وراء تأهل فلسطين للمشاركة في بطولة الأمم الآسيوية السابقة »استراليا 2015» قصة معاناة كبيرة، بسبب تحكمات وقيود عنصرية وضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام كل أشكال الحياة الفلسطينية وكأنه يريد إلغاء الهوية وكسر الطموح لابناء الوطن الذين يتحملون مرارة الواقع ويحلمون بمستقبل أفضل بالتحرر من »الكيان الصهيوني». وإن كان حلم الاستقلال مازال بعيدا لكنهم يصرون علي التمسك بحلم لعب كرة القدم بحرية، مثل أي شعب في العالم، فهم الآن يخاطبون كل الاتحادات الوطنية في كافة القارات ويتواصلون باستمرار مع الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا»، لفضح الارتكابات الصهيونية في حق الرياضيين رجال ونساء وأطفال، بوضع الحواجز وبإشهار السلاح، وهذا يتعارض مع مبادئ الفيفا، التي تدعو لحرية الكرة في أي مكان. تواجد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب في القاهرة خلال الأيام الماضية، للجلوس مع رئيس »الفيفا» السويسري جوزيف بلاتر، أثناء حضوره لاجتماع الاتحاد الإفريقي »الكاف»، واستكمل معه الحديث عن أزمة الرياضة الفلسطينية وتحديدا كرة القدم بسبب الاحتلال، ليواصل بذلك سلسلة اجتماعات معه للعالم الثالث علي التوالي، لكن تلك المرة كانت مختفلة، فالحديث كان منصبا علي تجميد عضوية إسرائيل من الجمعية العمومية للفيفا، لسلوكها العدائي والعنصري ضد الفلسطينيين، وتقييدها لحرية حركة اللاعبين والفرق الرياضية داخل فلسطين أو إلي خارجها. يريد الجانب الفلسطيني أن يتقدم بطلب رسمي إلي الجمعية العمومية للفيفا » الكونجرس» خلال الاجتماع المقبل يوم 29 مايو في مدينة زيورخ السويسرية، للتصويت علي تجميد عضوية إسرائيل في الاتحاد الدولي، وهذا يتطلب موافق ثلاث إرباع الأعضاء (157 من أصل 209 عضوا)، وهذا رقم ضخم جدا مما يعني أن المهمة صعبة لعرض القضية والمشاكل أمام المجتمع العالمي. خطة التجميد تحدث الرجوب بعد اللقاء ببلاتر عن تفاصيل الخطة الفلسطينية لتجميد إسرائيل دوليا علي الساحة الرياضية، قائلا إن بلاده لن تقبل بالحل الوسط في هذه القضية، نظرًا لما يتعرض له لاعبون شباب من سحل واعتداءات في الملاعب باستخدام المدرعات والسلاح، موضحًا أن الواقع يفوق بكثير ما يروي عبر شاشات التلفزيون. وأضاف أن شرح خلال الاجتماع مع بلاتر كيف تستمر الممارسات القمعية التي تمارس علي الرياضة الفلسطينية، لافتًا إلي أن بلاتر تفهم الوضع تمامًا، لذلك طالبه بوضع حد لتلك الممارسات، التي لا يجب أن تفسد الرياضة وما لها من أهداف سامية. ولن يكون التجميد علي مستوي كرة القدم فقط، لأنه هناك مشروع مماثل سيتم التقدم به للجنة الأولمبية الدولية، ولا بديل عن انتزاع حق الشعب الفلسطيني في ممارسة الأنشطة الرياضية دون قيود. ويدرك الرجوب تماما أن هناك دول لا تتعاطف مع فلسطين لصالح إسرائيل، لكن في الوقت ذاته هناك دولة مؤيدة لنا ومستعدة للتصويت من أجل تجميد الكيان الصهيوني في الفيفا، فهناك مسئولون لا يعلمون طبيعة الحياة الصعبة لأي رياضي فلسطيني بسبب الحواجز والتعنت الإسرائيلي، وبمجرد أن يدركوا الواقع يقفون في صفنا فورا، لذا يقوم حاليا بجولة حول العالم في مصر وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وتحدث مع مسئولي الاتحادات الإفريقية في اجتماع »الكاف»، وهناك تنسيق مع الاتحاد الآسيوي، وكل ذلك من أجل نقل صوت فلسطين، لأن الإعلام الإسرائيلي يضلل الكثيرين للأسف. وأكد أن بلاتر سوف يستدعي رئيس الاتحاد الإسرائيلي يوم 24 إبريل الجاري للحصول علي إجابات منه حول تصرفات بلاده، وأيضا سيشارك بلاتر في اجتماع الاتحاد الآسيوي و4 من أعضاء اللجنة التنفيذية للتوصل إلي حلول. أشكال المعاناة أراد الرجوب نقل جزء من حجم معاناة الرياضيين في فلسطين، ويأتي علي رأسها عدم السماح بالتزود بالمعدات الرياضية من أي جهة بسب التعسف في إجراءات الدخول إلي دولة فلسطين، في إحدي المرات أرسل الاتحاد الأوروبي طرد مليء بالمعدات الكروية من قمصان وكرات قيمتها 8 آلاف يورو، لكن إسرائيل حجزت هذه الأدوات لمدة 16 شهرا، إلي أن دفع الاتحاد الفلسطيني فدية 32 ألف يورو. هذا بالإضافة إلي تأخير سفر بعض أعضاء المنتخب الفلسطيني في أي مشاركة دولية ضمن أجندة الفيفا، بمعني يوافقون علي سفر نصف الفريق والنصف الثاني يتم منعه وبعد انتهاء المباراة يوافقون علي السفر، وأيضا عمليات الاغتيال التي تستهدف اللاعبين وقصف المنشأت الرياضية وإيقاف المباريات واقتحام الملاعب تحت تهديد السلاح، وإصابة لاعبين في منطقة الركبة بالرصاص من مسافة »صفر». كما قامت إسرائيل باقتحام مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالسلاح ومعاملة الموظفين بشكل قاسي، وكان وقتها يتواجد مسئول من الفيفا في إسرائيل، وعندما تم الاتصال به لإخباره بالأمر لم يصدق، لكن تم إسرال لقطات مصورة من الاقتحام فأصيب بصدمة، وأصدر بلاتر وقتها بيانا شديد اللهجة. وعندما قام بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي بزيارة فلسطين وعندما أراد الذهاب للجانب الأردني، رفضت إسرائيل أن نوصله بسيارتنا وأصروا علي أن يستقل سيارة أجرة في مشهد غريب جدا، لذا مشروعنا يتضمن 3 عناصر، الأول كشف ممارسات إسرائيل المتعنتة التي لا تسمح بلعب الكرة، وأيضا التصرفات العنصرية منها سب العرب والمسلمين والتعامل غير الإنساني مع اللاعبين العرب والأندية العربية (عرب 48) داخل إسرائيل، وأيضا الكشف عن وجود 5 أندية إسرائيلية تلعب مبارياتها في أراضي محتلة. الدرع المصري- العربي تحدث الرجوب بشكل كبير عن الدور المصري في مشروع التقدم بطلب للتصويت علي تجميد عضوية إسرائيل في الفيفا، قائلا إن هاني أبوريدة عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي تواجد في الاجتماع مع بلاتر، الذي طلب كافة التوضيحات بشأن التجاوزات الجديدة التي قام بها المحتل العنصري. وطالب جميع الاتحاد العربية في إفريقيا وآسيا أن يجندوا أنفسهم لتأييد طلب فلسطين العادل المشروع بتجميد إسرائيل إلي أن تلتزم، لأن ليس من المقبول استمرار الصمت علي تلك التصرفات العنصرية، فإذا كانت أوروبا تشعر بالذنب بسبب ما يسمي بال»هولوكوست» فالعرب ليسوا مسئولين عن هذا الأمر، وليسوا ملزمين بتحمل تصرفات إسرائيل، ولا يكون هناك تراجع عن هدف وجود كيان رياضي فلسطيني حر. وأيضا أقام الرجوب اجتماعا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، دكتور نبيل العربي، وهو رجل قانون وأبلغنا سيشكل لجنة تتابع مع وزراء خارجية العرب والسفراء في كل العالم لتشكيل عناصر ضاغطة لجمع 157 صوتا المطلوبة للحصول علي موافقة بتجميد إسرائيل، أي 75% من أعضاء الفيفا، وهو يثق في المجموعة العربية والإسلامية في الفيفا بأنها ستساعد، لأنها معركة هوية. كما التقي الرجوب مع وزير الرياضة خالد عبد العزيز الذي يترأس المكتب التنفيذي للاتحاد العربي، وهو تبني مطالب فلسطين، وتشكيل لجنة لتقديم مشروع تجميد إسرائيل يومي 28 و29 إبريل لمجلس وزراء الشباب العرب. كما التقي الرجوب مع رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام، وتناقشا في إمكانية وجود حدثا رياضيا مصري علي أرض فلسطين، وكان هناك استجابة جاري التنسيق لإقامة هذا الحدث في شهر مايو، متمنيا أن يكون هذا اليوم فرصة زحف لفلسطين، من شباب وإعلاميين وكل من يرغب في السفر لفلسطين من فنانين وسياسيين، لمشاهدة كم التصرفات العنصرية والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من تقييد وحواجز وأسوار ونقاط تفتيش، كلها تصرفات لقتل الإنسان والهوية. زيارة فلسطين مؤكدا أن فلسطين تستحق الزيارة، رافضا فكرة أن زيارة فلسطين تعني تطبيع مع إسرائيل، فزيارة المسجون لا تعني الاعتراف بشرعية السجان، فدخول فلسطين لا يتطلب أن أختام إسرائيلية ولن تشاهدوا أي إسرائيلي، فقط الهوية العربية ستكون في استقبالكم. وقال إن العرب والمسلمين ولا العالم كله مطلوب منه الصمت علي تصرفات إسرائيل، يجب التصويت علي إلزام إسرائيل بالتراجع عن التصرفات العنصرية، أو تجميدها ولتذهب إلي الجحيم. أشاد الرجوب الموقف المصري تحديدا خاصة أن مصر بدأ تستعيد قوتها وعافيتها، فوجود مصر في فلسطين أمر مهم جدا، مؤكدا أن حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الاقتصادي بشأن فلسطين ترك أثر إيجابي جدا، فهو قال من يريد التقرب من مصر عليه أن يكون في صف القضية الفلسطينية، مطالبا المصريين بالزحف لإحراج باقي العرب، بمعني إذا تواجد نشاط رياضي مصري في فلسطين سيكون هناك أنشطة عربية أوسع.