يشعر ممدوح عباس رئيس الزمالك بأن الأزمات التي اشتعلت داخل القلعة البيضاء قبل موعد الجمعية العمومية 27 الجاري، سببها أعضاء مجلس الإدارة سواء كانوا معه في قائمته الانتخابية أو قام بتعيينهم بعد الفوز بمنصب الرئيس في الانتخابات الأخيرة، فهم من قاموا بالاعلان عن وجود الخلافات أمام وسائل الإعلام دون احترام أي خصوصية للمجلس أو الحفاظ علي سرية المناقشات، وبالتالي تعقدت الأزمات وتعاقبت بكثافة لدرجة أن عباس نفسه أصبح غير قادر علي تحديد الأولويات لإيجاد حلول سريعة لها، واضطر إلي قطع رحلة علاجه في لندن وقرر العودة إلي القاهرة لحضور اجتماع مجلس الإدارة بدلا من تواجده عبر "الفيديو كونفرانس" مثلما فعل في اجتماع لجنة الكرة. قال عباس إن هناك أعضاء في مجلس الإدارة يجعلون مشاكل الزمالك علانية وكأنهم يعانوا من حب مرضي للإعلام وغير قادرين علي إخفاء أي أسرار أمام الكاميرات، ويزيد الطين بلة تواجدهم في البرامج بشكل يومي أو يكونوا مصادر غير معلنة للاخبار المسربة، وبالتالي تصبح أي أزمة في القلعة البيضاء "بالونة كبيرة" ويصعب احتوائها عكس ما يحدث في النادي الأهلي، مؤكدا أنهم يريدون الظهور في صورة المعارضين والأكثر خوفا علي الزمالك من أجل مصالح انتخابية قريبة، لكنه واثق من أن الجمعية العمومية للنادي مدركة تماما لأهداف هؤلاء ولن تعطيهم أصواتهم مجددا، وانفعل عباس بعدما شاهد رؤوف جاسر النائب السابق وهو ينتقد طريقة اتخاذ القرار في المجلس بطريقة علنية، وزاد من غضبه أن جاسر ظل يؤكد علي أنه لن يصمت مجددا علي التجاوزات التي تحدث، لأنه صبر كثيرا. يشعر رئيس الزمالك بالصدمة بسبب قرارات الاستقالة التي اتخذها حازم إمام الذي يعتبره بمثابة أحد أولاده، وأيضا عمرو الجانيني صديقه- الذي اختاره في مجلس الإدارة بالتعيين لثقته فيه، وروكسان حلمي القادمة بالتعيين بعدما أصر علي اختيارها لأنها تنتمي إلي الزمن الجميل، لكن الثلاثي خذلوه بإعلانهم الاستقالة مع اعترافه بأن قرارهم بالرحيل حق أصيل لهم لأن إدارة الزمالك عمل تطوعي ومن حق أي إنسان الرحيل في أي وقت طالما غير راغب في الاستمرار، لكن ما أزعجه أن الاستقالات جاءت لعدم الرضا بقرار الأغلبية باختيار مدرب أجنبي بدلا من حسام حسن لخلافة المدير السابق حسن شحاتة، كما أنه مصر علي أن روكسان استقالت لأسباب لا علاقة لها بأزمة المدرب أو العمال، إنما بسبب غضبها من استبعاد ابنها من فريق كرة السلة. يخطط عباس للدفاع عن سمعته بإعطاء الجميعة العمومية كشف حساب لما تحقق في الفترة السابقة خاصة فيما يتعلق بالميزانية أو المنشآت داخل مقر النادي، قائلا إن الزمالك هو النادي الوحيد في مصر الذي صرف 65٪ من مستحقات اللاعبين عن الموسم الماضي رغم الأزمة المالية الطاحنة، كما أكد إن المبني الاجتماعي بدأ العمل فيه علي الانتهاء من الدور الأول علي مسابقة 1500 مترا، وسيكون بارتفاع 3 أدوار، والفرع الجديد في السادس من أكتوبر يتم دفع أقساط الأرض باستمرار وجاري التخطيط لإقامة 8 إلي 10 ملاعب في هذا الفرع لخدمة الفرق الرياضية، وهو متمسك بأن الزمالك يشهد ثورة إنشائية، كما أن يؤكد علي حصول العمال علي أجورهم في مواعيدها دون أي تأخير، لكن هناك من يريد تشويه صورته وزيادة الضغوط عليه، وهذا يتسبب في تدهور صحته. ورغم أنه مازال أمام الانتخابات علي مجلس الإدارة عام تقريبا إلا أن عباس لا يريد أن تقوم المعارضة بحشد الآراء ضده أثناء غيابه، مما يهدد بسحب الثقة منه وإجباره علي الرحيل وتعيين مجلس بديل حتي الانتخابات المقبلة، لكنه مصر علي الاستمرار حتي نهاية ولايته دون تقديم أي تنازلات، أو التراجع عن مبدأ عدم تحمل أي نفقات للنادي من جيبه الخاص لأنه يريد أن يكون الزمالك مستقل من الناحية المادية، ولا يريد عباس أيضا أن تهتز صورته أكثر مما يهدد فرص فوز في الانتخابات المقبلة.