مواجهة قنوات »bein sport» المحتكرة لحقوق بث مباريات كرة القدم العالمية في الشرق الأوسط والوسط العربي يتطلب تحالف عربي قوي قادر علي تأسيس جبهة إعلامية رياضية قوية جدا، تملك رأس المال والقوة البشرية والخبرات الكافية، لوضع حد لسيطرة القناة التي صارت تسيطر علي الدوريات المحلية في إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وألمانيا، وأيضا المسابقات القارية من دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ودوري أبطال آسيا وأفريقيا وكأس الكونفدرالية، وكأس العالم للأندية وللمنتخبات وكأس القارات، وحتي دورة الألعاب الأولمبية. مفهوم الحقوق الحصرية لبث بطولات كرة القدم ليس مقتصرا علي الشرق الأوسط، فهناك قنوات كبيرة أخري لها حقوق في مختلف دول العالم خارج وطننا العربي، لكن مشكلة القناة الاحتكارية » bein sport » أنها صارت تلزم المشاهد العربي علي الاشتراك في قنوات إضافية بروسم مالية أعلي مع بداية كل موسم لمشاهدة بطولاته المفضلة، بحجة أنها تقدم له خدمة تغطية أفضل ومميزة، وفي النهاية يضطر المشجع إلي الدفع حتي لا تفوته متعة المشاهدة، وإلا سوف يضطر إلي اللجوء إلي الوصلات غير الشرعية لمتابعة فريقه المفضل. قنبلة PBS قبل أيام ظهرت فكرت قنوات »PBS sports» المدعومة من مصر والمملكة العربية السعودية، ونشرت الكثير من الجهات الإعلامية في نفس التوقيت، حتي أن قناة العربية الإخبارية أذاعت في تقرير لها أن »pbs sports» هدفها الأول إنهاء سيطرة »بي إن سبورتس» علي البث الحصري لمباريات كرة القدم. وأضافت قناة العربية أن »PBS sport» سيكون طاقم عملها من 10 دول (الجزائر والسعودية ومصر والإمارات والعراق والأردن والمغرب وليبيا والبحرين وعمان)، وسوف تبدأ البث بقناة واحدة ثم تصل إلي 11 قناة، وستكون ضربتها الأولي كسر احتكار بث كأسي العالم 2018- 2022، هذا بالإضافة للبطولات المحلية والقارية في أوروبا وأفريقيا وأسيا، وأن البث سيكون مجانيا طالما أن لوائح تلك البطولات توافق علي ذلك. نفي الجميع لكن التصريحات التي خرجت علي لسان مفلح الهفتاء، الذي ادعي أنه رئيس المدينة الإعلامية السعودية، حول تلك القناة الجديدة تم نفيها وتبرأ منها الجميع. في السعودية، أوضحت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، أنه لم يصدر لأي شخص أو جهة خاصة ترخيص لإنشاء مدينة إعلامية بالمملكة. وقالت الهيئة في توضيح لما تردد في وسائل الإعلام حول استخدام مسمي المدينة الإعلامية السعودية، إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع مسؤولة عن إصدار ترخيص المدينة الإعلامية، ولم يصدر لأي شخص أو جهة خاصة ترخيص لإنشاء مدينة إعلامية في المملكة. وأضاف البيان، أن مشروع المدينة الإعلامية هو مشروع وطني ضمن برنامج التحول الوطني 2020، وسيتم إطلاقه خلال الأسابيع المقبلة. نفت مصادر إمارتية رفيعة المستوي، أن تكون الإمارات إحدي داعمي أي مشروعات في هذا المجال أو أن يكون هناك نية لإنشاء محطات فضائية متخصصة في أي مجال بما فيها الرياضة. الجدول الاحتكاري تتباهي قنوات »bein sport» بجدلها الاحتكاري لمعظم بطولات كرة القدم للأندية في أوروبا وأفريقيا علي مستوي الأندية والمنافسات علي الصعيد الدولي أيضا. تملك القناة القطرية حقوق بث الدوري الإنجليزي من موسم (2016-2017) إلي (2018-2019)، والإسباني من (2015-2016) إلي (2019-2020)، والإيطالي (2015-2016) إلي (2017-2018)، والألماني (2015-2016) إلي (2019-2020) وهناك مصادر تؤكد أن القناة في طريقها لتجديد البث للدوريات الإنجليزي والاسباني ودوري الإبطال الأوربي لعام 2022. والدوري الفرنسي من (2015-2016) إلي (2023-2024)، الهولندي من (2015-2016) إلي (2017-2018)، الاسكتلندي (2015-2016) إلي (2022-2023)، هذا بالإضافة إلي دوري أبطال أوروبا حتي موسم (2017-2018)، وأبطال أفريقيا حتي موسم (2027-2028)، وأبطال آسيا لموسم (2027-2028). ولا يتقف الأمر عند بطولات الدوري فقط، لكن أيضا نفس الوضع بالنسبة للكؤوس، فقناة »bein sport» تملك حقوق بث كأس الدوري الأوروبي حتي موسم (2017-2018)، والكونفدرالية (2027-2028)، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية (2016-2017)، وكأس الاتحاد الإنجليزي (2017-2018)، وكأس ملك إسبانيا دون النهائي (2019-2020)، وكأس ألمانيا ومباريات المنتخب الودية (2017-2018)، كأس فرنسا (2017-2018)، وكأس الرابطة الفرنسية وكأس الأبطال الفرنسي (2023-2024). وعلي صعيد بطولات المنتخبات، فالقناة تحتكر حقوق بث كأس العالم عامي 2018، و2022، وكأس العالم للشباب (2017، و2019)، وكأس العالم للأندية حتي عام 2019، وكأس أمم أوروبا من (2020 إلي 2024)، وكأس أمم أفريقيا حتي عام 2025، وكأس أفريقيا للشباب (2019)، وكأس أمم أسيا (2019، و2023). هناك أيضا تصفيات كأس العالم 2022 في أفريقيا وأسيا وأمريكا الجنوبية، وتصفيات كأس أمم أوروبا 2020، وتصفيات كأس أفريقيا 2019، وتصفيات كأس أسيا 2019، وتصفيات كأس كوباأمريكا 2019، ودورة الألعاب الصيفية والشتوية حتي 2018. رفض عالمي بالنظر إلي أوضاع بث مباريات كرة القدم خارج منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، نجد أن العالم يرفض فكرة الاحتكار علي قناة واحدة لبث مباريات بطولة لأكثر من موسم، حيث هناك إيمان بأحقية المشاهد في الاستمتاع بالساحرة المستديرة. تؤكد صحيفة »الشرق الأوسط» السعودية أن مباريات كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل تم بثها في بريطانيا بشكل مجاني للمشاهدين ولا يوجد أي تشفير أو اشتراك رغم أن الحقوق خاضع لشبكتين »BB»»، »IT«» وتم التنسيق بين القناتين في توزيع المباريات التي يتم نقلها طوال بطولة مجانا للبريطانيين. وفي الاتحاد الآسيوي، تم بيع حقوق مباريات كأس آسيا والبطولات السنية ومسابقات دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد إلي قناتين في استراليا، و6 قنوات في الصين، وشبكة تلفزيونية للهند وأندونيسيا وإيران وماليزيا الفلبين وتايلاند ونيوزيلندا، وقناتين لليابان، و4 قنوات لكوريا الجنوبية، فيما احتكرت شبكة »bein sport» بث البطولات الآسيوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنطقة العربية، علي عكس باقي الدول الآسيوية. المحكمة الأوروبية هناك قرار من المحكمة الأوروبية أن دول الاتحاد الأوروبي لديها الحق في منع بث مباريات كأس العالم وكأس أوروبا علي القنوات المشفرة، وطالبت الاتحادين الدولي والأوروبي ببث المباريات علي قنوات مجانية. في بريطانيا يشاهد المواطنون المباريات علي القنوات الأرضية بشكل مجاني بقوة اللائحة الوطنية الرياضية في البلاد، وهذا لا يحدث في وطنا العربي، حيث تسيطر قناة »bein sport» علي بث مباريات المنتخبات إذا كانت تقام خارج الأرض، وتمنع من بثها علي القنوات الأرضية، لتجبر المشاهدين علي الاشتراك. وتعتبر دولة بلجيكا من الدول التي سعت أمام القضاء للحفاظ علي حقوق المشاهدين في البلاد لمشاهدة المباريات بشكل مجاني في كأس العالم وبطولة أمم أوروبا.