قرار جمهوري بشأن إصدار اللائحة التنفيذية للهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء    جامعة بنها الأهلية تختار مديري البرامج بالكليات    "دفاع النواب": 30 يونيو منعطف تاريخي أظهر معدن الشعب المصري وشجاعة السيسي    سعر الدولار في 9 بنوك مع نهاية تعاملات الخميس    لمنع التلاعب.. محافظ المنيا يشكل لجنة للإشراف على توزيع الأسمدة للمزارعين    يديعوت أحرونوت: عودة جيش الاحتلال لحي الشجاعية تثير تساؤلات بإسرائيل    مباراة العودة بين بايدن وترامب.. كروت ونقاط ضعف المرشحين لرئاسة أمريكا    أخبار الأهلي: الأهلي يضع شرطًا للموافقة على رحيل أليو ديانج    كلمة السر ولاد العم.. مباحث قنا تكشف غموض جثة المحور    زوجها سرقها فعاقبته على غرار فيلم "المرأة والساطور".. المحكمة تحسم مصير "نصرة"    جامعة الأقصر تشترك في مشروع وثيقة التأمين الشامل على حياة الطلاب    مودرن فيوتشر يتقدم على الجونة في الشوط الأول    محافظ بني سويف يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيه    تخطى ال13 مليون جنيه.. إيرادات فيلم "عصابة الماكس" خلال 13 يوما    المشدد ل3 متهمين خطفوا زميل أحدهم وشرعوا فى قتله ب«المعصرة»    بائع يطعن صديقة بالغربية بسبب خلافات على بيع الملابس    برنامج التنمية المحلية يختتم تدريبًا لتكتل الفخار بمركز نقادة في قنا    أيمن الجميل: تطوير الصناعات الزراعية المتكاملة يشهد نموا متصاعدا ويحقق طفرة فى الصادرات المصرية    هند صبري تشارك جمهورها بمشروعها الجديد "فرصة ثانية"    وزير الصحة: مراجعة عدد العمليات الجراحية بكل القطاعات لسرعة الانتهاء من «قوائم الانتظار»    محافظ الإسكندرية ووزيرة الثقافة يفتتحان معرض كتاب الكاتدرائية المرقسية    رئيس هيئة الرعاية الصحية يكرم المتميزين في تطبيق أنشطة اليقظة الدوائية    وزيرة التخطيط: حوكمة القطاع الطبي في مصر أداة لرفع كفاءة المنظومة الصحية    أهم حدث سياسي في أمريكا.. المناظرة الرئاسية تحدد هوية حاكم البيت الأبيض    توقيع الكشف على 1080 حالة خلال قافلة طبية بمركز مغاغة بالمنيا    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالطريق الإقليمي بالمنوفية    شوبير يكشف شكل الدوري الجديد بعد أزمة الزمالك    مواجهات عربية وصدام سعودى.. الاتحاد الآسيوى يكشف عن قرعة التصفيات المؤهلة لمونديال 2026    بيراميدز يتخذ قرارًا جديدًا بشأن يورتشيتش (خاص)    الحركة الوطنية يفتح مقراته بكل محافظات الجمهورية لطلاب الثانوية وقت انقطاع الكهرباء    وفاة الفنان العالمي بيل كوبس عن عمر يناهز ال 90 عاما    "قوة الأوطان".. "الأوقاف" تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة    هل استخدام الليزر في الجراحة من الكيِّ المنهي عنه في السنة؟    حمى النيل تتفشى في إسرائيل.. 48 إصابة في نصف يوم    برلماني: ثورة 30 يونيو تمثل علامة فارقة في تاريخ مصر    شيخ الأزهر يستقبل السفير التركي لبحث زيادة عدد الطلاب الأتراك الدارسين في الأزهر    خبير مياه يكشف حقيقة مواجهة السد العالي ل«النهضة الإثيوبي» وسر إنشائه    الشعب الجمهوري بالمنيا يناقش خريطة فعاليات الاحتفال بذكرى 30 يونيو    تفاصيل إصابة الإعلامي محمد شبانة على الهواء ونقله فورا للمستشفى    تفاصيل إطلاق "حياة كريمة" أكبر حملة لترشيد الطاقة ودعم البيئة    ضبط سلع منتهية الصلاحية بأرمنت في الأقصر    21 مليون جنيه حجم الإتجار فى العملة خلال 24 ساعة    أمين الفتوى: المبالغة في المهور تصعيب للحلال وتسهيل للحرام    كيف سترد روسيا على الهجوم الأوكراني بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية؟    اللواء محمد إبراهيم الدويرى: التحركات المصرية فى القارة الأفريقية أساسية ومهمة    ملخص وأهداف مباراة فنزويلا ضد المكسيك في كوبا أمريكا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 27-6-2024    مقتل وجرح عدد من الفلسطينيين فجر اليوم إثر قصف إسرائيلي استهدف 5 منازل سكنية في حيي الصبرة والشجاعية شمال قطاع غزة    أماكن صرف معاشات شهر يوليو 2024.. انفوجراف    بكاء نجم الأهلي في مران الفريق بسبب كولر.. ننشر التفاصيل    ليه التزم بنظام غذائي صحي؟.. فوائد ممارسة العادات الصحية    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 27 يونيو.. «يوم مثالي لأهداف جديدة»    طارق الشناوي: بنت الجيران صنعت شاعر الغناء l حوار    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    شوبير يُطالب بعدم عزف النشيد الوطني في مباريات الدوري (تفاصيل)    10 يوليو موعد نهاية الحق فى كوبون «إى فاينانس» للاستثمارات المالية    بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم.. والأرصاد الجوية تكشف موعد انتهاء الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير جعجع ل «روزاليوسف»: الحريري رئيساً جديداً للحكومة
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 16 - 01 - 2011

مصر سند لبنان.. ولم تغب عن ملفه يوماً ولهذا يهاجمونها يومياً
ما بين الهدوء النسبي الذي ساد الشارع اللبناني، وتخوفات مما ستكون عليه العاصمة بيروت مع انطلاق الاستشارات النيابية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورؤساء الكتل النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة بعد إسقاط حكومة سعد الحريري مساء الأربعاء الماضي، علي خلفية لعبة المعارضة المشكلة من حزب الله وأعوانه التيار الوطني الحر لميشيل عون وتيار المردة المسيحي، سيطرت الأحاديث التي صاحبتها التساؤلات حول ما ستشهده لبنان إذا فشلت هذه الاستشارات سواء تمت تسمية سعد الحريري رئيساً أم لا.. في ظل انتظار القرار الاتهامي لقتلة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي يعتبره اللبنانيون بمثابة القنبلة التي ستنفجر في وجه الجميع حتي يشتعل لبنان.
تساؤلات عديدة موجودة هنا في الشارع اللبناني لا تتعلق بالمحكمة والحكومة فقط، ولكن حول ماذا بعد؟! في ظل الاختراق السوري الإيراني من جهة وفشل المبادرة السعودية السورية (س . س).. وقد توجهت «روزاليوسف» بهذه الأسئلة إلي الدكتور سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية والذي يعتبر أحد أهم الساسة في تيار الأكثرية اللبنانية وذلك في منزله بمنطقة "معراب".
• فوجئنا بانقسام وضعت فيه لبنان خلال الأيام الأخيرة بعد إسقاط وزراء المعارضة وحلفائها المكونة من حزب الله والتيار الوطني الحر وتيار المردة للحكومة.. هل هذا السيناريو كان متوقعا؟
بالنسبة لنا، كان هذا دائماً أحد السيناريوهات المتوقعة ولم يفاجئنا.. ما فاجأنا صراحة هو قلة المسئولية عند الفريق الآخر باعتباره استقال، ولا نعرف ما الرغبة والهدف من وراء هذه الاستقالة.
• ما هدف المعارضة من هذه الاستقالة؟
هدفه هو المحكمة الدولية، صار واضحاً أن هذا الفريق لا يريد المحكمة الدولية، طبعاً هو يتكلم عنها بصفات ونعوت كثيرة ونحن لا نشاركه الرأي، مثلاً يقولون هذه المحكمة مسيسة ولكن لا شيء يدل حتي الآن علي أنها كذلك، المهم إذن هذا الفريق الآخر هدفه الخلاص للمحكمة الدولية وهو أقدم علي هذه الخطوة.
• هل الفريق الآخر ينظر إلي وجود هذه المحكمة بشكل من الخوف أم بشيء من التلاعب بوحدة اللبنانيين؟
بصراحة، الفريق الآخر "المعارضة" فريق كبير طويل عريض، يبدأ في طهران ولا ينتهي عند حدود بيروت، بالنسبة لي شخصيا كنت أعتقد في البداية أنه لا علاقة لأي لبناني باغتيال الرئيس الشهيد الحريري، ولكن بعد التصرفات الأخيرة من الفريق الآخر أصبحت لدي شكوك بأنه لا شيء يبرر هذه التصرفات، وهذا الموقف من المحكمة إلا تخوف في مكان ما، هذا تفسيري حتي إشعار آخر.
• إذن نحن وصلنا إلي نتيجة إلي أنه بشكل أكبر خوف وليس تلاعباً.. خوف من ماذا؟
من نتائج التحقيق، وهذا ليس بالضرورة أن يعني أن هناك فريقاً لبنانياً له علاقة، بل هناك شيء آخر له علاقة بكل الفريق الآخر من طهران حتي بيروت.
• ولكن خرجت تخمينات علي القرار المنتظر صدوره من المحكمة بأن حزب الله له ضلوع بهذه العملية؟
نعم، التسريبات التي خرجت حول القرار الظني من بعض الصحف وهذا ما أشعل الخوف عند الفريق الآخر خاصة حزب الله.
• ولكن إذا خرج القرار يتحدث عن ضلوع حزب الله فمن المؤكد أن المحكمة الدولية ستطلب المتورطين؟
حتي اللحظة أنا لا أعرف ما سيتضمنه القرار الاتهامي، سيكون قرارًا اتهامياً وليس ظنياً، هناك الكثير من التسريبات في الصحف المحلية والعالمية، ولكن يبقي انها تسريبات وتكهنات، ولكن غير المعروف ماذا سيحويه القرار الاتهامي، الأجواء تقول إنه سيوجه اتهاماً لبعض الأفراد في حزب الله ولكن حتي الآن مازالت تكهنات.
• وهل سيستطيع لبنان أن يسلم المتورطين إذا كانوا من حزب الله.. وكيف ستكون الصياغة إذن؟
إذا افترضنا أن القرار الاتهامي سيطال بعض الأسماء من حزب الله، الموضوع سيتوقف هنا علي قرار حزب الله إذا كان سيتعاون أم لا ويسلمهم أم لا، ولأن الكل يعرف أنه في الوقت الحاضر لا توجد حكومة لبنانية، الحكومة المستقيلة أصبحت حكومة تصريف أعمال ولا أتوقع تشكيل حكومة لبنانية في وقت قريب، ومن جهة أخري حتي لو كانت هناك حكومة لبنانية، فلن تقدم هذه الحكومة علي خوض حرب عسكرية طاحنة علي حزب الله، إذا كان هو لا يريد تسليم متهمين، وإذا كان هناك متورطون من داخله، وبالتالي جوابي أن هذا الأمر سيعود لما يقرره حزب الله، بتسليم أو عدم تسليم العناصر التي من الممكن أن تكون لها علاقة.
• وفي إطار هذا الافتراض أيضاً يستحيل أن يسلم حزب الله هذه العناصر، هل ستتصعد الوتيرة هنا في لبنان.. هناك فريقان.. هل سيتصارعان؟
بجميع الأحوال أنا ضد أي صدام عسكري في لبنان.
• من المعروف أن حزب الله كان سيلجأ لاتجاه إحداث أزمة ومن ثم الاستقالة حتي يضع الأكثرية في ورطة.. كيف أستعددتم للتعامل مع هذا الوضع؟
لن نفعل شيئاً إلا الاستمرار بالإجراءات الدستورية كما هي، ابتداءً من غد الاثنين هناك مشاورات نيابية لتكليف رئيس حكومة من جديد، سنذهب وسنكلف وسنطرح تكليف الرئيس الحريري من جديد، الرئيس الحريري سينال الأكثرية بالرغم من كل المواقف التي تسمعها في الوقت الحاضر، وسيكون رئيساً مكلفاً وبعدها يبدأ مشاوراته لتحديد شكل الحكومة المقبلة، وبالتالي من يمكن أن يكونوا وزراء الحكومة اللبنانية في ولادتها الطبيعية أخذت من الوقت ما يقرب 5 أشهر.. في هذا الوضع المتأزم ستشكل بعد عام مثلاً..
صراحة الوضع صعب في هذه الجهة ولا أتوقع تشكيل الحكومة في وقت قريب، ولكن لدينا الحكومة الحالية "تصريف أعمال" وفي جميع الأحوال حتي هذه الحكومة بالذات عندما كانت في أوج عزها لم تكن أكثر بكثير من حكومة تصريف أعمال وبالتالي تقريبًا الحكومة التي ستليها ستكون في النقطة ذاتها.
• ولكن إذا اختلفوا ورفض الفريق الآخر تسمية الحريري وطرح أسماء أخري مثل فؤاد السنيورة منكم أو عمر كرامي أو نجيب ميقاتي.. هل ستوافقون علي مثل هذا الطرح لتقود الحكومة في الفترة المقبلة؟
مرشح 14 آذار هو الرئيس الحريري.. متمسكون به ولا بديل عنه طبعا، وبالتالي من حق الفريق الآخر أن يطرح مرشحه لرئاسة الحكومة، لكن لا حظ لأي مرشح سيطرحه الفريق الآخر
• لماذا تتمسكون بالحريري في ظل رؤية البعض أنه أوجد أوضاعا طارئة تبعد بالاستقرار عن لبنان؟
ولكن هذا عدم الاستقرار لا يعود لوجود الرئيس الحريري علي رأس الحكومة، بقدر ما يعود إلي تصرفات الفريق الآخر، وبالتالي نحن هنا أمام معادلة صعبة وهي إما نرضخ لضغوط الفريق الآخر وإلي عدم الاستقرار الذي خلقه ونعطيه ما يريده وبالتالي نسلم له بإلغاء المحكمة الدولية وأنا رأيي في ذلك أنه سيأتي بكارثة كبيرة علي لبنان، وإما علينا أن نتحمل عدم الاستقرار الذي يمكننا من استكمال المسيرة إلي النهاية.
• نعود من حيث بدأنا إلي طهران.. هل موجودة في هذه الأزمة؟
طبعا، إيران موجودة في كل شيء موجود فيها حزب الله، لأن حزب الله جزء لا يتجزأ وجزء فعلي وأساسي من ولاية الفقية ككل، وبالتالي لا نستطيع أن نتكلم عن حزب الله دون اعتبار أن طهران هي المحرك.
• ولكن لماذا في هذه الأحيان لم تتضح صورة طهران كالعادة؟
نراها في كل ما يفعله حزب الله، لأنني لا أتصور ولا أعتقد ولا أفترض أن حزب الله لا يقبل علي أي شيء، خصوصاً خطوة كبيرة مثل الاستقالة من الحكومة دون التشاور المسبق مع طهران.
• وفي السياق ذاته.. هناك استغراب في الشارع اللبناني من عدم وجود سوريا بشكل قوي في هذه الأحداث لدرجة أن البعض ذهب ليقول إن دمشق تحاول تهدئة الشارع اللبناني، وهذا ليس غريباً وهي صاحبة قوي ضغط ووجود خاصة عند المعارضة.. هل بسبب الانفتاح مع فرنسا وعودة العلاقات الدبلوماسية مع أمريكا وضع عليها ضغوطا تهدئ الوضع في لبنان؟
سوريا تريد إلغاء المحكمة، الأداة الرئيسة لدمشق في حالة الرغبة في تحريك الوضع اللبناني من ناحية الشارع والأمن هو حزب الله، طبعاً هناك تنسيق مستمر مباشر بين حزب الله وسوريا وإيران بشكل دائم.. فلماذا لم يلجئوا للقوة هذه المرة، لاعتبارات عديدة كثيرة ولكن بشكل أساسي هناك أمران، أولاً: في الداخل اللبناني هناك حد أدني من الدولة اللبنانية التي أعلنت وبشكل واضح مراراً وتكراراً أنها لن تتخلي عن مسئوليتها هذه المرة بحفظ الأمن، وهذا موقف يتكرر كل يوم علي ألسنة مسئولين عديدين بداية من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وليس انتهاء بقيادة الجيش اللبناني، وهذه المرة الأولي في تاريخ لبنان التي تكون السلطة السياسية والمؤسسات العسكرية معاً بهذا الوضوح بجهة عدم السماح لأي فريق لبناني أو غير لبناني بالتلاعب.
ثانياً: هناك إجماع عربي باستثناء سوريا علي المحكمة الدولية والاستقرار في لبنان وهناك أيضاً إجماع دولي حتي الصين وروسيا، عليك فقط الالتفات علي سبيل المثال لا الحصر إلي الموقف التركي والقطري، حتي موقف تركيا وقطر وأقول "حتي"، لأن تركيا ليست بالضرورة جزءاً من أي تحالف عربي أو غربي، القطران نفس الشيء، ضغط عربي ودولي كبير تجاه الاستقرار في لبنان وإتمام المحكمة، وبالتالي هناك حد أدني من السلطة اللبنانية ترفض المس بالاستقرار، وهناك إجماع عربي ودولي يرفض نفس الشيء، وبالتالي إمكانيات المناورة المتاحة لسوريا وحلفائها أصبحت قليلة جداً، وأضف إلي كل هذه العوامل إذا اقدمت سوريا أو حزب الله علي محاولة اللعب بالأمن في لبنان ماذا سيجنيان؟، سيتحملان تبعات اللعب بالأمن دون أي نتيجة متوقعة ملموسة من وراء ذلك خصوصاً أنهما يعلمان هذه المرة أنه لا مجال لدوحة 2 إذا استخدم العنف، هناك مجال دائما بالأخذ والرد والاتفاق والحوار اللبناني، فهذا المجال مفتوح دائماً ولا مجال لحصد نتائج سياسية من وراء استخدام العنف.
• ولكن البعض يري أن هذه الأوراق تنبئ بأنه إذا تأزم الوضع في المدي القريب فمن الممكن أن تحصد لبنان حربا أهلية؟
ليس هذا تقييمياً، لا أعتقد ذلك، من الممكن أن نشهد اضطرابات وشغباً لن تصل للمصادمات، تحت ستار المطالب المعيشية في ظل عدم وجود حكومة، ومن الممكن أن تلجأ إلي ذلك بعض الفئات التي يحركها حزب الله وحلفاؤه إلي الدعوة لاضراب لأسباب معيشية وبتقديري لن تتعدي ذلك.
• السؤال بشكل آخر.. هل من الممكن أن هذه المرحلة تعود بنا لفترة الاغتيالات السياسية؟
هذا سؤال صعب يتخطي قدراتي التحليلية والتقديرية، كمعطيات ليس لدي أي معطيات من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية علي اختلافها حول هذا الامر في الوقت الحاضر "ما مبين شيء"، ولكن أعتقد أن الاغتيالات تقع أيضًا في وقت تصنيف الأعمال العسكرية والأمنية، وبالتالي لن تكون بهذه السهولة التي كانت عليها في المرات القادمة، بمعني أنها ستكون مكلفة ومتلفة جدا علي من يقبل عليها.
• تستبعد أن يحدث اغتيالات سياسية؟
لم يرد إلي معلومات أنه ممكن أن تحدث ولا أستطيع أن أستبعد أيضاً، وليس هناك ما يدل علي أن هناك اغتيالات جديدة في الأفق، ولا أعتقد أننا علي أبواب أحداث أليمة ومأساوية.
• علي ماذا مقبل لبنان؟
مقبل علي مرحلة صعبة ودقيقة وحاسمة، بالأخص حاسمة من جهة صموده ككيان سياسي مستقل وديمقراطي لديه دستور وقوانين ومؤسسات تلعب هي اللعبة السياسية، فنحن علي أبواب مرحلة صعبة يسودها التشنج السياسي علي أشده ومن الممكن أن تسودها بعض الفوضي.
• إذن لماذا البعض ينشر أحاديث في الشارع بأن هناك انفجارات ستحدث وعبوات ناسفة تضرب وغلق طريق المطار إذا لم تنفذ مطالب المعارضة؟
لم يستطيعوا إغلاق طريق المطار بطريقة عسكرية، من الممكن أن يغلقوه بطريقة شعبية عشوائية بمجموعات من النساء والأطفال ولكن هذا أخطر.
• الأمين العام لحزب الله قال إنه لن تحدث فتنة بين السنة والشيعة.. تري أن لهذا الأحاديث دلالات؟
أرغب في أن يقبل الأمين العام لحزب الله في ترجمة هذا القول بأفعال يومية علي الأرض، وألا يترك الأمور بأن تصل إلي فتنة، وحتي الساعة هو يسهر علي عدم وجود فتنة وإذا ظل ساهرا علي ذلك فلن تحدث فتنة ولن تحدث مصادمات في الشارع، لأن حزب الله هو الفريق الوحيد المتحكم في الفتنة، بأحداثها أو عدم أحداثها.
• ما حدث في الأيام الماضية هل له تأثير في الوضع الأمني في لبنان؟
كلا، مادامت هناك أجهزة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش متمسكون في الحفاظ علي الوضع الأمني فلن يحدث تأثر، ومن جهة أخري لعدم اتخاذ الفريق الآخر قرار إشعال الفتنة حتي اللحظة.
• تفسيركم لفشل المبادرة السورية السعودية (س . س)؟
لأن الفريق الآخر من اللحظة الأولي لم تكن لديه نية بإيجاد حوار جاد وفعلي، كل ما كان لديه طلب واحد وهو أن يقوم سعد الحريري وفريق 14 آذار بالتخلص من المحكمة الدولية، وطبعاً هذا ليس بمنطق، ال"س. س" بالنسبة للفريق الآخر أن يبقي الوضع مستقرا في مقابل أن يقوم فريق 14 آذار بالتخلي عن المحكمة الدولية، وهذا ليس مفهومنا كأكثرية ل "س. س"، مفهومنا لها هو البيان الختامي لزيارة الملك عبد الله والرئيس بشار الأسد عن زيارتهما للقصر الجمهوري في لبنان، لذلك لم تؤد الي نتيجة لأن الفريق الآخر لم يقم بوضع حواري ومن جهة أخري ما كان يطلبه كان مستحيلاً، وليس له طلب إلغاء المحكمة الدولية.
• هل هذه المبادرة كانت تحتاج أن تصبح (س. س. م) أي تكون مصر بداخلها؟
حتي لو كانت كذلك وبهذا المحتوي لم يكن ليكتب لها النجاح، لم تكن مصر لتقبل إلغاء المحكمة الدولية.
• ما رأيكم في المواقف المسيحية المتحالفة مع حزب الله وبالتحديد ميشال عون؟
زواج متعة لحالة الضرورة.
• هل نظرية ولاية الفقيه هي التي تجمعهم، أم النظر إلي الأمة الإسلامية بوجه نظر حزب الله، أم أيديولوجية وفكر الثورة الإسلامية؟
أكيد لا.
• هل تدخلات القوي الغربية مثل فرنسا وأمريكا أفسدت ال(س. س)؟
من ناحية المواقف اللبنانية الداخلية هذا موقفنا أصلاً، وإذا شاءت الظروف أن تكون مواقفنا متطابقة في الوقت الحاضر مع الدول الغربية وأكثرية الدول العربية بموضوع المحكمة الدولية، فهذا شيء ومواقفنا شيء آخر، وهذه التدخلات لترجمة قناعته هو تجاه المحكمة الدولية وهي المواقف المتفقة معنا في الوقت الحاضر.
هناك انقسام لبناني حول الأخذ بالمحكمة، فهناك البعض الذي يري أنه تدخل أجنبي في شئونها الداخلية.
وفيما يتعلق بالمحكمة الدولية فهو مطلب لبناني من الأكثرية حدده أكثر من مليون لبناني نزلوا إلي الشارع، أي أكثر من ربع البلد يطالبون بالمحكمة الدولية، ومن جهة أخري في عام 2007 وقع 72 نائباً، أي أكثرية، عريضة يطالبون فيها مجلس الأمن بعمل محكمة دولية.
• ولماذا لم تنشئوا أنتم المحكمة في داخلكم وتقطعوا الطريق عن حزب الله وأعوانه؟
لأن بعد اغتيال الرئيس الحريري كان حكم الوصاية السورية هو المسيطر علي الأجهزة الأمنية والمحاكم اللبنانية، لذلك لم يكن من المعقول أن تسلم هذه القضية للمتهمين أصلاً بارتكابها، وغير ذلك المحاكم اللبنانية تحتاج لخبرات وإمكانيات كبيرة، ميزانية المحكمة الدولية 60 مليون دولار في العام، وتحتاج أيضاً تحركات كبيرة إذن كان لا بد من هيئة كبيرة مثل المحكمة الدولية، وهناك نقطة مهمة وهي أن أي قاضٍ لبناني ستكون لديه ممانعة من قضية فيها سوريا أو حزب الله ولن تكون لديه جرأة في الاستمرار في القضية لنهايتها، وسيتعرض لضغوط هائلة معنوية أو نفسية أو حتي جسدية، لكل هذه الأسباب اتخذت الأكثرية هذا القرار ومازلنا متمسكين به.
• البعض يري أنه علي مجموعة 14 آذار أن تغير أوراق اللعبة لديها وتبعد الحريري لوقت ما؟
لن يحدث ذلك، متمسكون بنفس الأوراق والتشكيلات، لأنها أفضل تشكيلة في الوقت الحاضر لخوض المواجهة الموجودة.
• ما تقديرك لدور مصر في هذه الأحيان وهل للقاهرة استشارات في هذا الأمر؟
مصر لم تغب حتي لو ليوم واحد عن لبنان، ولا عن الساحة اللبنانية، والتأكيد علي ذلك أننا نري في بعض الأوقات تهجمات علي مصر من قبل بعض اللبنانيين الذين يسمون أنفسهم بالسياسيين وهم ليسوا بسياسيين ولا لبنانيين، وإذا نظرت لهذه التهجمات فستجد أنه بسبب دور مصر الفعلي في حل الأزمة اللبنانية وعلي مستوي المنطقة ككل ومستوي العالم بشكل عام، أنا شخصياً علي تواصل مستمر مع القيادة المصرية، والدبلوماسية المصرية تتابع ما يحدث من نيويورك إلي بيروت وعلي علم بكل تفاصيله وكان لها فضل كبير في تهدئة الأمور، بمعني عدم ترك الفريق الآخر بالقيام بالضغوط علي فريقنا، وكان لها دور كبير في دعم الشرعية اللبنانية من رئيس الجمهورية حتي رئيس الحكومة.
• بمعني أن لمصر استشارات حكيمة تري أنها مهمة في تهدئة الساحة اللبنانية؟
في تواصل مستمر أسمع هذه الاستشارات، والقيادة المصرية علي علم تام بصغائر الوضع اللبناني، وأنصح الفرقاء اللبنانيين بالنظر إلي مصر بنظرة الاستشارة الحكيمة، لأن مصر والسعودية أكبر شريكين، ولو تحدثنا علي قيام لبنان الدولة، مصر ساندت قيام لبنان الدولة، ولم تكن لديها في يوم من الأيام مصلحة في لبنان، ولم يكن لديها أيضاً فيتو علي أحد بخلاف بعض الدول العربية الأخري.
• لقاء الرئيس الحريري بالرئيس الفرنسي ساركوزي خرج منه اقتراح خيمة أو مظلة لتهدئة الوضع في لبنان تقوم علي أمريكا وفرنسا ومصر والسعودية وسوريا وقطر؟
- أنا مع ذلك، وفي هذه الأجواء لا أعرف أن تشمل المظلة كل هؤلاء، وإذا تمت ستساعد كثيرا في احتواء الأزمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.