إذا لم يتم فتح تحقيق في قضية منشطات إيهاب عبدالرحمن، والبحث عن لغز مصطفي الجمل.. أملا مصر الذي ضاع في أوليمبياد البرازيل، فهذا يعني »طرمخة» علي الكارثة التي أطاحت بميداليتين.. أو واحدة علي الأقل كان يمكن أن تدخل »حصالة» الرياضة »المخرومة» أصلاً. الأزمة كبيرة.. ومؤلمة.. وتكشف عن »بلاوي سودا» في عملية إدارة الرياضة في وقت يذهب فيه العالم إلي تقدم وازدهار في هذا المجال.. الذي يبدو أن معظم إنجازاته لا تتحقق إلا »صدفة»، بدليل أن إيهاب والجمل لم يدخلا إلي سباقات الرمح والمطرقة إلا بنفس »الصدفة»! الخلافات والأزمات والمهاترات.. هذه كلها سمات الحركة الرياضية منذ سنوات.. وللأسف لا يوجد شيء اسمه نظام.. وإنما »هرجلة» وانقسامات لا مبرر لها إلا المصالح والأغراض الشخصية.. ليس فقط بين اتحاد ألعاب القوي واللجنة الأوليمبية.. وإنما بين معظم المؤسسات والهيئات والاتحادات. هيا بنا.. إلي عالم »الهيافة والسطحية».. وإلي الكلام الفاضي، و»الهجايص» التي لا توصل إلي تحقيق أهداف بقدر ما تأتي بالمصائب والخسائر المتتالية. ليس هناك في الوقت الحالي إلا الحديث عن انتقال هذا »البيه» إلي النادي »الفلاني»، أو خطف لاعب »نص لبة» من ناد إلي آخر، أو الإشارة إلي ملايين الدولارات التي تطير في الهواء لأجل أن تصفق جماهير الأهلي أو الزمالك للإدارتين الموقرتين. إنها المأساة بكل معانيها.. وكم هو مؤلم علي النفس أن تكون المحصلة النهائية صفر. منتهي التناقض.. أن ترتفع الأصوات التي تطالب بعودة الجماهير إلي المدرجات.. بينما تتدهور نتائج الفرق بعنف في ظل تواجد »المشجعين» في الملاعب. الأهلي ظل »يدلل» من »خربوا بيته»، ومازال يصمم علي تدليلهم رغم أنه في وجود حضراتهم خسر الفريق أكثر من مرة.. وتحديداً في ستاد برج العرب الذي دمروه، وأصابوه بخسائر لن يدفعها إلا إدارة النادي.. وما الموقف الصعب الذي مايزال الأهلي يتعرض له في دوري أبطال افريقيا إلا بسبب هؤلاء المخربين. والمدهش.. أن الفوز الوحيد للأهلي في دوري الأبطال لم يتحقق إلا خارج ملعبه علي فريق قوي مثل الوداد المغربي. الأمر لم يختلف كثيراً في الزمالك الذي وإن كان أكثر جرأة وشجاعة في التعامل مع أولتراس الوايت نايتس.. إلا أن الفريق الذي فاز خارج ملعبه علي أنيمبا النيجيري في عقر داره.. يخسر أمام جماهيره التي عبرت هي الأخري عن غضبها بتحطيم مدرجات بتروسبورت. إذن.. هي ظاهرة عجيبة وغريبة، ولا ينبغي أبداً السكوت عن تجاوزات الجماهير.. بل التصدي لها ومواجهتها بدلاً من الخوف والرغب من استئصال الموتورين.. بل وذبحهم. من يخشي انفلات حفنة من المتفرجين.. لن يقدر أبداً علي حل المشكلة لإعادة الجماهير الحقيقية. في أوروبا والدول المتقدمة، لا يوجد كبير فوق القانون، وإنما مقاييس تطبيق العدالة بين الجميع واحدة، لذلك لا توجد أدني صعوبة في فرض العقوبات علي المخطئين، دون أن يجرؤ أحد علي الاعتراض. أما في الدول المتقدمة.. فالأمر يختلف كثيراً، حيث »الفتونة» في التعامل.. والجليطة في السلوك.. والتردد في مواجهة الواقع المؤلم، الذي تزداد خطورته كلما تم تركه للمنحرفين ليتوغلوا، ويبثوا سمومهم في أوصال الشارع. بالمقاييس العلمية.. والأعراف »الخزعبلية»، وبالمعايير التي لا تقل الجدل إلا عند الجهلة.. فإن كل أحوال الكرة المصرية التي يجري الإنفاق عليها »بالهبل» في خطر. أين الأهلي والزمالك.. جناحا الكرة في المحروسة.. إنهما غير موجودين بعد.. والدليل مستواهما المتذبذب جداً في الدوري المحلي.. وموقفها المزعج في دوري أبطال افريقيا. وإذا كان الكبار في أزمة.. فلا تنتظروا من المنتخب جديداً، إلا إذا كان الحديث سيأخذ نفس السياسة »العنترية» التي يحلوا للفاشلين أن يتحدثوا بها. مجرد تكرار لوجهة نظر قديمة. انطلاقاً من الهدوء والاستقرار الذي تنعم به الساحة الرياضية والكروية.. فإن انتخابات اتحاد الكرة لن تشهد أي تجاوزات وانحرافات.. وستمر دون مشاكل أو قضايا.. وسيستطيع المجلس الجديد أن يقود المسيرة باقتدار، دون أدني مشاكل علي الإطلاق، خاصة أن معظم المرشحين فاهمين وواعيين.. ولا يوجد بينهم من دخل السباق لغرض أو مصلحة. كله تمام.. والحمدلله.. مفيش مشكلة خالص علي رأي الفنان القدير محمد صبحي.