"وإذ قال الله يا عيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهّرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة، ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" (آل عمران 55). "وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً" (مريم 15)، هذه آيات من القرآن الكريم المنزل من الله رب العالمين تتحدث عن نبي الله عيسي ابن مريم عليه السلام الذي انزل عليه الإنجيل من نفس الإله الواحد الذي نعبده جميعاً. الله سبحانه وتعالي هو من قال في كتابة أنه جاعل الذين اتبعوا عيسي ابن مريم فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة، فلا مجال لتكفير مسيحي الديانة ولكن المتطرفين لا يعلمون، فجميعنا مرجعنا إلي الله" ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" فلم لا نتعايش نجتمع علي المشتركات ونترك الخلاف؟ لا رابط بين هذا والحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية فالإرهاب لا دين له، ولا يبرره اختلاف خاصة أن هناك مؤشرات وجود أصابع خارجية، لكن هنا أتحدث عن مثيري النعرات الطائفية، هؤلاء المتاجرين بحماس بعض الشباب قليلي الخبرة، المحرضين علي الفرز الديني بين الأشقاء في الوطن الواحد، بحثاً عن زعامة. تعالوا نتفق أولا علي المسلمات وأولها أن التطرف لم يسلم منه أنصار أي ديانة أو حتي الملحدون، فالتطرف شذوذ عن القاعدة العامة وكل دين له أتباع يفهمون عقيدتهم فهماً صحيحاً وقلة يشذون عن القاعدة، وثانياً: أن مصر مستهدفة وثالثاً: أننا أشقاء مصريون وهذه ليست إنشاء وشعارا نطلقه لتلطيف الأجواء بل هي حقيقة وإليك الدليل. عندما فتح عمر بن العاص مصر كان معظم سكانها مسيحيي الديانة، ولم يبق من جيش العرب سوي 500 جندي، ومن المنطقي لم ينجبوا 75 مليون مصري، ولم يصب من بقوا علي دينهم بالعقم فمتوسط إنجاب الأسرة المصرية إسلامية أو مسيحية متساوي، إذن غالبية المصريين اسلموا وبلغة الاحتمالات في علم المنطق يمكن أن يكون هناك شقيقان الأول اعتنق الإسلام والثاني ظل علي ديانته، وهذا يعني أن معظم المصريين أجدادهم مسيحيو الديانة بينما مسيحيو مصر أشقاؤنا وأبناء عمومتنا حقيقة وليس شعارات. هذا هو الخطاب الذي ينبغي أن يرسخ في أذهان النشء لا فكر التمييز والتطرف. جميعنا مصريون نعيش علي ارض واحدة وتحت سماء واحدة ودماؤنا واحدة نشأت من نبع واحد المسيحي شقيق المسلم والعكس لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات، أمام القانون سواء لا كرامة لمواطن سوي باحترام القانون، ولا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوي.. تقوي الله.. والله واحد نعبده جميعا وتعاليمه واحدة قالها للمسلم في قرآنه وللمسيحي في انجيله "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وفي الناس المسرة" قال لا تكذب لا تسرق لا تزني لا تخن لا تقتل لا تبع وطنك تجنب الفتن سامح من ظلمك أكرم ضيفك لا تقتل قابل السيئة بالحسني لا تتاجر بآلام البشر احترم عقائد الآخر قاوم الإرهاب، "لكم دينكم ولي دين"، "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". كلنا إخوة أبناء وطن واحد عدونا واحد، الإرهاب أفعي تنفث سمها لتنال من مصر، فلنقطع الرأس، ولنتصدي لكل من يعزف لها بمزمار الخراب لترقص تتلوي بيننا، هناك الكثير ممن يعزفون بالخارج عن عمد أو دون قصد. الإعلام الغربي يعزف للأفعي، والقنوات الفضائية المتطرفة، ومواقع الكترونية بعضها تزعم أنها إسلامية وأخري ترفع شعار مسيحية والديانتان منهما براء، بابا الفاتيكان بدأ يعزف مستندا لمزاعم اضطهاد المسيحيين.. في يوم 7 يناير احتفلت مصر كلها مسلمين ومسيحيين بعيد الميلاد المجيد، انشرح صدري وأنا ازور كنيسة في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية عندما وجدت مواطنين مسلمين يهنئون رعاة الكنيسة هؤلاء الرهبان الأباء مرقص وغبريال وانطنيوس الكرماء الذين قابلوا اشقاءهم بحفاوة وتر حاب، كان هناك نواب مجلس الشعب الحاليون والسابقون وقيادات محلية وتنفيذية.. هذه نموذج من بعض ما شهدته كافة كنائس مصر.