستها الخارجية، ويستطيع أى متابع لهذه السياسة أن يلحظ تغييرًا جذريًا إلى الأفضل، وهو ما يفسر الترحيب الدولى بعودة مصر لدورها الإقليمى والدولى».
وأوضح عمرو أن هناك حدودًا فاصلة بين حرية التعبير وإثارة الكراهية والتمييز على أساس دينى أو عرقى أو جنسى، مشددا على أن مصر ستشارك فى أى قرار بمجلس الأمن يدين الإساءة للأديان، كما ستتبنى إصدار قرار مماثل فى مجلس حقوق الإنسان قريباً، قائلاً: «نحن مستيقظون لمن يتربص بالمصالح المصرية، وبالرغم من ذلك ندعو إلى ضبط النفس والاحتجاج بالطرق السلمية».
وحول زيارة الرئيس محمد مرسى للولايات المتحدة الأسبوع المقبل قال وزير الخارجية: إن الرئيس سيحضر اجتماعات الأممالمتحدةبنيويورك، مشيراً إلى أن الخطابات تنهال على مصر من أجل عقد لقاءات ثنائية للرئيس مع قادة دول العالم.
وحول إمكانية عقد لقاء بين الرئيس ونظيره الأمريكى باراك أوباما قال وزير الخارجية: «الرئيس الأمريكى يلقى كلمة بلاده فى الجلسة الافتتاحية وسيغادر بعدها نيويورك لانشغاله بأعماله الانتخابية، أما زيارة الرئيس مرسى للولايات المتحدة فستكون زيارة رسمية وسيعلن عنها فى وقت لاحق».
وردًا على سؤال حول رصد مصر محاولات إسرائيل إثارة ملف سيناء فى مجلس الأمن مجددًا على غرار ما قامت به منذ شهرين قال وزير الخارجية: «الأوضاع فى سيناء تحت السيطرة وهو شأن مصرى داخلى تام لا دخل لمجلس الأمن به، ومصر أوضحت هذا الأمر وتوضحه مجددا.. الوضع فى سيناء لا يناقش فى أى محافل دولية لأنه لا علاقة له بالسلم والأمن الدوليين المعنى بهما مجلس الأمن بل هو شأن داخلى مصرى تتعامل معه مصر بالصورة المثلى».
وحول ما يتردد بشأن غضب السعودية لإشراك مصر دولة إيران فى المبادرة قال وزير الخارجية: لم نلمس غضبًا من السعودية لمشاركة إيران فى المبادرة إطلاقاً، كما نفى أن تكون مصر قايضت إيران على عودة العلاقات معها بحل الأزمة السورية والتخلى عن بشار الأسد.
وعن الاحتجاج الفلسطينى تجاه استقبال مصر قادة حماس وخصوصا رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية قال وزير الخارجية: «مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية من منظور قومى ولديها وساطة مستمرة بين فتح وحماس ودور فعال ومؤثر فى هذه القضية، وعندما نستقبل قادة حماس نستقبلهم كزائرين وليس بصفتهم الرسمية فى غزة»، ولفت إلى أن مصر لم تبحث مؤخراً فتح مكتب لحركة حماس فى القاهرة كما يتردد إعلامياً بين حين وآخر.
ورداً على سؤال حول وجود جفاء بين مصر والإمارات قال وزير الخارجية: «لا يوجد جفاء بين مصر وأى دولة عربية».