أفصح الروائي محمد ناجي عن اعتراضه علي الاقتراح الذي تقدم به إليه محرر دار "العين" للنشر، الخاص بوضع مسمي "شعر" علي غلاف كتابه الجديد "تسابيح النسيان". وقال ناجي في الندوة التي عقدتها دار "العين" مساء الاثنين الماضي: رفضت أن يكتب محرر الدار علي الكتاب كلمة شعر، فالمعركة الدائرة الآن بين الجانبين من أصحاب قصيدة النثر وأصحاب الشعر لا علاقة لي بها، والحقيقة أن الفريقين يرتكبان جريمة واحدة، فخصوم قصيدة النثر يحكمون علي الشعر وفق قواعد شكلية، والآخرون منساقون إلي نفس المنهج، وكأن وضع كلمة شعر علي نص يعد تقليلا من شأنه، في حين أنني أري أن المهم في الكتابة هو أن تكون جميلة، وعليه فإن كتابي الجديد هو نص نثري، وقد كتبته في بداية رحلة مرضية". في تقديمها للندوة قالت الناشرة فاطمة البودي: "تسابيح النسيان" هو عمل شعري في المقام الأول وكل من كتب عن رواية محمد ناجي "خافية قمر" تحدث عن الروح الشعرية في تلك الرواية، وأضاف الدكتور نبيل عبد الفتاح: في الكتاب الأخير كشف محمد ناجي عن وجه الشاعر الذي حاول في نصوصه السردية أن يخفيه أو يميته، فقد بدأ شاعرا وحاول أن يخفي الشاعر في أعطاف الروائي، و"تسابيح النسيان" عبارة عن متتالية سردية شعرية، فيها حضور طاغ للمرأة والحياة والعشق. وتابع: عنوان الكتاب يحيلنا إلي الممارسة الصوفية، حيث يواجهنا مصطلح تسابيح الذي يرتبط بذكر الله، أما نصوص الكتاب ففيها ثمة حضور للحياة في العدم، وحالة دفاع ضارية ضد النسيان، وغنائية وسمت أعمال جيل السبعينيات، كما أن النصوص محاولة لتمزيق العدم". أما الكاتب أحمد الخميسي، فقال: كتاب "تسابيح النسيان" يندرج تحت الأعمال النادرة، لأنه يحكي عن تلك اللحظة الخاصة بإنسان مريض يشعر بالخطر ولديه درجة عالية من الشفافية، ومحمد ناجي يمثل أحد المرتكزات المهمة في تيار الواقعية في الأدب المصري الذي ما زال يمثله قليل من الأدباء منهم بهاء طاهر، وذلك في مواجة تيار أدبي جديد ساد ويتعامل مع الأدب علي أنه كتابة عن الذات والخبرات الشخصية واستدعاء الأحلام، لكن محمد ناجي خارج الموضة الأدبية السائدة منذ ربع قرن والتي تكرس لها العلاقات والكتابة والنقد والجوائز الأدبية ففي رواياته نلمح الهم الاجتماعي، والحروب ومشوهيها تقع في خلفية الأحداث، وكتابه"تسابيح النسيان" يعد رواية شعرية، ففيها صوت للراوي وظلال من العلاقات الاجتماعية".