كرم جبر روزاليوسف اليومية : 29 - 04 - 2010 «الأخوات».. خطر داهم علي حقوق النساء 1 - المجتمع ضد المرأة، يكرهها ويحتقرها ويعاملها بدونية ولا يريد أن يعطيها حقوقها، وكلما تقدمت خطوة للأمام، رجعت خطوتين للخلف، لأن الثقافة السائدة متخلفة. - الدليل الدامغ هو موقف مجلس الدولة الأخير من قضية تعيين القاضيات، وتم التحايل علي الأزمة بالتسويف والتأجيل، وانتصر المتشددون بالأغلبية والقانون. - هذا النموذج الذي يعشش في عقول طبقة الصفوة، متغلغل في الطبقات الدنيا، وكلما اقتربت من قاع المجتمع تكتشف أشكالاً وألوانًا من طرق استعباد النساء واغتصاب حقوقهن. 2 - أقول هذا الكلام لمن ينادون بالتغيير، وكأنهم سيغيرون ملابسهم القديمة، مع أن المسألة صعبة ومعقدة وتحكمها تشابكات وتعقيدات لا حصر لها. - المفترض أن الدستور المصري قد أقر في تعديلاته الأخيرة توسيع مشاركة المرأة في المجالس النيابية، ولولا هذا النص الإجباري، لظلت المرأة خارج البرلمان إلي الأبد. - تذكروا الانتخابات الأخيرة في سوهاج، عندما تجرأت إحدي السيدات علي الترشيح، فتبرأت منها عائلتها وأهدرت دمها، باعتبارها قد جلبت العار عليهم. 3 - انتخابات مجلس الشعب المقبلة ستكون مختلفة، فهناك 30 امرأة سوف يدخلن البرلمان رغم أنف الرجال والأفكار العدائية السائدة في المجتمع.. دخول يحميه الدستور ويؤمن تطبيقه. - ولكن.. أي نوعية من النساء سيتم اختيارها.. وهل يتمخض الجبل فيلد فأرًا، ويختار المجتمع نساء أشد كراهية لحقوق المرأة من الرجال المنغلقين. - هل يتم اختيار «الأخوات» المتشددات دينيًا، خصوصًا المنتميات للجماعة المحظورة، فتكون التجربة وبالاً علي حقوق المرأة وانتهاكًا لمكاسبها؟ 4 - من الممكن أن يحدث ذلك ولا استبعده، في مجتمع تسود فيه الأمية بشكل مخيف، ليس الأمية الأبجدية فقط، ولكن الأمية الثقافية والدينية والمجتمعية. - نحن لم نأخذ من الإسلام جوهره ومضمونه، بل شكليات ومظاهر بعيدة عن جوهره وتعاليمه.. ويتمحور ذلك بشكل فادح في التعامل مع النساء. - فالمرأة التي كرمها الإسلام أحسن تكريم وأوصي بمعاملتها بمعروف، أهانها المشايخ والدعاة أسوأ إهانة، وتعاملوا معها بطريقة دونية. 5 - أسمع في بعض الفضائيات نساء يتصلن بالدعاة، ويستفسرن عن أشياء متخلفة تنم عن جهل فادح بأبسط قواعد الدين وتعاليمه السامية. - نساء ينادين بحق الأزواج في الزواج بثانية وثالثة ورابعة، لأن ذلك حكم الإسلام في اعتقادهن، مع أن ذلك مشروط بقواعد وأحكام يصعب إهدارها بهذه البساطة وعلي الهواء مباشرة. - نساء يقمن بإعالة بيوتهن وأولادهن، بينما أزواجهن إما نائمون في البيت أو يتسولون علي المقاهي، وينتظر الرجل عودة زوجته الكادحة، ليسلبها عرقها. 6 - المرأة المعيلة في مصر أصبحت ظاهرة مخيفة، وكثير من النساء يقبلن الإنفاق علي أزواجهن «المستنطعين» الذين استسهلوا الراحة واستعذبوا عرق النساء. - إذا كان الرجل متعطلاً بسبب مرض أو رغمًا عن إرادته وتساعده زوجته، فهذا نموذج رائع للتعاون الأسري والمساندة في أوقات الشدة والأزمات. - لكن بماذا تفسر ظاهرة استغلال النساء التي أصبحت سائدة بشكل كبير خصوصًا في الطبقات الدنيا التي تعاني فيها المرأة من ظروف نفسية ومعيشية رهيبة؟ 7 - هذا هو نموذج للتغيير الأصعب الذي يجب أن تلتف حوله إرادة المجتمع، ويحتاج جهدًا خارقًا تشارك فيه الأحزاب والمجتمع المدني والمثقفون ورجال الدين وكل عقلاء الأمة. - أما التغيير بالتخلص من أشخاص وإحلال غيرهم، فهذا هو أبسط شيء، وعندنا عادة فرعونية راسخة، هي أن الجديد يبدأ عهده دائمًا بمحو القديم. - المرأة نصف المجتمع، وإصلاح أحوالها يصلح المجتمع ويمنحه القوة والعافية.. -مثلاً - أن زوجتك التي تصون بيتك وترعاه مريضة أو متضررة.. كيف تكون الحياة؟ E-Mail : [email protected]