لم تكن قرعة كأس الأمم الافريقية 2019 مجرد مراسم وعروض وتنظيم جيد لاحتفالية كبري، ولكنها كانت تحدياً مصرياً لكل العالم بأن ما عندي ليس لدي غيري، فمصر هي أول من علمت العالم وكان مكان القرعة بين الأهرامات وأمام أبوالهول يقال إن كثيرين يمكنهم اقامة احتفالية بتكنولوجيا حديثة، ولكن من هو ذلك الذي لديه هذه الحضارة التي تضع الحدث الرياضي في خانة الإبهار التاريخي. كتب المصريون شهادة نجاح بالأحرف الأولي للبطولة التي تقدم فيها مصر ملحمة التحدي فلا أحد يمكنه أن يقبل باستضافة حدث رياضي بهذا الحجم قبل انطلاقه بستة شهور فقط وبزيادة عدد الفرق إلي 24 فريقاً عن البطولة السابقة أي أن أكثر من نصف عدد المنتخبات قد زاد عن البطولة الأخيرة. أعتقد أننا كتبنا سطوراً من نور في صفحة جديدة من صفحات المجد الكروي المصري الذي يبدأ مع أول سطر في تاريخ الكرة الافريقية منذ مثلت مصر القارة السمراء في دورة انوس الأوليمبية عام 1924 وأسست الاتحاد الافريقي عام 1957 ويوم الجمعة الماضي كان صفحة جديدة لايستطيع أن يكتبها غير المصريين. هذه المقدمات للبطولة مبهرة ولتبقي مصر في هذه المكانة لاتبدلها ولاتغيرها أي محاولات من أي كيانات.
عاشت الكرة الافريقية بصورة شبه دائمة في أحضان الفساد التحكيمي منذ تسلط الصومالي الراحل فرح أدو علي لجنة الحكام وكانت له حكايات وروايات خاصة مع الفرق والمنتخبات المصرية يكفي أنه كان سيقضي علي لاعبي المنتخب الوطني للشباب في أثيوبيا وكانت فضيحة تاريخية بنزوله الملعب في مباراة مصر والكاميرون وتغيير قانون اللعبة حيث ألغي التعادل وقرر أن المباراة لابد أن تنتهي بفوز أحد الفريقين في سابقة لم تحدث في التاريخ.
وكان الحكام بأمره وقتها عيسي حياتو وجاء طارق البشماوي الرجل المسيطر الجديد في الكاف ليصنع ما يريد ويوجه العديد من القرارات. تعرض الأهلي في العام الماضي لضربات إدارية غير منطقية وبانحياز واضح حيث لم يحم الكاف بعثة الفريق وهي تتعرض للضرب في ستاد رادس وشج رأس هشام محمد وقبلها ايقاف وليد ازارو وقرارات أخري غاية في الغرابة.
الجديد أن لمسات واضحة في توجيه التحكيم ضد الأهلي وكانت الصورة الفجة للحكم الجامبي بكاري جاساما في لقاء صن داونز الأخير تأكيدا أن هناك حالة تربص بالأهلي في هذه المرحلة، ليستكمل ما بدأه الحكم السنغالي ماجيتي نداي في لقاء الذهاب باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة وهدف غير سليم، وتكون قرارات بكاري شهادة فساد جديدة حيث وضح التعمد والترصد من سجل ما فعله هذا الحكم مع الأهلي في العام الماضي. الأمر يحتاج إلي مواجهة قوية ووقفة حاسمة مع الكاف ولايجوز ان نتعامل بطريقة مثالية وأخلاق رياضية مع أصحاب الأغراض الخبيثة والمفروض اتحاد الكرة برئاسة المهندس هاني أبوريدة يتحرك في هذا الاتجاه وإلا أصبحت الكرة المصرية ملطشة.