تأتي مباراة القمة التي ستقام بعد غد الخميس في ظروف استثنائية في كثير من الجوانب.. تتطلب تعاملا استثنائيا.. فالأمر لم يعد مجرد مباراة كرة قدم عادية.. لكنها تحولت إلي "خناقة" في اجواء ساخنة. ربما كانت البداية منذ قبل انطلاق الموسم.. عندما دخل الناديان الكبيران الأهلي والزمالك في صراع علي ضم مجموعة من اللاعبين.. فاز الزمالك بالعدد الأكبر منهم.. لكن الأمر خلق حالة من الاحتقان بين الفريقين استمرت تداعياتها حتي المشكلة الأخيرة بتبادل الاتهامات وتقديم الشكاوي ضد اللاعبين بالتوقيع لأكثر من ناد.. والتي أدت إلي ايقاف أكثر من لاعب.. لكنها شحنت الطرفين.. وحولت الموقف إلي مباراة اخري.. الكل يريد ان يخرج منها فائزا.. وقبل ان تهدأ ازمة عقود اللاعبين.. كان انتقال مؤمن زكريا لاعب الزمالك الي الأهلي.. هو أحد أدوات التصعيد أيضا.. لأن البعض ومنهم كبار في الناديين يعتبرون أن انتقال لاعب من أحدهما للآخر.. اهانة.. لابد من محوها. وتزيد الأمور تعقيدا بالدخول في معركة الحكام.. الزمالك طالب بحكام أجانب للمباراة.. وعندما طالب الأهلي بنفس الطلب.. غير موقفه.. رافضا الحكام الأجانب.. أو علي الأقل عدم دفع أي مقابل لاستقدامهم.. وكأننا في مدرسة.. وكل طرف يقول "مش دافع"..!! وتحت دعاوي ان الإعلام يتناول لقاءات الفريقين.. ليتم التسخين بالتركيز علي اخر مباراة بين الأهلي والزمالك في بطولة السوبر المحلي والتي فاز بها الأهلي.. وهو أسلوب لايليق في مجال تنافس رياضي.. يدعو الي التحلي بالروح الرياضية. والتسامح.. خاصة وان الالتراس الخاص بكل فريق متحفز جدا. نأتي إلي ظروف المباراة الفنية.. يدخلها الزمالك بلا مدير فني بعد ان "خلع" باتشيكو وترك الفريق.. وتولي المهمة محمد صلاح.. الذي وضع في ضغط عصبي.. لانه مطالب بالفوز والا سيتم الاستغناء عنه.. بينما يدخلها الأهلي بمدير فني جاريدو لم يكتسب ثقة الجماهير ولا الادارة ولا اللاعبين حتي الآن.. والكثيرون يعتبرونه نقطة ضعف الفريق.. والخسارة قد تعجل بالاطاحة به.. لانها تعني ان الفريق ابتعد كثيرا عن المنافسة علي البطولة المفضلة لديه. وعلي الصعيد الأمني.. لاشك ان الجميع يري ما يلم بالبلاد في هذه الفترة الحرجة.. والتي تتطلب تكاتفا وتعاونا.. لان مباراة مهما كانت أهميتها لايجب ان تعطي فرصة للاستغلال في اصابة الوطن بأي جرح في هذه الظروف الصعبة. وسط كل هذه الاجواء تقام المباراة.. ولابد من التذكرة.. انها ليست آخر مباراة بين كبيري الكرة المصرية.. كما ان البطولة كلها ليست اخر البطولات المتنافس عليها.. واننا في ظروف لا نملك فيها رفاهية "الاشتباك" المعتاد علي سبيل "الملاسنة".. والتي كنا نتعامل معها كاحدي طرائف كرة القدم المصرية.