فجر قرار عصام الحضري حارس مرمي المنتخب الوطني والمريخ السوداني باعتزاله اللعب الدولي اعتراضا علي جلوسه احتياطيا في مباراة شيلي الودية باسبانيا أزمة حقيقية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان حراسة المرمي في مصر أصبحت في خطر. ومنذ اتخاذ اتحاد الكرة قرار بالغاء ومنع احتراف الحراس في الأندية المصرية قبل سنوات والجميع يتطلع لرؤية مواهب جديدة في مركز حراسة المرمي من اللاعبين المصريين ولكن الحلم لم يتحقق حتي الآن ومازال الحراس الكبار علي الساحة أمثال عصام الحضري الذي تخطي عمره حاجز ال 40 عاما حيث أنه من المواليد 15 يناير 1973. أزمة حمراء ورغم ارتفاع سن الحضري وبلوغه عامه الاربعين الا أنه ظل لسنوات طويلة الحارس الأول لمنتخب مصر والنادي الأهلي ثم الإسماعيلي والزمالك وأخيراً المريخ السوداني الأمر الذي يؤكد أن هناك ندرة في المواهب بمركز حراسة المرمي خاصة ان الأهلي مازال يعاني بعد رحيل »السد العالي« ولم يفلح أمير عبدالحميد في سد الفراغ الذي تركه الحضري في القلعة الحمراء ليرحل عن النادي الذي حاول ومازال استنساخ حارس بمواصفات المخضرم عصام. بعد رحيل أمير عبدالحميد عن الأهلي بذل الفلسطيني رمزي صالح جهداً كبيرا من أجل امتاع الجماهير الحمراء بامكانياته الفنية ولكن سرعان ما رحل دون جهة واضحة ليستعيد الاهلي شريف اكرامي من الجونة بعد سنوات طويلة من الغياب عن القلعة الحمراء التي تركها شاباً ليحترف في الدوري الهولندي. كانت الأمال كبيرة علي اكرامي الصغير لاثبات أنه »وحش« مثل والده نجم حراسة مرمي مصر والأهلي ولكن أخطاء اللاعب الساذجة جعلت المخاوف تزداد يوماً بعد الأخر خاصة أن محمود أبوالسعود الذي اشتراه الأهلي ب 7 ملايين جنيه من المنصورة وأحمد عادل عبدالمنعم الذي تسلم الراية من أمير عبدالحميد الذي رحل للمصري ورمزي صالح الذي رحل لسموحة سرعان ما تراجع مستواهما ليتركا العرين الأحمر تحت رحمة أخطاء شريف اكرامي الساذجة. وعندما عاد حسام البدري لقيادة الأهلي في ولايته الثانية كان يريد اعطاء اكرامي وأبوالسعود الذي استعاده من المقاولون بعد 6 شهور من الاعارة ولكن استمرار «الهفوات» جعله يفكر في ضم محمد عبدالمنصف حارس انبي الحالي وصاحب ال 36 عاماً ولكن الضغط الجماهيري والاداري عليه جعله يتراجع عن ضم «أوسة» ليكتفي بتجاربه مع اكرامي وأبوالسعود وأحمد عادل. »ورطة« بيضاء في الزمالك لايختلف الخطر علي مستقبل حراسة المرمي البيضاء كثيراً عن الأهلي بل يفوقه اضعافا فاذا كان الأهلي يعاني رغم وجود اكرامي وأبوالسعود وعبدالمنعم فإن الزمالك لايمتلك إلا حارساً واحداً علي أرض الواقع وهو عبدالواحد السيد صاحب ال 36 عاما حيث أنه من مواليد 3/6/1977. ولايختلف حال قطاع الناشئين في الزمالك عن الأهلي في عدم القدرة علي افراز حارس مرمي ناشيء صاعد يستطيع اكتساب الخبرات من الكبار والوصول لمنصب الحارس الأول فيما بعد خاصة أن عبدالواحد السيد مازال هو الحارس الأول للزمالك منذ 12 عاما لم يترك العرين الأبيض الا لفترات بسيطة بداعي الاصابة. ورغم محاولة محمد عبدالمنصف مشاركة عبدالواحد السيد في حراسة الزمالك علي مدار اكثر من 10 سنوات إلا أن «الوحش» نجح في ابعاد «أوسة» الذي رحل للجونة ثم للاتحاد قبل ان يحط رحاله في انبي وجاء من بعده الحضري الذي لم يمكث اكثر من 6 شهور بالقلعة البيضاء ليعلن فشل خطة التوأم حسام وابراهيم حسن كتأديب عبدالواحد مثلما فعل جوزيه من الحضري بالتعاقد مع نادر السيد من قبل في الأهلي.. وبعد رحيل عبدالمنصف ومن بعده الحضري عن الزمالك أصبح عبدالواحد السيد الحارس الأوحد في ميت عقبة خاصة أن الحارس الثالث الشاب عماد السيد تم الاستغناء عنه للطلائع ليتعاقد النادي الأبيض مع محمود عبدالرحيم «جنش» من الاوليمبي ومن بعده الصاعد أحمد الشناوي علي سبيل الاعارة من المصري البورسعيدي. ورغم امكانيات «جنش» والشناوي، الفنية الا أن عبدالواحد لم يترك لهما المجال للوقوف تحت الثلاث خشبات ليبدأ مسلسل تمرد جنش بجانب اقتناع الشناوي بأن الزمالك مجرد «ترانزيت» سيحصل من خلاله علي ما يقرب من 2 مليون جنيه في الموسم المتعاقد عليه وبعدها يرحل. مشكلة المنتخب وجاءت اصابة أحمد الشناوي بقطع في الغضروف لتكشف مأساة حراسة المرمي في مصر والخطر الذي يهدد مستقبلها خاصة أن زكي عبدالفتاح مدرب حراس مرمي المنتخب كان يفضل ضم الشناوي الذي اثبت امتلاكه لمهارات فنية مع المصري ومنتخب الشباب والاوليمبي ليكون الحارس الثاني مع عصام الحضري من أجل مزج الخبرة بالشباب وتحقيق معادلة تواصل الأجيال. بعد اصابة الشناوي كان عبدالواحد السيد يتطلع للعودة للمنتخب ولكن علاقته المتوترة بزكي عبدالفتاح والحضري جعلته يخرج من الحسابات في مباراة تشيلي الامر الذي جعله يؤكد ان علاقته بالمنتخب انقطعت تماما ليأتي بعدها بركان الحضري باعتزال اللعب دوليا ليفجر الأزمة والتي تشير إلي الخطر الذي يهدد حراسة المرمي في مصر. ورغم أن هناك بعض المواهب المبشرة من الحراس الأقل من ال 30 عاما أمثال علي لطفي ومحمد أبوجبل وعامر عامر في انبي الا أن تعاقد الفريق البترولي مع عبدالمنصف يؤكد ان الثقة مازالت في الحراس «العواجيز» وليس الشباب.. ونفس الحال في الإسماعيلي بوجود محمد صبحي الذي يسيطر منذ بداية القرن الواحد والعشرين علي عرين الدراويش لم يتركه الا للحضري مرغما قبل رحيله ومحمد فتحي للاصابة ثم عاد وتولي الدفاع عن الثلاث خشبات مرة أخري ليقرر أكثر من حارس صاعد الرحيل عن قلعة الدراويش. وتبرز اسماء الهاني سليمان في الاتحاد السكندري وعماد السيد في ومحمد الشناوي في ولكن مازالت خبراتهم لاتؤهلهم لحراسة مرمي المنتخب الوطني بشكل اساسي ليظل السؤال هل سيصبح مرمي مصر تحت رحمة العواجيز أم سيخرج للنور حارس من رحم المعاناة بخلاف أحمد الشناوي المجمد في ناديه.