بكي الحضري مثلما لم يبكي من قبل.. وكانت غزارة دموعه كفيلة بأن تروي نجيلة ملعب احمد بيلو والذي يقع في مدينة كادونا في نيجيريا فلقد كان السد العالي يمني نفسه بحراسة عرين الفراعنة، ليعود إليه بعد غياب طويل، وظل يمني نفسه بأن يحقق هذا الحلم ليضرب بذلك رقما قياسيا كأكبر حارس يحرس مرمي مصر بعد أن بلغ 43 عاما. منذ انضمام الحضري وعودته لعرين مرمي المنتخب وهو يعيش في نشوة خاصة حالة من الفرح لم يعيشها من قبل، ورغم انه يعد أكثر حراس مرمي منتخب مصر مشاركة في المباريات الدولية برصيد 142 مباراة وحصل علي لقب أفضل حارس مرمي في ثلاثة بطولات أمم افريقيا 2006 وكأس الأمم 2006 وكأس الأمم 2010. يحلم الحضري بتخطي نيجيريا ليعود منتخب الفراعنة الي نهائيات أمم افريقيا التي طالما تألق من خلالها.. ومنذ وصوله الي مدينة كادونا حيث ملعب المباراة وقد استجمع كل خبراته الافريقية مع الأهلي والمنتخب لكي يستخدمها في تلك المباراة بعد ان حصل علي دعم كبير من كوبر المدير الفني الارجنتيني للمنتخب، وتأكد مشاركته كأساسي رغم تصريحاته بأنه لايمانع من أن يكون احتياطيا فالانضمام للمنتخب هو الشرف الذي لايضاهيه شرف. مزق في السمانة بدأ المنتخب التدريبات استعدادا للمباراة الحاسمة، الجميع ممتلء بالحماس والجدية والحضري اكثرهم، وظهر في التدريبات بصورة رائعة وكأنه يلعب مباراة رسمية، فهو لايريد أن يخسر الفرصة التي اقنصها، ولكن حدث ما لايتوقعه الحضري أو أي فرد من أفراد الجهاز الفني خاصة مدربه أحمد ناجي، حيث تعرض الحضري بمزق في السمانة، وتم وضع رباط ضاغط حول «السمانة»، في الوقت الذي قام طبيب المنتخب محمد ابوالعلا بمنح الحضري حقنة خاصة لتسكين الآلام ، وفشل الجميع في إيقاف دموع الحضري.. كوبر وحسن فريد.. وأحمد ناجي. وخرج الحضري من التدريبات وتم استبعادة من المباراة منتظراً اجراء أشعة علي العضلة فور العودة للاسكندرية للوقوف علي امكانية مشاركته في مباراة نيجيريا الثانية ببرج العرب.. وتحسبا لعدم قدرته علي الشفاء تم استدعاء المهدي سليمان حارس سموحة ليكون جاهزا للانضمام للمعسكر في مباراة العودة.