أكدت الدكتورة ليلي عبدالمجيد أستاذ الإعلام أن عدم الحياد الإعلامي ومحاورة المرشحين الرئاسيين بأداء سييء وغير منضبط، من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي علي نزاهة نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، خاصة أن هناك استطلاعات رأي أشارت إلي أن هناك نسبة كبيرة تتراوح من 40 إلي 50% من الناخبين لم يحسموا اختياراتهم حتي الآن رغم أن المدة الزمنية المتبقية لإجراء أول انتخابات رئاسية لا تتجاوز الأسبوعين، ما قد يؤثر علي قناعة الناخبين الذين لم يحسموا قراراتهم بعد. وأشارت د.ليلي إلي احتمالية وجود مخالفات جسيمة علي رأسها العلاقات الخفية بين وكالات الإعلان والفضائيات لتلميع مرشحين بأعينهم مقابل مبالغ مالية أو خدمات ومجاملات، بجانب سطوة وتحكم وكالات الإعلان في فرض استضافة مرشحين معينين بطريقة إيجابية مقابل منح الفضائيات المزيد من الإعلانات وبالتالي المزيد من المكاسب والأرباح بهدف التأثير علي قناعة الناخبين.
وأضافت د.ليلي قائلة: لا أحد يمكنه أن يجزم بالتأكيد أو النفي أن هناك احتمالية لانضمام مقدمي التوك شو بشكل خفي لحملات مرشح رئاسي بعينه، والعمل علي تلميعه، أو علي الأقل احتمالية أن هناك تحالفات بينهم من اجل أهداف مختلفة ومتنوعة بعضها مادي وبعضها سياسي، لكن من الملاحظ بشكل واضح أن بعض المقدمين تبدو في طريقة كلامهم التأييد الخفي لمرشح بعينه سواء من طريقة توجيه السؤال، أو الإيماءات والملامح وحركات الجسد.
وانتقدت د.ليلي تركيز الفضائيات علي مرشحين معينين يظهرون في كل البرامج، بينما لايزال هناك مرشحون آخرون لا تتم استضافتهم إطلاقا، ولايزال الناخبون والجمهور لا يعرفون عنهم شيئا رغم اقتراب موعد الانتخابات، مما يؤكد أن هناك غياباً للعدالة في التساوي بين المرشحين.
واختتمت د.ليلي عبدالمجيد كلامها قائلة: إن هناك لجنة إعلامية تم تشكيلها من اللجنة القضائية للإشراف علي الانتخابات الرئاسية لمراقبة ومتابعة ما يحدث في الإعلام المصري سواء الخاص أو الحكومي، ويشرف عليها أستاذ الإعلام د.صفوت العالم، لكن بكل أسف لا يتم الاهتمام بتقارير وتوصيات هذه اللجان رغم أهميتها.
ومن جانبه أكد دكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام، ورئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي علي انتخابات الرئاسة أنه يتم حاليا صياغة التقرير النهائي الذي يرصد المحتوي الإعلامي في الدعاية للمرشحين الرئاسيين، والالتزام بقانون حظر الدعاية الانتخابية، بجانب رصد التجاوزات والمخالفات الإعلامية التي تمت طوال الفترة الماضية، لكنه لن يمكنه الحديث عن هذه التجاوزات قبل الانتهاء من صياغة التقرير النهائي، وإن كان قد صرح منذ فترة بأن الأداء الإعلامي في هذه الأيام أخطر عامل من شأنه أن يؤثر سلبا علي المناخ السياسي، وعلي الأخص انتخابات الرئاسة، في ظل عدم توافر آلية دقيقة وحاسمة وموضوعية لضبط الأداء الإعلامي، لكشف المخالفات التي تحكمها علاقات وكالات الإعلان مع الفضائيات والمصالح الخفية التي قد تخفي علي اللجنة العليا للانتخابات، وهو من شأنه أن يهدد نزاهة الانتخابات، ويعمل علي تحويل آراء الناخبين من مرشح إلي آخر، إلي جانب أن الوكالات الإعلانية تفرض علي الفضائيات مرشحين بأعينهم حسب المبالغ التي تتقاضاها من كل مرشح، بخلاف بعض مذيعي التوك شو الذين يعملون لحساب حملات بعض المرشحين أو في حالة تحالف ما معهم.
ورأت د.سهام نصار الرئيس السابق لقسم الإعلام بجامعة حلوان أن فكرة تواجد أنصار المرشحين معهم في الاستوديو، واهتمامهم بالتصفيق مع أي كلمة يتفوه بها المرشح الرئاسي أفقدت تلك البرامج والفضائيات موضوعيتها، وحولت الأمر من توك شو سياسي إلي توك شو فني، دون الاهتمام بجودة المحتوي. ليلي عبد المجيد سهام النجار