مستشفيات الغلابة الجامعية تحتضر وهناك 16 مليون مريض يترددون عليها ونقص الأدوية والمستلزمات يهدد بكارثة، هذه العناوين الصادمة تصدرت صحيفة »الوطن» بالأمس وتكاد تسجل كل صحيفة وبرنامج تليفزيوني يومياً الصرخة والمعاناة، من هنا فقد رأينا في تحرك مجلس ادارة اتحاد الكرة وزيارة رئيسه وأعضائه مستشفي أبو الريش لعلاج الأطفال وتقديم أول تبرع لدعم المستشفي بمليون جنيه كجزء من ايراد مباراة مصر وغانا الأخيرة، بمثابة ضربة البداية الخيرية أو الانسانية التي يجب وحتماً أن تتلوها خطوات أخري جادة ومنظمة. الكرة المصرية تحتاج لمن يدعم تفاعل اعضائها مجتمعياً مع واقع ومشاكل وطنهم وابنائه، وإذا كان المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد قد عمل علي توفير »زي رسمي شيك» لاعضاء مجلسه يظهرون به في اجتماعاتهم وتحركاتهم الرسمية اسوة بما يراه في الفيفا والكاف، فإن هذا التغيير الجيد في الشكل والمظهر يحتاج بالضرورة إلي تغيير جاد في الفكر والتفكير. يمكن أن يدخل مجلس إدارة اتحاد الكرة وجدان الناس والغلابة منهم بالخصوص، وينال من الدعم الانساني بجانب الثواب الرباني إذا ما اهتم بتنفيذ خطة انسانية شاملة نقترح عليه بعض ملامحها والمؤكد أنهم لديهم من الافكار ماهو أكثر ومن الدوافع الانسانية ماهو أقوي وأجمل.. يمكن للاتحاد ان يحدد سنوياً هدفاً خيرياً مرصوداً لدعمه كأن يتبني في سنة دعم مستشفي أبو الريش للأطفال ثم بعد ذلك معهد القلب أو مستشفي السرطان أو أي من دور الايتام الكبيرة او المستشفيات الجامعية الكبري بالمحافظات المهملة خاصة في الصعيد المهمش. علي أن يحدد اتحاد الكرة خريطة روافد دعم هذه المشروعات الانسانية كأن يخصص واحداً بالمائة فقط من عقد كل لاعب محترف قبل اعتماده بالاتحاد ثم خمسة بالمائة من عوائد الرعاية وبث المباريات الدولية واثنين بالمائة من مستحقات كل ناد من عائد بث مبارياته ومثلها من قيد لاعبيه، وكلها نسب مئوية بسيطة لا تمثل عبئا يذكر علي خزانة الاتحاد والاندية وأرصدة اللاعبين لكنها مجتمعة ويضاف إليها عائد مباراة كبري ودية تقام خلال السنة لدعم نفس المشروع الخيري المستهدف دعمه في نفس العام يمكن ان تمثل الكثير من الدعم الحقيقي لهذه الدور والمستشفيات خاصة أن ربطها بالكرة ونجومها وأحداثها يلقي الضوء عليها وربما يحث الكثيرين من رجال الاعمال والميسورين علي التبرع والمساهمة في إنقاذ هؤلاء المرضي والغلابة والأطفال اليتامي. هذه فرصة طيبة أمام أبو ريدة ومجلس إدارته لارضاء الله في خلقه الغلابة والفقراء وكسب احترام المجتمع والاسهام في نهضته.. وكمان دخول الجنة.