أن اتحاد الكرة لن يخرج من دوامة القضايا التي تشكك في شرعيته بسهولة إذا كان البعض قد تصور أن التصالح الذي أبرمه اللواء محمد عبد السلام رئيس نادي المقاصة مع جمال علام رئيس الاتحاد سيوقف النزاعات القضائية فإنه لا يري الصورة كاملة.؛ قضية عبد السلام نفسها لم تنته رسميا ولا تزال هناك مواجهات قضائية جديدة تحتاج إلي جهود قانونية متواصلة من فريق الدفاع عن الاتحاد وعلي رأسه محمد الماشطة المستشار القانوني للاتحاد وعضو اللجنة القانونية..؛ لعل من أبرز المواجهات المقبلة تلك التي ستجري يوم 62 مارس الجاري في الجلسه الحاسمة لقضية اللواء عبد السلام التي أقامها لإثبات عدم قانونية استبعاده من سباق الانتخابات علي رئاسة الاتحاد والتي اسفرت عن فوز جمال علام.؛ مفاجأة ورغم أن عبد السلام اقتنع بواسطة العامري فاروق وزير الرياضة .ووافق علي التنازل عن الدعوي القضائية وكتب بذلك مصالحة عرفية في الجلسة التي جمعته في مكتبه مع عدد من قيادات الاتحاد .وسلم التنازل الي الماشطة بحضور عمر هريدي مستشاره القانوني إلا أن المحكمة لم تعتد بالأمر لأن الدكتورة ماجدة الهلباوي المحامية تدخلت وأكدت أنها لا تعلم شيئا عن التنازل.؛ كان عبد السلام قد منح الهلباوي توكيلا للترافع عنه في القضية إلي جانب محامييه هريد وصلاح الشافعي اللذين حضرا وأكد إجرء التصالح وتنازل موكلهما عن الدعوي إلا أن الدكتورة ماجدة قدمت التوكيل الرسمي من عبد السلام إلي القاضي وأكدت أنها لا تعلم شيئا عن هذا التنازل.؛ ولأنها كانت متضامنة في القضية وهي تطعن علي نتيجة الانتخابات التي كانت مرشحة فيها علي مقعد المرآة أمام الدكتورة سحر الهواري..فقد طلب القاضي حضور عبد السلام نفسه شخصيا أمام المحكمة لإقرار المصالحة .أو أن يوثق التنازل عن القضية في الشهر العقاري.؛؛ تعهدات عبد السلام اتصل علام بعبد السلام لإخطاره بتطورات الموقف فأكد الرجل الموجود في السويد لمهمة عمل أنه متمسك بقرار التنازل ولن يحيد عنه وأنه بمجرد عودته يوم 5 مارس الجاري سيتخذ كل الإجراءات القانونية لتوثيق التصالح مؤكداً أنه لا يحيد عن كلمته ولا يخالف اتفاقه.؛ وإن كان هذا الباب علي وشك أن يغلق فأن تضامن الدكتور هيرماس رضوان رئيس نادي بني عبيد والمهندس إيهاب صالح الذي قرر التداخل في القضية مؤخرا ومعهما ماجدة الهلباوي يضع بعض المحاذير في طريق إنهاء تلك الدعوة، إلا أن المستشار الماشطة يري أن تنازل صاحب الدعوي الأصلي عن دعواه يخرج المتضامنين .ويفرغ الموضوع من فحواه لأن المتضرر الأساسي صاحب القضية تصالح.؛ ويبقي أن هؤلاء الثلاثة لم يتنازلوا وأنه من الممكن أن يقيموا دعاوي منفصلة بعد ذلك إذا ما رأوا أن مشاركتهم مع عبد السلام لم تحقق لهم ما يتطلعون أليه من حقوق يرونها قانونية.؛ قضية كردي وبعيدا عن هذه الجولة القضائية يواجه الاتحاد معركة آخري ربما تكون أكثر قوة مع الدكتور كرم كردي الذي يطعن في عملية فرز الأصوات في الانتخابات التي كان مرشحا لها .وخسر بفارق صوت واحد عن أخر الناجحين الإعلامي خالد لطيف.؛ كما يطعن كردي علي سلامة توكيلات بعض مندوبي الأندية الذين شاركوا في الجمعية العمومية وأدلوا بأصواتهم في الانتخابات مشيرا إلي أنه يلمس تزويرا في عدد من هذه التوكيلات وعدم قانونية الإجراءات التي اتخذت في البعض الأخر من حيث توقيتات التسليم وغيرها من الأمور وهناك جلسة في هذه القضية يوم 2 ابريل المقبل .وقد بادر كردي بإرسال مذكرة إلي الفيفا يشرح فيها الاعتراضات التي يراها قد أثرت علي العملية الانتخابية والتصويت فكان الرد أن هذا أمر داخلي وهو ما جعل كردي يتفاءل بأن الحصول علي حكم قضائي من المحكمة لصالحه لن يلق اعتراضا من الفيفا لأن المسئولين في زيورخ أكدوا أن القضية تتعلق بالشأن الداخلي وبالتالي لا مشاكل من لجوئه إلي المحاكم العادية في المطالبة بحقه.؛ تحذير الفيفا الغريب أن الفيفا نفسه كان قدر أرسل إلي اتحاد الكرة خطابا يطالب فيه باتخاذ عقوبات ضد كل من يلجأ إلي القضاء العادي .وبمجرد أن وصل الخطاب يوم 72 نوفمبر الماضي تم ارسال نسخة منه إلي كل المتقاضين ومنهم عبد السلام والهلباوي وهيرماس وكردي ولم يكن إيهاب صالح قد تداخل في القضية بعد .ويشير المسئولون في اتحاد الكرة إلي أنه في حال استمرار الدعاوي سيضطر لإحالة أصحابها إلي لجنة الانضباط لاتخاذ عقوبات ضدهم وفقا لتعليمات الفيفا.؛ حيرة الوزير أما صاحب الحيرة الكبيرة في هذه السلسة من القضايا فهو العامري فاروق الذي يجد نفسه بين شقي الرحي فهو إما أن يمتنع عن تنفيذ الحكم القضائي في حالة صدوره ضد اتحاد الكرة وبالتالي يتعرض للمسألة القانونية عن عدم تنفيذ حكم قضائي أو أن ينفذه ويعتبر الفيفا أن هذا تدخلا حكوميا ويوقف الكرة المصرية لذلك كان حريصا علي أن تتم التسوية من خلال الدعوي لمصالحة .وهو ما نجح فيه مع عبد السلام ولكن تبقي باقي الدعوات مستمرة تنذر بمواجهات مقبلة.؛