تضم المجموعة الرابعة فى اليورو الدولة المستضيفة أوكرانيا ومنتخب الأسود الثلاث انجلترا بالإضافة الديوك الفرنسية والسويد، وتبدو التقارير والتحليلات تميل إلى منتخبى فرنساوانجلترا للمرور إلى الدور الثانى، لكن تبقى السويد قوة لا يستهان بها وكذلك أوكرانيا المتسلحة بعاملى الأرض والجمهور. وتعد هذه المجموعة واحدة من أعقد المجموعات.. ليست أصعبها لكن أعقدها فى التوقع.. مجموعة ملبدة بالغيوم ففرقها كلها ليست ثابتة المستوى تبرهن دائماً أنها فرق كبيرة .. إنجلترا تتمتع دائماً بالأسماء لكنها خذلت جماهيرها مراراً وكذلك فرنسا، أما السويد فتتحفنا بمنتخب قوى أحياناً ومنتخب عادى جداً أحياناً.. هل يمكن أن تتفوق أوكرانيا بالأرض والجمهور؟ لا أظن أنها ستتفوق على الجميع فلم يعد ملعبها مخيفاً كما كان.
من وجهة نظرنا فإن مباراة فرنساوإنجلترا هى الفاصلة فى هذه المجموعة من يفوز بها سيكون أول هذه المجموعة ومن يخسرها فسيخرج من البطولة تماماً ولن يصعد حتى ثانياً. التعادل فى الأغلب سيصعد بإنجلترا وسيجعل فرنسا فى محك حقيقى لأنها لا تجيد فى الأغلب إن لم تفز فى مباراتها الأولى (وحتى فى 2006 تأهلت بشق الأنفس قبل أن تشق طريقها ببراعة بعد ذلك). إنجلترا ينقصها فقط أن تعبر عقدتها السويد وإن لم تخسر أمامها فهى فى الأغلب ستصعد أولى. المنتخب الفرنسى
يدخل منتخب الديوك الفرنسية البطولة فى حالة تخوف كبير من جميع مشجعيه ، حيث بعد إنجاز فرنسا التاريخى بالفوز بلقبى كأس العالم و بطولة كأس الأمم الأوروبية فى عامين فقط ، تدهور فيهم حال المنتخب الأزرق كثيرا باستثناء الوصول لنهائى كأس العالم 2006 صحبه بعدها خروج مهين من يورو 2008.
و هو ما يزعج الكثيرين من مشجعى المنتخب الفرنسى حيث أنهم لا يرون الفريق الأزرق بقوة الفرق التاريخية التى حققت الإنجازات لبلادهم امثال فريق ميشيل بلاتينى العظيم فى الثمانينيات وفريق زيزو (زين الدين زيدان) فى بداية الألفية. لذلك يوجد تحفز كبير من قبل لوران بلان المدير الفنى الحالى قبل البطولة المقبلة فى غضون أيام قليلة.
المنتخب الفرنسى يضم نسيجاً متنوعاً من اللاعبين الكبار والصاعدين، وفى مقدمتهم فرانك ريبيرى وكريم بنزيما وفلوران مالودا وسمير نصرى وباتريس ايفرا وفيليب مكسيس وأوليفييه جيرو وجيريمى مينيز وماتيو فالبوينا.
ويقود فرنسا المدرب لوران بلان الذى تمكن فى فترة وجيزة من إعادة الروح الى المنتخب بفضل قوة شخصيته وذكائه فى التعامل مع الظروف المتوترة التى كانت سائدة فى صفوف اللاعبين.
منتخب إنجلترا [رونى] يدخل المنتخب الإنجليزى اليورو مع مدير فنى جديد و هو روى هودجسون والذى تولى خلافة الفريق بعد رحيل المدير النفى الأيطالى فابيو كابيللو بعد تخليه عن المسئولية قبل أربعة أشهر فقط من بدء النهائيات، يريد المنتخب الإنجليزى تحسين وضعه ومظهره فى الكرة العالمية خاصة بعد عدم لعبه وفشله فى التأهل ليورو 2008 بعد خروجه من التصفيات بعدما حل ثالثا فى مجموعته ، وأيضا بسبب آخر لقاءاته الدولية الكبرى وهو ظهوره السيئ فى كأس العالم الماضية 2010 فى جنوب أفريقيا بعد فوزه فى لقاء واحد فقط من أصل أربعة خاضها وقبل الخروج بهزيمة ثقيلة برباعية مقابل هدف أمام المنتخب الألمانى. يعتبر ملف انجلترا فى اليورو ليس بالقوى حيث أنه الفريق الأوروبى الكبير الوحيد الذى لم يحمل اللقب حتى الآن وإنجازاته فى البطولة هى المركز الثالث ونصف النهائى، غير أنه فشل فى التأهل فى نهائيات 2008 الماضية.
لن تقل قيمة المنتخب الانجليزى عن نظيره الفرنسى، لكنه تلقى صفعة قوية قبل انطلاق النهائيات باصابة نجمه فرانك لامبارد بشد عضلى ما أدى الى استبعاده عن يورو 2012، لكن صفوف المنتخب الانجليزى تعج بالنجوم القادرين على تعويض غياب فرانك لامبارد أمثال ستيفن جيرارد وواين رونى وثيو والكوت.
منتخب أوكرانيا
يدخل المنتخب الأوكرانى بطموحات كبيرة حيث يريد أن يحقق إنجازا كبيرا فى اليورو الأول فى تاريخ الفريق بعد أن تألق الفريق فى كأس العالم 2006 بالوصول إلى دور الثمانية فى أول مشاركة أيضا فى بطولة دولية كبرى. اليورو هو فرصة أخيرة لعدة نجوم فى الفريق الأوكرانى أمثال شيفيشنكو وتيموتشاك شوفكوفيسكى.
وعلى الورق تبدو أوكرانيا الأقل حظوظا فى التأهل من المجموعة لكنها ستسعى لتحقيق نتائج مشرفة أمام جمهورها، علما أنها تشارك فى اليورو للمرة الأولى فى تاريخها.
منتخب السويد [ريبرى] يرى بعض المدربين أن اختيار عناصر المنتخب الوطنى فى أى دولة يشبه إلى حد كبير اختيار أثاث منزل جديد ثم وضع كل قطعة من هذا الأثاث فى المكان الملائم لها لتؤدى الغرض منها بالتناسق والانسجام مع باقى القطع.
وقال المدرب إيريك هامرين، المدير الفنى للمنتخب السويدى: «حتى تسنح الفرصة للعبور من المجموعة يجب أن نلعب بشكل جيد كفريق، وبعدها يأتى دور بعض اللاعبين الذين يستطيع كل منهم تقديم شىء إضافى فى المباريات».
وينتظر هامرين وأنصار المنتخب السويدى هذا الشيء الإضافى من المهاجم المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش أبرز لاعبى الفريق هداف الدورى الايطالى فى الموسم المنصرم ب 28 هدفاً، الى جانب ماركوس روزنبرج وكيم كالستروم وكريستيان ويلهيلمسون وسيباستيان لارسون وأولف ميلبرج, ستكون رقما صعبا فى المجموعة الرابعة، إذ سبق لها تنظيم نهائيات عام 1992 وخرجت من الدور نصف النهائى أمام ألمانيا (2-3).