في مؤشر إلي العجز العربي علي احتواء الأوضاع في لبنان وانعكاسا لحالة من الإحباط أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن السعودية قد رفعت يدها عن الوساطة التي أجرتها مع سوريا لحل الأزمة في لبنان. ونقل عن الفيصل قوله: الوضع في لبنان خطير الملك عبدالله اتصل مباشرة «رأسًا برأس» بالرئيس السوري بشار الأسد فكان الموضوع بين الرئيسين بالتزام إنهاء المشكلة اللبنانية برمتها ولكن لم يحدث ذلك. وأكد الوزير السعودي في تصريحات له أمس قبيل اجتماعات القمة الاقتصادية بمنتجع شرم الشيخ المصري، أن الملك عبدالله قال: إنه رفع يده عن هذا المسعي. واعتبر الفيصل في مقابلة مع قناة العربية أنه إذا وصلت الأمور إلي الانفصال وتقسيم لبنان فإن لبنان سينتهي كدولة تحتوي علي هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة. في هذه الأثناء بحث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع وزيري خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وتركيا أحمد داود أوغلو الحلول المطروحة للأزمة السياسية في لبنان. وأعلن حزب الله في بيان له أمس أن نصر الله تداول مع وزيري الخارجية موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة وجري استعراض الأفكار والحلول المقترحة. بدوره كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أنه أبلغ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري والتركي خلال لقائه بهما أول أمس أن الفريق الآخر - تيار المستقبل - فوت فرصة ذهبية كانت كفيلة بالخروج من الأزمة الراهنة وأنه جري الوصول إلي الاستشارات النيابية في مناخ أفضل. ونقلت صحيفة «النهار» اللبنانية أمس عن بري قوله: إن الموفدين القطري والتركي يبذلان جهودا مرحبا بها ويحضران لاتفاق كبير ومتكامل يستند إلي التفاهم السعودي- السوري مؤكد أن ما يحملانه يختلف عن المعطيات التي كانت تطبخ في بيروت الأحد الماضي. من جهة أخري نفي بري المعلومات التي ذكرتها بعض وكالات الأنباء عن مشاركة حركة أمل - المعارضة التي يتزعمها - في التجمعات الصباحية التي وقعت أول أمس الأول في العاصمة بيروت ومداخلها. من جانبها علقت كتلة المستقبل النيابية في اجتماعها أمس الأول علي التجمعات التي قام بها عناصر حزب الله وحلفاوه صباح الثلاثاء بالقول إن لجوء البعض إلي القيام بالتحرك بشكل مشبوه في الشارع واعتراض الأهالي ما هي إلا صيغة مغلفة وغير ناجحة لانقلاب مسلح لن يسكت عليه اللبنانيون أو يخضعوا له أو يقبلوا به. في غضون ذلك كشفت معلومات صحفية في بيروت النقاب عن أن السفارة الأمريكية في بيروت أصدرت تعليمات إلي رعاياها في لبنان بتوخي والتزام الحذر في بحركاتهم بالعاصمة اللبنانية، بعدما توافرت معلومات أمنية ومخاوف من رصد عناصر مسلحة للمصالح الأمريكية في لبنان.