في لمسة وفاء لاسم الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم من أرملته الفنانة مارسيل متي عازفة البيانو، وابنته السوبرانو أميرة مغنية الأوبرا في يوم عيد ميلاده الذي وافق الخامس من يناير، تم افتتاح "ستوديو سليم"، في الأتيليه الخاص بالفنان الراحل، ليكون مزارا مفتوحا لمحبيه ولشباب الفنانين. حرصت زوجة سليم وابنته أن تمثل المجموعة الفنية المعروضة بالاستوديو استعراضا للمراحل الفنية لسليم، ففي مدخل الاستديو نجد لوحات الستينيات، تعقبه قاعة السبعينيات تليها قاعة الثمانينيات وتتوسطها التجهيز في الفراغ "البيانو"، وقاعة أخري خاصة بالألفينيات، التي تحوي آخر لوحة رسمها سليم في أواخر أيامه، يفصل بين الثمانينات والألفينات ممر التسعينيات، الأركان تحتلها الأعمال النحتية وحوامل ألبومات لمقالات سليم، الغرفة الداخلية اختصتها العائلة ببعض من مقتنيات سليم الخاصة، من أعمال كبار الفنانين مثل: مصطفي الرزاز ومنصور فرج، وغيرهما. اللوحات التي اكتست بها حوائط المكان تم تجهيزها بعناية فائقة خلال ستة أشهر، تؤكد أميرة أنه تم ب"الجهود الذاتية البحتة"، وجاء تأكيدها، كأنه رسالة موجهة لكثيرين حاولوا الاستفادة من ميراث سليم، فلقد فوجئت أميرة بمن يقول الكثير دون فعل حقيقي، وإن كان هناك فعل يكون بمقابل مادي! ...مما أصاب العائلة بالصدمة، لأنها ظنت في البعض من الأصدقاء والتلاميذ مبادرة تخليد هذا الاسم، الذي أعطي لهم وفتح لهم أبوابا عديدة كانت سببا بشكل أو بآخر فيما هم عليه الآن، فلم يساعد سوي يحيي سلامة أحد موظفي متحف "الفن الحديث". "ليس هذا نهاية فعلي ولا هو بداية فعلي، بل أعرضه لأنحيه وأبدأ من جديد"، كلمة كتبها سليم في معرضه الاستيعادي، تلخص شخصيته الإنسانية والفنية، وتتخذها أميرة نبراسا لها تسير عليه، لذا تؤسس حاليا ووالدتها والفنان التشكيلي خالد حافظ وعازفة البيانو الفرنسية المصرية باسكال روزيه ل"مؤسسة سليم الثقافية"، لتكون امتدادا صغيرا للفعاليات الفنية المتعددة، التي كان يقيمها سليم منذ عمله بالمركز الثقافي التشيكوسلوفاكي، ثم مجمع الفنون فيما بعد، فكان يهتم بالمواهب الشابة ويدعمها في المجالات الفنية المختلفة، كذلك كان صاحب فكرة مسرح ال "100 كرسي" الذي تقوم فكرته علي المسرح قليل التكاليف. كما أن سليم هو من أدخل المسرح التجريبي إلي مصر، وبسؤال أميرة عن شكل إقامة هذه الفعاليات بالاستديو خاصة التشكيلية منها، حيث إن الحوائط مشغولة بأعمال سليم، أوضحت أنه سيتم تخصيص إحدي القاعات كقاعة عرض متغيرة، لكنها لم تستقر بعد فلازالت المؤسسة قيد الإنشاء ولم تستقر أفكارها بعد، أيضا المشروع المهم الذي يشغل الأسرة حاليا هو تجهيز كل المادة التي تقدم التاريخ الفني لسليم في كتاب.