يستعد كتاب التاريخ لطيء صفحته القديمة والبدء في تسطير صفحات جديدة لموسم جديد ومعه يستعد المجتهد حسام سلامة الشهير باسم »حسام باولو» مهاجم نادي سموحة للبحث عن لقب جديد يضاف إلي لقبي هداف الدوري لموسمين متتاليين ليصبح نهاية الموسم القادم أول هاتريك للهدافين. باولو صاحب الحظ السيء بسبب اكتشافه موهبته التهديفية في سن كبيرة، دخل تاريخ الكرة المصرية من أوسع أبوابه بعدما أصبح أول لاعب في تاريخ مسابقة الدوري الممتاز يحقق لقب هداف المسابقة موسمين متتاليين مع ناديين مختلفين، وسط اسمه بحروف من ذهب مع عمالقة الكرة المصرية، وبدأت النجومية تنسج خيوطها حوله، حسام باولو الذي تخطي الجميع بأهدافه القاتلة وسرعته الفائقة خطف الأنظار إليه وجذب عيون المدربين حوله، فتح قلبه ل »أخبار الرياضة» وتحدث في كثير من الأمور المهمة في سياق الحوار التالي:.. بداية.. نهنئك علي لقب هداف الدوري للعام الثاني علي التوالي؟ - الحمد لله، كرة القدم تعطي من يجتهد ومن يبذل قصاري جهده، منذ انضمامي إلي صفوف فريق سموحة بداية الموسم المنقضي، كان أمامي هدفان أولهما مساعدة الفريق علي التواجد في المربع الذهبي وهو ما تحقق بالفعل، والهدف الثاني المحافظة علي لقب هداف الدوري المصري للموسم الثاني علي التوالي والحمد لله بفضل مجهودات زملائي في الملعب حققت لقب هداف الدوري رغم الصعوبات التي واجهتني هذا الموسم. وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك هذا الموسم؟ - في بداية الموسم المنصرم، كانت لا أشارك بصفة أساسية تحت قيادة الكابتن محمد يوسف الذي كان يتولي القيادة الفنية لسموحة آنذاك، واعتبرت الأمر وجهة نظر فنية لابد من احترامها وبذلت قصاري جهدي في التدريبات من أجل حجز مكان في التشكيلة الأساسية للفريق إلي أن جاء الكابتن ميمي عبدالرازق وعدت إلي التشكيل الأساسي مرة أخري والحمد لله شاركت في مباريات مؤثرة مع سموحة ووفقني المولي عز وجل في احراز أهداف فيها، وأيضا تعرضت لإهانة من كابتن النادي الأهلي حسام غالي خلال مواجهتنا في الدور الأول، لمجرد أني طلبت منه عدم اللعب بخشونة وعندما رويت الموضوع في احدي القنوات الفضائية تعرضت لهجوم شديد من جماهير النادي الأهلي علي مواقع التواصل الاجتماعي. بصراحة هل كنت تتوقع حصد لقب هداف مسابقة الدوري رغم أنك لست لاعبا في الأهلي والزمالك؟ - اخوض تدريبات اضافية فنية وبدنية بمفردي رغم تلاحم المباريات، ونجحت في الرد علي من شككوا في قدراتي الموسم السابق عندما حصدت نفس اللقب مع فريق الداخلية برصيد 17 هدفا، وقالوا وقتها أنها صدفة وأني سني كبيرة ولياقتي البدنية ضعيفة، ولا استحق الانضمام إلي صفوف المنتخب. كم تكلفت صفقة انتقالك من الداخلية إلي سموحة؟ - لن يصدق أحد أنني انتقلت إلي سموحة في صفقة انتقال حر، وكنت اسأل نفسي وزملائي كيف سننافس لاعب مثل الجابوني ماليك ايفونا واشتراه النادي الاهلي بمبلغ يقترب من 40 مليون جنيه مصري، ودائما أؤكد أن اللاعب المصري أفضل من نظيره الافريقي الذي ينضم للقطبين بمبالغ طائلة. الأهداف.. رزق وصفك البعض بالظاهرة فما تعليقك؟ - أرفض هذا الوصف، أهدافي رزق وكرم من ربنا وحصولي علي لقب الهداف ثمرة دعاء والدي ووالدتي، لا أخطط لشيء فقط أتمني أن يوفقني الله في حياتي أسرتي وأكون سببا في سعادة أسرتي لأنني أكافح واجتهد من أجلهم، وبالتأكيد ابني يوسف وابنتي فاطمة وزوجتي، أنا فلاح متربي علي العمل والاجتهاد والانتماء والطين والجذور. وماذا عن هدفك التاريخي في نادي المصري البورسعيدي؟ - حصد النقاط أهم من الأهداف الخاصة الموسم المنقضي كل تركيزي كان مع فريق سموحة، ووقت مباراة المصري لم يخطر ببالي علي الاطلاق سوي حصد نقاط الفوز، وعقب اللقاء فوجئت بزملائي يخبروني بأن هدفي في المصري هو الأسرع في تاريخ الدوري المصري، وأيضا عندما شاهدت صلاح أمين لاعب الانتاج الحربي يحرز هدف من ضربة مقصية رائعة في مرمي فريق طلائع الجيش تمنيت من الله أن أحرز هدف مثله واكرمني المولي ونجحت في احراز هدف من ضربة مزدوجة في نفس الفريق في آخر مباراة في مسابقة الدوري الممتاز. لا مفاوضات ماذا عن مفاوضات قطبي الكرة المصرية معك؟ - الأهلي لم يفاوضني، لكن وكيل أعمالي نبيل أبوزيد أبلغني بأن أحد المسئولين في نادي الزمالك تحدث معه، عقدي مع سموحة ممتد لمدة موسمين ولن أرحل إلا بمباركة مسئولي نادي سموحة وأنا سعيد بالبقاء في الفريق السكندري، وأرغب في المشاركة مع الفريق في كأس الكونفيدرالية. ماذا لو تلقيت عرضين في نفس التوقيت من الأهلي والزمالك أيهما تفضل؟ - سأختار العرض الأنسب، الذي سيتيح لي فرصة المشاركة أساسياً، معنديش رفاهية الاختيار والوقت والخروج في اعارات لقد وصلت ل34 سنة، وليس من المعقول أن انضم إلي أي فريق وأنا هداف الدوري لكي أجلس علي دكة البدلاء. رفضوني لأنني قصير! يقال أن الأهلي والزمالك رفضوا ضمك في اختبارات الناشئين لأنك كنت قصير القامة.. فما الحكاية؟ - فعلا عندما ذهبت للاختبارات فوجئت بمدربي الأهلي والزمالك يقولون لي انني قصير القامة وتم استبعادي برغم انني كنت هداف التقسيمات التي أجروها لنا، والغريب أنه بعد أن بلغت العشرين فوجئت بأن قامتي أصبحت فارعة حتي وصلت إلي ما يقرب من 190 سم، وهكذا بعض اخوتي. ما أول مبلغ تقاضيته في حياتك كلاعب؟ - يضحك تقاضيت 200 جنيه عندما كنت ألعب في مركز شباب صنافير بالقليوبية، ثم تقاضيت 16 ألف جنيه عندما انتقلت الي سكر أبوقرقاص وبعدها زاد راتبي السنوي في الموسمين الماضيين. ما حكاية تسجيلك كلاعب كرة طائرة؟ - نعم، عندما كنت في طوخ حيث تم تسجيلي كلاعب كرة قدم في السنة الأولي، وفي الثانية لاعب طائرة ولعبت ممتاز »ب» وهو سر »الجامب» واجادة ضربات الرأس واستغلال الكرات العالية في منطقة الجزاء واحرازي لأهداف من ضربات الرأس. سائق ميكروباص حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم؟ - بدأت كرة القدم مع فريق طوخ لمدة 3 سنوات، قبل الانضمام لفريق منوف لمدة 6 أشهر، بعدها عدت مرة أخري لفريق طوخ، ومنه انتقلت الي سكر أبوقرقاص لمدة 3 سنوات تحت قيادة هشام عبدالرسول وفي الموسم الثاني في السكر حصلت علي هداف المسابقة برصيد 16 هدفا، ثم انتقلت إلي سكر الحوامدية وأحرزت 10 أهداف، ثم إلي الشمس وحصلت علي لقب هداف الفريق برصيد 10 أهداف، ثم جاءت المفاوضات مع فريق الداخلية ولم تستغرق وقتاً طويلاً، لاسيما بعد الجلسة التي جمعتني بعلاء عبدالعال المدير الفني للفريق، تحدث فيها معي في ظروف الفريق، وتنازلت عن مكافأتي لصالح فريق الشمس ودفعت المقابل المادي الذي أخذته من الفريق حوالي 65 ألف جنيه لتحقيق حلمي واللعب بالدوري الممتاز وكنت بحاجة ماسة إلي مبلغ سبعة آلاف جنيه لتكملة المبلغ لنادي الشمس فقام صديق عمري عبدالرحمن باعطائي مبلغ ثلاثة آلاف جنيه وقامت زوجة أخي ببيع قيراطها الذهبي واعطتني باقي المبلغ. هل اشتغلت بمهنة أخري غير كرة القدم؟ - اشتغلت في كل الأعمال.. فقد عملت عاملاً في مصنع ملابس وكنت اتقاضي 180 جنيها شهرياً حتي استطيع الانفاق علي نفسي، وعملت موظف انتاج في شركة مصر للطيران، حيث كنت أسهم في صناعة أدوات المطبخ التي تقدم للمسافرين في الطائرة أثناء السفر، كما كنت أساعد شقيقي في قيادة »الميكروباص» الذي نمتلكه. ماليش ظهر أين أنت من المنتخب الوطني؟ - صدقي سئمت الحديث في هذا الأمر، فما هو المطلوب من أي لاعب حتي ينضم ويمثل منتخب بلاده.. أليس هو التألق وتسجيل الأهداف إذا كان مهاجماً.. فأنا لم أسجل فقط، بل انني هداف الدوري للموسم الثاني علي التوالي، لكن المشكلة أنني لا ألعب لأحد القطبين، ومن ثم فإن الجماهير لا تهتف باسمي ولا الإعلام يتحدث عني، ماليش ظهر لكنني لن أيأس وسأظل أجتهد في الملعب. أشعر من حديثك عن المنتخب بالأسي والحزن؟ - بكل تأكيد، فحلم أي لاعب هو تمثيل منتخب بلاده، واحترم وجهة نظر الجهاز الفني للمنتخب ولكن من حقي الحصول علي فرصة مثل غيري ولن اتسول الانضمام لمنتخب بلدي. لكن الجهاز الفني للمنتخب كان يتابع جميع المباريات؟ - اعلم ذلك ولكن في الآخر بيختاروا عناصر الأهلي والزمالك، اذكر لي أسماء من أندية أخري موجودة في التشكيل الأساسي للمنتخب الوطني. أليس تقدمك في العمر سبباً في عدم انضمامك للمنتخب؟ - لن اتحايل وأقول والنبي خدوني المنتخب أنا عمري 34 سنة، وفي الملعب أنا ابن 22 سنة، أنا احافظ علي نفسي ومركز في التدريب وكل اللي طلبته فرصة، وفيه غيري أكبر مني سناً وحصل علي فرصته، العبرة بالعطاء وليس بالسن. من مثلك الأعلي محلياً وعالمياً؟ - طبعاً العميد حسام حسن كنت بتفرج عليه وبتعلم منه بيتحرك ازاي وبيلعب ازاي، وعلي فكرة هو طلبني ألعب معاه لما كان مدير فني للاتحاد السكندري ولم يحدث نصيبا، وعالمياً كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد.