"فهم عميق لطبيعة الواقع المصري والحلول الاقتصادية اللازمة لوضع مصر على الطريق الصحيح"، " قادر على حل مشاكل الطبقة العاملة، وقيادة البلد نحو مستقبل أفضل"، "نرى فيه القشة التي ستنقذنا من الغرق"، "عبد الفتاح السيسي منعوت بسين السعود الذي تستقر أحوال الكنانة على يديه بعد معرفة"، كلها عبارات جاءت في مدح قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ودعوة لانتخابه في صناديق الاقتراح في تمثيلية الرئاسة. فهذه هي النبرة التي يطل بها علينا بعض مسئولي المؤسسات من مؤيدي قائد الانقلاب في حملته الانتخابية بمسرحية الرئاسة. لكن اللافت في كل هذا الأمر، أن المشير لم يقدم برنامجه الانتخابي حتى الآن، كما لم يطلع عليه أحد من حملته، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلا: علي أي أساس بنيت هذه التصريحات؟ فقد صرح أسامة عبد اللطيف، رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية المصرية، أن إجماع العمال على دعم المشير عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة لصدقه في طرح المشاكل العمالية ووضع الحلول الخاصة بها. وقال عبد اللطيف في تصريحات صحفية له "السيسي" قادر على حل مشاكل الطبقة العاملة، وقيادة البلد نحو مستقبل أفضل يضمن لهم حياة كريمة. وأعلن اتفاق الاتحادات العمالية، على تشكيل غرفة عمليات بمقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، في 90 شارع الجلاء لحث العمال في الشركات والمصانع وحشدهم لتأييد السيسي، وتنظيم مؤتمرات جماهيرية في القاهرة والمحافظات. فيما صرح عبد الفتاح إبراهيم، رئيس اتحاد عمال مصر عن تأييد الاتحاد للسيسي "تأييدنا للمشير السيسي لأننا نرى فيه القشة التي ستنقذنا من الغرق"، لافتًا إلى أن دعم السيسي يأتي من منظور وطني؛ إذ إن الرجل يتمتع بصفات القيادة والخبرة، وهو ما تحتاجه مصر خلال الفترة المقبلة، بالإضافة لانحيازه للطبقة الفقيرة ومن بينهم العمال الذين ظلموا كثيرًا. تأتي هذه التصريحات في قت تتوالى فيه الاحتجاجات العمالية للمطالبة بتنفيذ الحد الأدنى للأجور بالإضافة لمطالب أخري لعمال الشركات والمصانع الخاصة وهو ما عده مراقبون لعب على وتر العاطفة؛ لدفع العمال انتخاب المشير قائد الانقلاب بمسرحية الرئاسة القادمة، وإبراز تأييده من كافة طبقات المجتمع وعلى رأسها العمال والفلاحين. ومن جانبه، قال عبد الله المغازي البرلماني السابق إن قرار المشير عبد الفتاح السيسي بترشح لرئاسة الجمهورية، مؤكدا أنه لا يحتاج إلى دعاية انتخابية فهو يتمتع بشعبية كبيرة لأنه مكلف من الشعب المصري. وأكد المغازي في لقاء تلفزيوني له – أن السيسي قادر على حل المشاكل في مصر من خلال خبرته الكبيرة ولكن لن يتم حلها في أيام أو شهور فقط بل سنوات. وبدوره، قال الشيخ سامح حمودة، القيادي بالدعوة السلفية إن حوار المشير عبد الفتاح السيسي كشف عن قدرة وفهم عميق لطبيعة الواقع المصري والحلول الاقتصادية اللازمة لوضع مصر على الطريق الصحيح - على حد تعبيره - مضيفا أن المشير يعرف كل شبر في مصر ويدرسه جيدا بصفته كان وزيرا للدفاع وهو ما ظهر بشدة في حواراته ولقاءاته. فيما قال محمود بدر، عضو ما تسمي بحركة تمرد في مؤتمر لتأييد قائد الانقلاب بحملته الانتخابية أن الفترة المقبلة لن يستطيع أحد أن يلعب بمشاعر المصريين، موجها حديثه لأهالي منشأة ناصر والجمالية قائلا "انتخبوا السيسي رئيس بحجم أحلامكو، جايين نقولكوا إنه فى عهد السيسي مافيش صخرة هتقع تاني عليكوا". ولم تتوقف تصريحات مؤيدي المشير عند ذلك الحد بل توصلت - -بحسب خبراء - لحد الجنون أحيانا بشخصه وكأنه المنقذ الأوحد لمصر والذي يملك عصا سحرية لحل مشاكلها برغم أن ما قدمه من حلول لأبرز الأزمات التي تواجهها مصر لا ترقي لحل أزمة منطقة بمصر. فقد توقع الفلكي المصري أحمد شاهين، تمكن الجيش المصري من "تحرير القدس" العام القادم، وكسر الغطرسة الإسرائيلية. وكشف "شاهين" عن مفاجأة، حسبما ذكر موقع يونيم ،وهي أن المشير عبد الفتاح السيسي المنعوت بالقائد الفاتح هو من يقود الجيوش المنتصرة قائلا إن عبد الفتاح السيسي منعوت بسين السعود الذي تستقر أحوال الكنانة على يديه بعد معرفة "سر دمياط" كما في نص النبوءة التالية:" سين السعود.. وبرق الرعود.. أبرز لهم سلاح الحكمة.. وعين الحطمة.. قد أوديت لك نصيحة التمكين.. وتجاوزت ما بيننا من السنين.. مع اكتمالك لحرف العين.. بعد معرفة سر دمياط.. تخشع كل الأصوات"! وبعد تعرضه لانتقادات واسعه بعد لقاء تلفزيوني له خاصة وأنه بدا واضحا أنه يفتقد للرؤية السليمة لحل أزمات مصر ومواجهتها، وهو ما عده المراقبون افتقاده بشكل كامل لأي برنامج انتخابي. غير أن حملته ردت على ذلك بتوزيع ما يسمي ملخص البرنامج، بزعم أن البرنامج الانتخابي للمشير سر، لا يمكن الكشف عنه، رغم أنه لم يتبق سوى أيام على مسرحية الرئاسة. فيما نشرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تقريرا عن حوار المشير عبد الفتاح السيسي المرشح للانتخابات الرئاسية، على قناتي "ي بي سي" و"أون تي في"، وقالت إن السيسي أظهر جانبا عاطفيا في حديثه واستخدم في كثير من الأحيان جملة "التوكل على الله" والحاجة إلى العودة إلى القيم الأخلاقية، مع التأكيد على التسامح والاعتدال، كما أنه كثيرا ما يوجه نداءات محددة للمرأة، قائلا إنها يجب أن تشارك في تنمية المجتمع. وأبرزت الوكالة قول المشير، إن جميع الفتيات في مصر بناته مع ابتسامة خجولة مشيرة إلى أن السيسي قدم نفسه باعتباره ضابطا قويا قادرا على حل المشاكل المتفاقمة في البلاد. فهل يملك قائد الانقلاب حقا برنامجا انتخابيا؟ أم أنها تصريحات رنانة للعب بمشاعر البسطاء من ملايين المصريين؟ وغير أن الكثير من السياسيين أجابوا عن التساؤل بأن المشير حقيقة لا يملك برنامج انتخابي ليقدمه للمصريين وهو ما بدا واضحا من إجاباته عن حل الأزمات التي تواجهها مصر في اللقاءات التلفزيونية التي أجراها. وقال محمد بدران - عضو المكتب السياسي للحملة الانتخابية للسيسي إنه لم يطلع على البرنامج الانتخابي للسيسي خاصة الجزء المتعلق بالشباب، مشيرا إلى أنه قدم بعض المقترحات والحلول لعدد من المشكلات. بينما تعجب خالد داوود، المتحدث باسم حزب الدستور الليبرالي من عدم عرض عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب حتى الآن برنامجه الانتخابي، واستنكر عدم ظهوره مع الجماهير في الأماكن العامة. وقال داود في برنامج القاهرة اليوم: "السيسي يقتصر على المقابلات التليفزيونية المنظمة المسجلة، والتي تم منتجتها، وكذلك وفود تذهب له في سرية"، وتساءل: "هل هذا أسلوب مناسب لمرشح؟". وأضاف المتحدث باسم حزب الدستور، قائلا: "لا في برنامج انتخابي، ولا في مقابلات تليفزيونية مباشرة، ولا في لقاءات جماهيرية، وكل ما يفعله مقابلات مسجلة ووفود تذهب له". وهو ما ذهب لتأكيده القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي أبو العز الحريري، قائلا إن الحقيقة التي لا يجب أن يتغافل عنها أحد أن الفريق السيسي ليس له برنامج يوضح رؤيته لواقع مصر وكيف يمكن النهوض بها من عثرتها في المدى القصير والمتوسط وطويل المدى، موضحًا أن رغبة الجماهير في ترشح السيسي، مطلب في ظروف خاصة يجب ألا يغتر بها. وبدوره قال حسن شاهين، أحد مؤسسي حركة تمرد، إن السيسي - حتى الآن - لا يملك أي برنامج انتخابي، وما زعموا من أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل يضع برنامج المشير مع فريق متخصص، خرج هيكل ونفاه. وبرغم نفي حملة المشير ذلك والتأكيد على أنه يمتلك ذلك البرنامج حيث قال عبد الله شاهين المتحدث الرسمي للحملة منذ أيام إن التيارات الزاعمة أن المشير لا يملك برنامجًا انتخابيًا لا يرون ولا يسمعون لأن المشير تحدث في لقاءاته المختلفة عن ملامح برنامجه كثيًرا". غير أن ذلك النفي والتأكيد على حديث المشير عن ملامح برنامجه لم يتبعها ظهور لذلك البرنامج الانتخابي حتى الملامح التي تحدثت عنها الحملة رد عليها نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية في هاشتاج "قدم حلول كأنك السيسي". ففي رد واضح على الحلول التي قدمها المشير في لقاءاته التلفزيونية، ولما قالت عنه حملته الانتخابية أنها ملامح برنامجه؛ دشن نشطاء هاشتاجا ساخرا يحمل عنوان "قدم حلول كأنك السيسي" لتبادل الآراء وطرح الأفكار المقترحة لحل مشاكل الوطن على طريقة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. وجاءت مشاركة أحد النشطاء لحل مشكلة البطالة كالآتي: "إحنا نستورد عربيات "ميتسوبيشي" ونفكك كل عربية ونوزع العربية من دول على "100" شاب كل واحد ياخد "سوبيشي" وهترزق إن شاء الله!". فيما اقترح أحمد أسامة حلا سحريا لحل لمشكلة البطالة قائلا: "نجيب لكل شاب معزة- أرخص من عربيه الخضار -يدور بيها في الصحرا يمكن يتوه ونخلص منه وبكده نقضي ع البطالة والشباب مرة واحدة". أما أحمد عمار فقال إن حل مشكلة الكهرباء سهل وبسيط على طريقة السيسي، وهي "إن كل المصريين يسافروا برة البلد، ويطفوا الأنوار، وهما مسافرين وبكده نكون حلينا أزمتين في أزمة واحدة.. الإسكان والكهرباء". فيما قال محمد الخطيب عندي اقتراح لمشكلة توفير الأكل: "نام وإنت رافع –لا مؤاخذة- رجلك لفوق ومنزل راسك تحت عشان الأكل ميتهضمش بسرعة وبالتالي توفر أكل لمصر". أما المنشد الشاب محمد الصنهاوي أيضا شارك في هاشتاج "قدم حلول كأنك السيسي" لكنه شارك بتدوينة مؤثرة وحزينة قائلا: "تخيل لو عسكري من اللي بيضرب رصاص وبيقتل المتظاهرين وفر الرصاص ده عشان مصر.. شوف هانكسب قد إيه".
