كم تألق الزمالك وأبدع، ووضع قدماه الاثنان وليس قدما واحدة في نهائي دوري الأبطال الافريقي الذي غاب عنه منذ سنوات طويلة، ليحمل أمل الكرة المصرية في تحقيق انجاز يذهب به من جديد الي بطولة أندية العالم لأول مرة. ولعل التأهل.. لا يعني تفريطا أو تخاذلا في مباراة العودة أمام الوداد المغربي الذي لن يكون بمقدوره أن يفوز برباعية نظيفة، وبالطبع الحذر مطلوب من الجهاز الفني بقيادة مؤمن سليمان ومن اللاعبين، وسيكون عليبا عليهم أن يلعبوا لاحراز فوز آخر من شأنه أن يثير الرعب في نفوس من سيقابلوه في آخر جولتين حاسمتين.. وكم أتمني أن يكون صن داونز الجنوب الافريقي للثأر منه. لقد أثبت المستشار مرتضي منصور من جديد انه بطل عودة الزمالك قويا.. بل أقوي من أي مرحلة مرت علي هذا النادي منذ عقودة طويلة مضت.. ومصدر القوة ليس عن النتائج الايجابية التي تحقق في زمن قياسي فقط، وانما في هيبة النادي وفريقه الكروي، ومعظم الفرق الرياضية التي أصبحت تعرف طريقها الي البطولات. بعد أن ضلت السير فيه بسبب الادارات الفاشلة. لست بحاجة لأن أستعرض مقومات تفوق الزمالك في العامين الماضيين، وتحديدا منذ تولي مرتضي منصور قيادة سفينة النادي فخرج بها من "الوحل". لتشق طريقا بقوة نحو منصات التتويج التي تعني أن مدرسة الفن والهندسة فتحت من جديد للاقناع.. والاقناع. الفوز الساحق علي الوداد المغربي الشقيق، ما هو إلا دلالة علي أن الزمالك قادم أكثر من السنوات القادمة.. وسيساعده علي الاستمرار في نجاحاته هي تلك السياسة التي يمضي عليها مرتضي منصور، وتقوم في الأساس علي الانضباط وحسن السلوك والالتزلام، وعدم "الدلع" أو "لوي البوذ".. وهذه كلها أمور كانت من أسباب الخراب الذي أهدر العديد من البطولات. الفرصة أصبحت مواتية لأن تسترد مدرسة الفن والهندسة عرض افريقيا.. وبجدارة، ولكن لابد من الاحتفاظ بنفس الأسلوب الرجالي الذي حقق فوزا كبيرا علي فريق محترم مثل الوداد.. علي ألا يخفي هذا الفوز أخطاء دفاعية في اللقاء ينبغي علاجها، لأن اللعب في النهائي سيختلف تماما، ويتطلب الحكمة من الجميع. مبروك للزمالك.. الذي أعاد البسمة العريضة لجماهيره التي طالما صبرت، حتي جاءها مرتضي منصور ليقود القلعة البيضاء الي الانجاز.. تلو الانجاز. ولا أبالغ إذا قلت انه لم يكن هناك شخصية أخري تستطيع أن تقود ثورة تصحيح شاملة داخل الزمالك إلا الحاج مرتضي منصور الذي داعب من حوله في الأراضي المقدسة وقال لهم: "شوفوا الحجاج.. كلهم لابسين أبيض". الشطارة دائما.. ألا يصب الفوز مهما علت قيمته بالغرور.. وإلا سيضيع كل شيء.. وتتحول الأحلام إلي كوابيس.. في الماضي القريب.. كانوا يرددون.. أن الأهلي إذا كان بخير.. يكون المنتخب بخير.. وكانت حقيقة.. اليوم إذا كان الزمالك والأهلي بخير.. سيكون المنتخب القومي أقوي.. وأقوي.. وعليه فإن الأرجنتيني هيكتور كوبر أكثر السعداء بحالة الزمالك.. أما الأهلي فهو في طريقه الآن لأن يستعيد كل عافيته ليصبح القطبان الكبيران فعلا هما جناحا الكرة.. بل والرياضة المصرية كلها. ماكان يحظي به الأهلي من استفزاز اداري.. يستمتع به الزمالك الآن.. وما كان يقال عن صالح سليم أنه ديكتاتور.. يقال الآن علي مرتضي منصور.. وما كان يملكه الأهلي من نفوذ لجذب أفضل اللاعبين.. يتوافر بشدة في الزمالك الذي أصبح مغفلا عن كثير من النجوم الذين كانوا يخشون الاقتراب من عتبة ميت عقبة. لهذا.. عادت المنافسة الحقيقية بين العملاقين. وبالمناسبة.. الديكتاتورية مطلوبة في بعض الأحيان. خاصة عندما تزيد الفوضي.. أو ينتشر الفساد. مبروك.. للأهلي عودة قناته الفضائية الي النور بشكل أفضل ما يزال يحتاج الي جهد أكبر.. واذا كانت حالة الزمالك في السنوات الأخيرة لا تحتمل قناة، حيث لا انجازات حقيقية أو بطولات، فإنه أصبح في حاجة اليها الآن لتواكب حيرته. وتزيد من شعبيته. الأهلي والزمالك.. يملكان أكبر حزبين في مصر، بل أنه لا يوجد أحزاب في البلد غيرهما.. ومن ثم إذا سار معا.. ونسقا بإخلاص، وتعاونا من خلال استراتيجية اعلامية فإنه يكون بمقدورهما أن يحلا الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياحية. وإذا كان مرتضي منصور بعيد النظر في علاج بعض الأزمات.. فإنه ومحمود طاهر الذي يتمتع بالاحترام والتقدير، بإمكانهما أن يقدما الكثير. اقترح علي المهندس هاني أبوريدة رئيس اتحاد كرة القدم أن يدعو مرتضي وطاهر لجلسة ودية، غير رسمية، ولتكن علي العشاء في أي مكان.. وأن يدلوا كل منهم بدلوه.. دون وجود للاعلام.. وأن يتكلم الكل بصراحة، علي أن يكون عنوان "القعدة".. مصلحة الكرة المصرية وبحيث ينتهي اللقاء باتفاق أو ميثاق يتم ترجمته الي مذكرة تفاهم.. يجري تنفيذها. أري.. أن علاج المشاكل عبر الجلسات غير الرسمية، يكون أجدي. وبالطبع.. هناك أهمية أن يجلس هاني مع أندية القناة علي انفراد.. ثم بحري، والصعيد.. وهكذا أي أن هاني لن يقف دوره عند رئاسة الاتحاد، وانما له دور آخر يبدو أهم.. وهو وزير خارجية الكرة المصرية. وعلي فكرة.. سبق وأطلقت علي المهندس عدلي القيعي نفس اللقب.. وزير خارجية، ولكن للأهلي.. وكان ذكيا جدا في ادارة هذه الوزارة. منتخب مصر.. سيتأهل بعون الله لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018.. ليس هذا توقعا، ولا حلما، وانما واقع لابد من العمل لانجازه.. ولعل مقومات النجاح متوافرة في هذا الوقت، ولا داعي للتطرق اليها لأنها تكاد تكون معروفة وتتمثل في جيل ممتاز من اللاعبين ومدربه فاهم، وادارة يتوقع لها أن تقود بدراسة واستراتيجية. المهم.. حسن النوايا.