هل يفعلها الامريكي بوب برادلي المدير الفني لمنتخب مصر الاول لكرة القدم ويعفي مجلس إدارة اتحاد الكرة من الحرج ويقدم استقالته من منصبه قبل الاجتماع الذي يعقده المجلس غدا لبحث موقف المنتخب وجهازه الفني بعد الفضيحة الكبري التي وقعت بكوماسي يوم الثلاثاء الماضي بالخسارة من غانا 6 / 1 في تصفيات المرحلة الاخيرة المؤهلة لكأس العالم ؟!!.. مجلس الجبلاية يأمل أن يكون برادلي متفهما للورطة الكبري التي وضع فيها مجلس الجبلاية، خاصة أنه يعلم المشاكل والازمات التي يواجهها الاتحاد المصري خاصة المادية والتي تجعل من الصعب علي المجلس الحالي أن يوفر له قيمة الشرط الجزائي المنصوص عليه بالعقد والذي يقضي بحصول برادلي علي ستة أشهر مضروبة في 45 ألف يورو قيمة الراتب الشهري أي ما يساوي 270 ألف يورو (حوالي مليونين ونصف المليون جنيه مصري) وهو مبلغ من الصعب علي مسئولي الجبلاية توفيره في الوقت الراهن.. وإذا كانت المؤشرات توحي بأن برادلي لن يقدم علي هذه الخطوة ليس فقط لفقده وظيفة ملوكي يقبض فيها ولا يعمل، وإنما لاتصافه بالصفات الاوربية التي لا تعترف في تعاملاتها المادية بالعواطف أو التنازلات لتضحي في أي مليم تراه من حقها، فما البال والمبلغ 270 ألف يورو ؟!!.. وإذا كان هذا الموقف قد يوحي للبعض أن هناك صداما قد يقع بين مجلس الجبلاية وبرادلي، إلا أن كل الانباء الواردة تنبئ بأنها لن تحدث في ظل وجود رغبة لدي غالبية أعضاء مجلس الجبلاية في بقاء برادلي بموقعه حتي الانتهاء من مباراة العودة أمام غانا والمقرر إقامتها يوم 19 نوفمبر القادم بالقاهرة، بل الاغرب من ذلك أن البقاء قد يمتد لحين انتهاء مدة التعاقد، أي في مارس 2014 بما يعني أن برادلي هو الذي سيقود المنتخب المصري أيضا في تصفيات الامم المؤهلة للنهائيات التي تقام في ليبيا 2015.. يأتي هذا في الوقت الذي نفي فيه المهندس هاني أبوريدة عضو مجلس إدارة الاتحاد صحة كل الانباء التي تتردد حول وجود نية داخل الاتحاد لاختيار مدير فني وطني يقود المنتخب في مباراته القادمة أمام غانا، وقال أبوريدة أنه ضد رحيل برادلي الآن رغم فداحة الهزيمة التي تلقاها منتخبنا أمام غانا، مشيرا إلي أن وجود برادلي في مباراة العودة سيكون دافعا قويا لديه لتحقيق أفضل نتيجة بصرف النظر عن الصعود من عدمه، فأبوريدة يري أن إقالة الرجل في هذا التوقيت يسئ كثيرا لسمعة مصر، مشيرا إلي أن الاعلام الخارجي لن ينظر للنتائج بقدر ما ينظر إلي احترام الدول لارتباطاتها وعقودها مع مدربيها ولاعبيها.. كذلك يري أبو ريدة أن برادلي وجهازه واجهوا ظروفا غير طبيعية في الفترة الماضية كانت كفيلة بأن تعرض أي جهاز فني لما تعرض له ذلك الجهاز في المباراة الاخيرة، هذا فضلا عن أن المنافس وهو غانا منافس لا يستهان به ويعد أحد أقوي المنتخبات الافريقية في الوقت الحالي، أضف إلي ذلك أن غانا لديها أكثر من مائتي محترف في أوربا منهم حوالي 45 لاعبا يلعبون للاندية المصنفة رقم واحد.. وبعيدا عن القرار الذي ينوي مجلس الجبلاية اتخاذه في اجتماع الغد، إلا أن المؤكد أن الاجتماع قد يشهد خلافا حادا بين الاعضاء ويعيد فتح جراح ظن البعض أنها اندملت كلها متعلقة بالمنتخب، ولعل منها قصة الاشراف علي المنتخب، وهي المهمة التي كان يراها البعض ترفا لا يستحق فعله، فبعد أن كان قد تم الاستقرار علي اختيار الكابتن حسن فريد نائب رئيس الاتحاد مشرفا علي المنتخب راح البعض يرفض ويعارض هذا الاشراف بدعوي عدم الحاجة إليه، وهو ما ظهر أنه موقف خاطئ وأثبتت الظروف والمواقف الحاجة الماسة إلي وجود المشرف علي المنتخب بصرف النظر عن اسمه، المهم يوجد من يحل الازمات والمشاكل العديدة التي واجهها المنتخب في الفترة الاخيرة من صراعات مستمرة بين أعضاء الجهاز، وخلافات وأزمات حادة بين اللاعبين ولعل أخرها ما حدث في كوماسي عقب المباراة لما تشاجر اللاعبان حسام غالي ورامي ربيعة واحتد الشجار ليصل إلي استخدام الايدي.. وعليه فمن المحتمل أن يراجع مجلس الجبلاية نفسه في قرار الاشراف مرة أخري.. الاثار المترتبة علي الهزيمة الكبيرة من غانا لن تقف عند حد الفضيحة وقرب ضياع حلم الوصول إلي المونديال، وإنما ستتخطي ذلك لتصل الي خراب الديار، حيث المتوقع أنها ستؤثر سلبا علي قيمة عقد أديداس الذي ينتظر أن يوقعه الاتحاد خلال الايام القليلة القادمة، فالاتفاق السابق مع الشركة كان يقضي برعاية الشركة العالمية للمنتخبات المصرية لدورتي كأس عالم مقابل ما يقرب من 153 مليون جنيه، وهو مبلغ كان كفيلا بحل كل الازمات المالية التي يعانيها الاتحاد في الوقت الحالي.