في يوم السادس من أكتوبر وقبل ساعة الصفر التي حدد لها بالثانية عصرا، اقام جنود مصر البواسل مباراة في كرة القدم فيما بينهم، وعندما كانت عيون جيش الاحتلال الاسرائيلي تراقب تلك المباراة، لم تكن تظن بان بعد تلك المباراة بساعات قليلة، فسوف يعبر نفس الجنود الذين لعبوا مبارياتهم في كرة القدم، للضفة الأخري من القناة. علي المستوي الرسمي لكرة القدم فلقد كان مسئولو الجبلاية بقيادة محمد أحمد رئيس الاتحاد، وسكرتير الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يمارسون خداعا استراتيجيا للعدو، إذ تقرر عودة الدوري الممتاز بعد ايقاف دام 4 سنوات متتالية منذ نكسة 1967، وتصدرت صفحات الرياضة في الصحف المصرية، للإعلان عن عودة الممارسة طوال عامين قبل اليوم الموعود. وعندما كان أبطال مصر من جنود وضباط القوات المسلحة يعبرون قناة السويس ليرفعون العلم المصري بعد عبور خط بارليف، كان ملعب نادي الترسانة، يستقبل مباراة بالدوري بين فريقي غزل المحلة والطيران، لتكتمل خطة الخداع الرياضي لجيش العدو. الجماهير تهتف للطيران كان اللقاء يسير بشكل طبيعي حتي لاحظ لاعبو المحلة ان جماهيرهم يهتفون لفريق الطيران ولاعبيه دون سبب يذكر خلال الشوط الأول، الأمر الذي لفت أنظار الجميع، حيث تخلي جماهير غزل المحلة القوية، عن فريقها ورددوا هتاف »الطيران الطيران»، فور علمهم بالعبور، تمجيدا لما فعله ذاك السلاح في ساحة المعركة، حيث كانت جمهور المحلة قد سمعت في »الراديو» خبر بداية المعركة وعبور الجنود المصريين خط القناة بعد ان أذيع البيان الأول، فهتفوا لنادي الطيران تحية لدور الطيران الحربي في الحرب. وبين شوطي اللقاء لم يتحدث لاعبو الفريقين عما سيفعلونه في الشوط الثاني، واتفق حكم المباراة ابراهيم الجويني مع لاعبي الفريقين علي استكمال المباراة احتراما للحضور من الجماهير، وأدي الفريقان الشوط الثاني بشكل ودي وانتهي اللقاء بالتعادل السلبي بدون أهداف، لتهتف الجماهير الحاضرة في المدرجات للفريقين. الجوهري ضابط الاتصال علي الجبهة كان مشهد من مشاهد الخداع الاستراتيجي شاركت فيه كرة القدم عندما يمرر المجند في السرية »608 إشارة» شوري حمدون، الكرة إلي المقدم محمود الجوهري، قائدة بالسرية، لاعب الأهلي حينذاك ومدربه ومنتخب مصر فيما بعد، في مباراة معتادة لإيهام العدو بحالة استرخاء مصطنعة لقوات الجيش الوطني. اول مباراة لشحاتة وقبل يوم العبور وبالتحديد يوم 5 أكتوبر، واصلت الصفحات الرياضية في الصحف المصرية مشاركتها في حرب الخداع، وخطة خداع العدو وظهرت الصحف وهي تفرد مساحات كبيرة وبدأ الاهتمام بالنجم الجديد حينها حسن شحاتة الذي لعب أول مباراة في تاريخه بالدوري مع الزمالك في 5 اكتوبر 1973، فيما أبرزوا ايضا رغبة المصري البورسعيدي في استقدام مدرب انجليزي لكي يتولي تدريب الفريق.. ليختفي كل ذلك الاهتمام في اليوم التالي للمباراة ولم يهتم أحد بذكر حتي نتيجة المباراة باستثناء جريدة المساء التي ذكرت نتيجة المباراة فقط في فقرة صغيرة، فوقت الخداع قد انتهي وحان وقت الوقوف بجانب أبنائنا علي الحدود. نجوم شاركوا في انتصار أكتوبر مجموعة كبيرة من نجوم الرياضة المصرية شاركوا في انتصار حرب اكتوبر 1973، ورغم غياب بعضهم ورحليهم عن عالمنا، الا اننا لابد من ان نعود اليهم ونذكرهم، بعد كل تلك السنوات ويأتي علي رأس هؤلاء الراحل حمادة امام »ضابط المخابرات» بالجيش الثالث في الحرب، واللواء صبري سراج الذي فقد ذراعه خلال تلقيه قذيفة أثناء الحرب واحد نجوم فريق السلة بالزمالك، بالاضافة الي الثنائي الشهداء مبارك عبدالمتجلي ومهندس سمير عبدالله، وهما لاعبان في كرة السلة بنادي الزمالك وهما يقومان بتركيب الممر المائي للقوات المسلحة لعبور قناة السويس في مقدمة الصفوف الوطنية التي شاركت في الحرب، بالاضافة الي زميلهم بنفس الفريق عادل شرف، وفكري صالح لاعب النادي الشهير واحد اصغر ضباط الجيش في تاريخه والمستشار عبدالحميد شاهين أحد حراس الزمالك في عصوره الذهبية. سمير زاهر من النكسة للنصر ومن بين الرياضيين الذين شاركوا في حرب اكتوبر ايضا الراحل سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة السابق والذي تم استدعاؤه للتجنيد بعد نكسة 67 ليشارك في حرب 73 وبعدها يعتزل الكرة نهائيا ويتجه الي العمل الاداري ليصل الي منصب رئيس الجبلاية.. ومحمود بكر رئيس نادي الاوليمبي السابق والمعلق الشهير الذي التحق بالقوات المسلحة منذ 67، وكان يحمل رتبة نقيب في سلاح الاستطلاع بقوات المشاة وتخرج من الخدمة برتبة عقيد وتم منحه قلادة النيل بعد مشاركته في فرق الاستطلاع بقوات المشاة بحرب 73، كمال عثمان ابن نادي السكة وابراهيم مبروك لاعب الاوليمبي السابق، ومحمود احمد علي رئيس اللجنة الاوليمبية الأسبق، واللواء منير ثابت رئيس اللجنة الاوليمبية الأسبق، ومحمد الفقي ومحمد شاهين وكانا ناشئين في المصري، وهناك ايضا عبدالعزيز بدران لاعب المصري السابق وكان احد الضباط الاحتياطيين في تلك الفترة، لكنه شارك في حرب اكتوبر وهو أحد نجوم الفريق في فترة السبعينات، وهناك العميد حسام طه الحكم الدولي السابق والد الحكم المساعد الحالي احمد حسام طه، والذي شارك في حرب اكتوبر عام 1973 وكان ضابطا بسلاح الإمداد والتموين خلال الحرب ووصل الي رتبة لواء قبل ان يتقاعد وهناك هاني سرور حارس مرمي الاتحاد السكندري السابق، وعضو مجلس ادارة النادي الأسبق واحد الأبطال المشاركين في عبور سيناء 1973، فقد تم استدعائه قبل العبور بنحو 5 أيام ليشارك في الملحمة العظيمة، وغيرهم الكثيرين. ومن شهداء كرة القدم المصرية في حرب اكتوبر المجيدة عبده أبوحسين الاعبي النادي المصري البورسعيدي الذي استشهد في الحرب ليكون بذلك شهيد كرة القدم المصرية في اكتوبر.