عبدالشافى وسط حصار لاعبى افريقيا الوسطى أصبح المنتخب الوطني في موقف كارثي قبل لقاء العودة مع منتخب أفريقيا الوسطي في الفرصة الاخيرة لمواصلة طريق تصفيات كأس الأمم الافريقية. سيكون يوم 30 يونيو الجاري محطة تاريخية في مشوار الفريق المصري الذي كان بطلاً لكأس الامم الافريقية ثلاث مرات متتالية وأصبح بعد يوم 15 يونيو علي مشارف الخروج من تصفيات البطولة للمرة الثانية علي التوالي! بثلاثة أهداف دخلت شباكه ولم يحرز الا هدفين فقط وهو يلعب علي ارضه مباراة الذهاب في بداية مشوار التصفيات وضع المنتخب الوطني قدماً خارج طريق المشاركة في المونديال الافريقي القادم. في مواجهة الحائط وضعت هذه الهزيمة القاسية الفريق الذي كان بطلا في مواجهة حائط صلد عليه ان يهدمه اذا ما اراد ان يصل إلي جنوب افريقيا 2013 حيث ستقام النهائيات. عاش الجمهور المصري المتابع لمباراة منتخبه حالة من الصدمة والذهول وهو يري مجموعة اللاعبين الذين كانوا قبل أيام قلائل يضعون فريقنا الوطني في وضع مطمئن في تصفيات كأس العالم.. نفس اللاعبين الذين حولوا هزيمتهم امام غينيا إلي فوز علي الفريق صاحب الارض في قلب عاصمته كوناكري هم الذين كانوا في حالة توهان غير واضح الهوية وهو يلعب علي ملعبه في برج العرب الذي حقق عليه الفوز امام موزمبيق. تحذيرات في الهواء رغم كل التحذيرات التي اطلقها الجهاز الفني بقيادة بوب برادلي المدير الفني في آذان لاعبي المنتخب قبل المباراة المأساوية امام افريقيا الوسطي بضرورة الحذر من التعالي علي المنافس والاستناد إلي أن الخصم غير مصنف مقارنة باسم وتاريخ وانجازات منتخب الفراعنة بكل ما يضمه من نجوم لهم سجل من البطولات الكثيرة خاصة علي الساحة الافريقية.. ولكن ذهبت التحذيرات ادراج الرياح وبقيت ثقافة الفراعنة!! تعالوا علي منافسهم بعد ان أحرزوا الهدف الاول في الدقائق العشرة الأولي وكان بجملة تكتيكية جيدة قادها محمد صلاح ثم وصلت إلي زيدان أودعها الشباك. حالة الفرعنة وبعد هذا الهدف كان قرار الحكم الجزائري حمودي بطرد سالف كتيا لاعب منتخب افريقيا الوسطي لتزداد حالة الفرعنة - اذا جاز التعبير - لدي اللاعبين الذين تصوروا ان المنافس قد انتهي وانه سيكون فريسة سهلة للاجهاز عليها بعدد وافر من الاهداف. كالعادة توالت الاخطاء الدفاعية والهجومية ولم يكن هناك تركيز في انهاء الهجمات في مقابل لياقة بدنية عالية وقوة التحام شديد في الفريق الافريقي - وقدرة علي تضييق المساحات بشدة في وسط الملعب وكان هناك حالة من الازعاج الشديد لدفاعنا خاصة مدافعي الوسط محمود فتح الله وأحمد حجازي ومن هجمة مفاجئة تمكن هيلاوي موم من التعادل في الدقيقة 25. جاءت سحابة الاحباط وأمطرت بشدة علي رؤوس الجميع الذي كان لديه ثقة شديدة زادت وارتفعت إلي حالة الغرور والفرعنة فبعد هدف ثاني في أول ثلاث دقائق من الشوط الثاني للمنتخب المصري بدأ التعالي علي الكرة لدقائق ليتحول الفراعنة من منتصرين إلي مهزومين بثلاثة أهداف مقابل هدفين وسط حالة من العجز الشديد في الاداء من جانب نجوم منتخب مصر. لم تفلح التغيرات التي اجراها المدير الفني بوب برادلي باشراف محمد ناجي جدو بدلا من محمد زيدان. رغم ان الاخير تم البدء به لكي يجهز مبكراً علي المنافس.. واشرك أحمد فتحي بدلا من أحمد المحمدي الذي لم يكن في حالته ولعب حسام غالي بدلاً من محمد النني متأخراً جداً.. وهي التغيرات المتاحة وكان برادلي قد أكتشف بعد ربع ساعة انه لابد ان يغير 7 لاعبين ولكن ما باليد حيلة. خرج المنتخب الوطني مهزوماً وأصبح امام أزمة غاية في التعقيد ولم يعد امامه الا ان يفوز بهدفين نظيفين في لقاء العودة في مدينة بانجي عاصمة افريقيا الوسطي.