ستكون دورة وادي النيل مفيدة بكل المعايير.. بل أنها جاءت في وقتها تماما. كان البعض ينظر إلي هذه الدورة علي أنها تحمل أهدافا سياسية نبيلة.. ولكن اثبت الواقع أن الأهداف كثيرة ومتنوعة.. ربما جاءت سياسيا علي أروع ما يكون وبداية طيبة لعلاقات أكثر قوة ومتانة مع دول وادي النيل.. ولكن في المقابل عن مكاسبها الفنية حدث ولا حرج. لم يستفد حسن شحاتة فقط من الدورة ولكن سيستفيد كل المديرين الفنيين.. فهم سيجربون، وسيدفعون بعناصر جديدة، وسيكتشفون نجوما لهم مستقبل، وسيقفون علي خطط مختلفة، وأشياء أخري في حساباتهم قد لا يعرفها غيرهم. وبغض النظر عن المنافسات التي ستنتهي حتما لصالح منتخب مصر للفوارق الكثيرة مع الأصدقاء، إلا أن مكاسب »البروفات« أكبر بكثير. لعلها فكرة رائعة من المجلس القومي للرياضة، ومن اتحاد كرة القدم أن يلتقي منتخبات وادي النيل علي أرض مصر.. هبة النيل. والمؤكد أن البطولة ستستمر، ومن الممكن أن تجري كل عام.. أو عامين.. وكم كنت اتمني فعلا مثل غيري ألا تجري كل المباريات بالقاهرة، وانما يتم نقل بعض اللقاءات إلي أسوان وأخري في الأقصر.. وفي أسيوط.. بحيث تكون المنافسات علي ضفاف النيل وهو ما يعني أنه لم يكن مطلوبا أن تشهد مدن أخري علي ساحل البحر المتوسط، أو البحر الاحمر مباريات لأن الأمر يرتبط بالنيل. علي كل الأحوال.. هي دورة أو بطولة جيدة.. وأجمل ما فيها أنها بدون شد أو ضغط عصبي لذلك فوائدها كثيرة جدا. أحسن اتحاد كرة القدم صنعا عندما ألغي تماما فكرة اقامة الدوري البديل.. وفي المقابل يمكنه أن يوفر مساحات زمنية في الموسم القادم لدورة مثل وادي النيل.. وبعض الفترات البسيطة لكي تستضيف الاندية الكبيرة فرق أندية من أوروبا.. مثلما لعب الاهلي مع ريال مدريد وبنفيكا وأن يلعب الزمالك مع وستهام - الله يرحمه - وانترناسيونال.. وأن يلعب منتخبا لاهلي والزمالك مع توتنهام.. مثلا. يبدو أن توقف الدوري سيكون مفيدا لبعض الفرق التي تعاني من مشاكل.. ولعل الاتحاد السكندري تحديدا هو أكثر الفرق التي أصبحت في حاجة لأن تتعافي لأنه لا يليق بزعيم الثغر أن يحتل المركز الأخير في المسابقة وهو الذي كان مرعباً في وقت من الأوقات. السوق المحلي مليء باللاعبين الممتازين، ولكن ما هو النادي الذي سيفرط في لاعب بحاجة إليه سواء كان يطمح في منافسة أو يحلم بالبقاء؟