تواجه شركات الزجاج في مصر مشاكل كثيرة في الفترة الحالية نتيجة لعدم قدرتها علي توفير المادة الخام للازمة لمصانعها وارتفاع أسعارها، ودخول المنتجات المستوردة من الخارج بأسعار رخيصة تنافس الصناعة المحلية فضلا عن الركود الواضح في الأسواق والمبيعات بسبب الظروف السياسية. وتسعي المصانع والشركات التي تعمل في السوق المحلي في الوقت الحالي إلي البدء في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة جميع المعوقات التي تقف أمامها بما يسمح لها بالمنافسة القوية مع الشركات العالمية وتصدير كميات كبيرة للخارج خاصة أن صناعة الزجاج في مصر يوجد بها ما يقرب من 9 مصانع لإنتاج العبوات الزجاجية، وهذه المصانع تنتج نحو 450 ألف طن سنويا في حين أن السوق يستهلك 250 ألف طن فقط، ويتم تصدير ما يتراوح بين 100 و150 ألف طن سنويا من الكمية المتبقية.
وتطالب مصانع الزجاج العاملة في السوق المحلي بضرورة تدخل البنوك والجهات المصرفية لتقديم التمويل والقروض والتسهيلات الائتمانية للشركات حتي تتمكن من توفير المادة الخام وحل الأزمات التي تواجها وكذلك من أجل المساهمة في تقديم التمويل لها لإقامة وحدات ومصانع جديدة في القطاع تساعده علي التوسع، خاصة أن مصر لديها وفرة كبيرة في الأيدي العاملة ما يمكنها من الاستعانة بتكنولوجيا متقدمة تؤدي إلي تحديث كبير في الصناعة.
وطبقا لتصريحات خاصة قال محمد خطاب رئيس لجنة الزجاج المسطح باتحاد الصناعات، فإن قطاع المنتجات الزجاجية من القطاعات الواعدة خاصة أن مصر بها إمكانيات كبيرة من حيث وفرة المواد الخام اللازمة للصناعة والأيدي العاملة والتكنولوجيا الحديثة كما نجح القطاع في جذب عدد من الشركات العالمية لنقل جزء من عملياتها للسوق المصرية وهو ما ساعد علي نقل التكنولوجيا المتطورة لمصر.
وأشار إلي أن الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليا تتطلب تقديم مزيد من المساندة وتخفيف الأعباء عن القطاع لضمان استمرار نشاطه وتواجده داخليا وخارجيا، لافتا إلي أن لجنة الزجاج في اتحاد الصناعات سوف تقوم بإعداد دراسة لتقديمها لوزير الصناعة والتجارة الخارجية، حول أثر انضمام القطاع لبرامج مساندة الصادرات علي حجم الصادرات والإنتاج والاستثمارات التي يمكن أن يجذبها القطاع علي مدي السنوات الخمس المقبلة.
وبالنسبة لمشكلة رفع أسعار الطاقة علي مصانع الزجاج المسطح أوضح خطاب أن هذا القرار سيؤثر سلبا بصورة كبيرة علي قدرة القطاع علي المنافسة خارجيا خاصة أن هناك كثيرًا من الدول المنافسة لمصر، توفر الطاقة لصناعاتها الوطنية بأسعار أقل كثيرا من أسعار الطاقة بمصر، حيث يتوافر لتلك الدول احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي مثل السعودية والجزائر، مشيرا إلي أهمية انضمام قطاع الزجاج المسطح لبرامج مساندة الصادرات لتعويض هذا العبء لرفع أسعار الطاقة.