سمراء - صغيرة - جميلة - رشيقة كلها حب رغم نعومة مظهرها إلا أن ذلك يتحول إلي قوة وشراسة فوق بساط الكونغو فو.. قالوا عنها في بطولة أفريقيا الأخيرة إنها عاشقة يخفق قلبها بالعطاء والوفاء لحبيب عمرها الكونغ فو.. وخصوصا في أساليب (الساندا) القتالية إنها منار رأفت عطية فتاة من طراز جديد ونموذج لجيل يسعي ليمسك بيد القدر ليصنع مستقبله بعد أن تطورت فنون اللعبة. ووضعت تاج البطولات والميداليات الذهبية علي رأسها. رفضت السينما.. وانتظروني نمراً شرساً في بطولة المحارب نار الغيرة علي مصر وراء تألقي والفوز بالبطولات منار رأفت عطية من مواليد 19/2/1999 طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الأورمان الثانوية بنات وهي أصغر اللاعبات بملاعب الوشو كونغ فو في نادي الزهور والمنتخب القومي للناشئات، وهي تعتز ببدايتها التي كانت في صفوف فريق الكونغ فو بالترسانة طوال ثلاث سنوات حققت فيها إنجازات الحصول علي الميدالية الذهبية بعد فوزها ببطولة الجمهورية لثلاثة أعوام متتالية، وبعدها قررت الانتقال لفريق اتحاد الشرطة الرياضي بعد انتقال مدربها الكابتن إيهاب عبدالمنعم الذي تعتبره الأب الروحي لها، وهناك حصلت أيضا علي بطولة الجمهورية وفازت بذهبية المركز الأول، ولكنها للأسف أصابتها عين السحود في ثاني بطولة حيث تعرضت لإصابة مؤثرة في الرقبة نتيجة جرأتها واندفاعها في ملاقاة اللاعبة الخصم. والمثير أن نار الغيرة ظلت مشتعلة بداخلها وأكملت المباراة وهي مصابة، ولكن الأكثر إثارة جاء في إكمالها ماراثون البطولة حتي آخر مباراة وفازت بالمركز الثاني والميدالية الفضية وتقديرا لشجاعتها وتحملها تم اختيارها أفضل لاعبة بالبطولة. ويذكر أن منار كانت تتمتع بعشق خاص لرياضات السباحة والموسيقي والتنس والرقص علي النغمات المختلفة بحركات جمالية، ولكنها اضطرت لتطويرها لأشكال عنيفة حتي لا تتعرض لأي مضايقات من الغير في شارع الحياة رغم عمرها الصغير، ولهذا رشحتها وقتها مدرسة التربية الرياضية بالمدرسة لممارسة رياضة الكونغو فو نظرا لتمتعها بحاسة هجومية كبيرة بخلاف تمتعها بمرونة في كل حركاتها الرياضية.. ولأن البطلة الصغيرة تتميز أيضا بشخصية اجتماعية عاشقة للرياضة فقد ساعدتها في التألق منذ أن وقعت عين الخبير الصيني ليانج كلارس عليها أثناء مشاركتها في بطولة الجمهورية تحت 11 سنة، وأعجب بها وأثني علي مساعي مدربها الكابتن إيهاب عبدالمنعم ونجاحه في ضمها لصفوف المنتخب القومي لدرجة أنه قال عنه إنه مدرب يتمتع بعين فاحصة في اختيار المواهب المتميزة في اللعبة، وقال عنها إنها ستكون قنبلة (الوشو كونغ فو) في الخمس سنوات القادمة وبالتحديد في الساندا القتالية، بل وتولي متابعتها مع مدربها القدير إيهاب عبد المنعم ليصنعا منها نجمة رياضية لامعة. وكانت بداية الانطلاق الجديد سفرها لتمثيل مصر في بطولة الكويت الدولية وهي عمرها لايتجاوز العشر سنوات وحققت منار رأفت عطية أصغر بطلة المركز الأول.. وعادت نجمة نجمها يلمع ويبرق. وتقول اللاعبة منار رأفت إن سر تفوقها ونجاحها يرجع لاهتمامها بالرياضة ومزاولة التدريبات وحصاد إنجازات البطولات مما أوجد بداخلها شعورا دائما بالتنافس الشريف والإصرار علي تحقيق الفوز المستمر في الرياضة والدراسة معا والفضل يرجع في ذلك لدور مدرسة الأورمان الرائد وإدارتها التعليمية في تشجيع المواهب الرياضية وتذليل العقبات والسماح لها بالسفر في البطولات الرياضية وآخرها مكافأتها علي تفوقها الدراسي والرياضي برحلة سفر لدولة الإمارات العربية المتحدة.. وقد خرجوا إلينا كجهة تعليمية بدرس تربوي جديد ودعوة مفتوحة لأن نصدق ونقتنع بأن لدينا براعم ومواهب واعدة في رياضة الوشو كونغ فو سواء الساندا القتالية أو الأساليب. وبسؤالها ماذا عن الميداليات وبداية حصادها وحقيقة انضمامها لمنتخب الناشئات؟ - تقول: منذ أن بدأت في المشاركات وأنا أحصد ميداليات أول جمهورية وأول منطقة باسم الأندية التي لعبت لها وهي الترسانة - اتحاد الشرطة والزهور وجميعها أولتني رعاية خاصة في تقديم كل الدعم والمكافآت وإكسابي الخبرات المتعددة علي يد صفوة من المدربين، منهم علي سبيل المثال الكابتن أحمد جمال وإيهاب الطوخي ومحمد فكس وحسام جوهر (مدرب التايكوندو) ووالدي الروحي الكابتن إيهاب عبد المنعم صاحب الفضل الخاص في كل تقدم وصلت إليه في رياضة الوشو كونغ فو، وأود أن أوضح معلومة أنه هو الذي وجه نظر الخبير الصيني (ليانج كلارس) وليس العكس والذي ما إن رآني حتي قام بضمي إلي المنتخب القومي للناشئات وكان عمري وقتها عشر سنوات. ومامدي صحة أنكِ لعبتِ التايكندو لفترة؟ _ بالفعل شاهدني المدرب العظيم حسام جوهر خلال فترة انتقالي من فريق نادي الترسانة لفريق اتحاد الشرطة الرياضي وأثناء أدائي لإحدي التدريبات لرياضة الكونغ فو عرض علي المشاركة في فريق التايكوندو هناك، وشاركت في اللعبات وحصلت في التايكندو طوال ثلاث سنوات علي ميداليات أول جمهورية وأول في بطولة السكندريات الدولية وبطولة السفير الكوري. وماذا عن ذهبية البطولة الأفريقية للناشئين؟ - إحساسي بها وفرحتي بإحرازها لا توصف، فلم أصدق أن أفوز وسط كل الأبطال الكبار بالذهبية في البطولة الأفريقية الأخيرة وجمال الميدالية الذهبية أني كنت أصغرهن سنا ولكن أحمد الله أني استطعت حصاد الميدالية لمصر، وأدين بحصول عليها لرعاية اتحاد اللعبة والاتحاد الأفريقي وكل المدربين الذين أشرت إليهم . مامدي صحة أنكِ تلعبين بطولات ناعمة بين بنات مصر وأفريقيا والعرب؟ - رغم حصادي المستحق لذهبيات كثيرة وتربعي علي عشر بطولة العرب وأفريقيا وأنا أصغر لاعبة أشارك علي مستوي العالم في بطولات الاحتراف.. ولا أعرف في المباريات سوي أن أهاجم وأصول وأجول كالنمر الشرس، ولا أهدأ إلا مع صفارة الحكم والتتويج بالذهبية بعد أن أحطم أساطير لاعبات العالم خارج حدود الوطن.. ولذا أطلقوا عليّ لقب بلدوزر مصر الصغير. ولأي مدي وصلوا معك لإقناعك بالاتجاه للعب الجمباز؟ _ حدث أن شاهدتني المدربة البلغارية »نيكولوفا» وأنا أؤدي بروح الهواية إحدي رقصات الجمباز الإيقاعي قبل انطلاق إحدي البطولات بنادي الزهور.. وفوجئت بها تستدعيني ومعها أولجا مدربة المنتخب القومي للجمباز »سيدات» وهي تردد بعض الكلمات عرفت معناها من بعض الحاضرين حيث كانت تقول عني فتاة خطواتها نغم إبداعي مع أنغام الكاسيت بساقين من المرمر.. وجاء ردي سريعا حينما حاولوا إغرائي للعب الجمباز.. بأن الكونغ فو هو عشقي الأول والأخير. ولكن يقال إن سر انتصاراتك ترجع لجذور عائلية؟ _ بالفعل أنا من أسرة رياضية فوالدي رأفت عطية منشاوي بخلاف أنه موظف فهو مدرب كرة قدم متميز في دوري الشركات ووالدتي مدير عام بمحافظة القاهرة وكانت لاعبة كرة طائرة بالنادي الأهلي.. وكلاهما رغم انشغالهما يلعبان دورا أساسيا في ترتيب أوراقي بين الدراسة والرياضة والتركيز علي تفوقي في الجانبين.. وبصراحة هما تعويذة الانتصار لي في كل البطولات. وما استعداداتك للبطولات المقبلة؟ _ أستعد للمشاركة في بطولة أفريقيا وأتحدي الجزائرية ليلي عكوش وهي بطلة العرب وأفريقيا قبل العامين الماضيين، ورغم أني ألعب في وزن 54كجم وسأنازلها وهي في وزن أكبر مني إلا أني سأؤكد علي قدرة اللاعب المصري في أن يفعل ما يعجز عنه الآخرون من أجل رفع علم مصر عاليا في المحافل الدولية والمحلية.. وأستعد خلال ديسمبر القادم للمشاركة في بطولة »المحارب» التي سيشارك فيها الأبطال المحترفون من ست دول هي مصر تونسالجزائرالعراق المغرب.. وأؤكد أن هتافات الجماهير المصرية ستدوي في سماء ملعب نادي الجلاء الذي ستقام عليه فعاليات البطولة وأعد الجميع بالفوز بذهبية البطولة. ما حقيقة أنكِ علي أبواب تجربة سينمائية؟ عرض عليّ بعض المنتجين فكرة دخول عالم السينما، ولكني رفضت الفكرة شكلا وموضوعا في الوقت الحالي نظرا لانشغالي وتركيزي في الشهادة الثانوية ولكن هذا لا يمنع قبولي لها بعد تحقيق أمنيتي بدخول كلية الهندسة والفوز ببطولة العالم.. حيث إن دخول عالم الفن يتطلب دراسة وليس الاعتماد فقط علي أنني بطلة رياضية ووجهي سينمائي كما يردد المنتجون.