أكدت دكتورة أميرة أبو الفتوح - رئيسة وحدة الحقوق الثقافية بالمركز القومي لحقوق الإنسان - أن الإعلام يهمل الجوانب الايجابية وأي انجاز يحدث في البلاد ، كما انه لا يسلط الضوء علي النماذج المضيئة في المجتمع ، مضيفة انه يركز فقط علي السلبيات التي تبث روح اليأس والإحباط. وأضافت أبو الفتوح خلال انعقاد ورشة عمل للمجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، بعنوان الإعلام وحقوق الإنسان"- أن سيطرة الإعلاميين علي البرامج جعلتهم يتحولون لزعماء سياسيين وقادة رأي يأخذون موقفا عدائيا من الضيف بل محاولة فرض الرأي عليه وعلي المشاهد ، مشيرة إلي هذا الرأي غالبا ما يكون رأي صاحب القناة. وحذرت من خطورة تأثير المال في السياسة الإعلامية للقناة التي يملكها رجل الأعمال وأسمته ب "زواج الإعلام ورجال الأعمال" ، مشيرا إلي أن لكل قناة أجندتها الخاصة ورجل الأعمال ليس جمعية خيرية لكي يصرف كل هذه الأموال بلا مقابل . وأكدت رئيسة وحدة الحقوق الثقافية أن الحرية مسئولية والتزام ورقابة ذاتية نابعة من داخل الفرد تجاه مجتمعه ، مضيفة أن الحرية تقف عند ما يؤذي الآخرين ويعكر صفو المجتمع. وأطلقت علي برامج التوك شو "تسونامي التوك شو" لأنها تجتاح الفضائيات وأغرقت المصريين ، مشددة علي ضرورة تصحيح مسار "الغوغائيات"- في إشارة للتوك شو. من جانبه قال الإعلامي عمرو الليثي أنه حدث تحول جذري علي صعيد حرية وسائل الإعلام في التعبير عن الرأي ، فالأول مرة تقوم العديد من وسائل الإعلام المستقلة والحكومية بانتقاد أداء الحكومة ، والمطالبة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، دون أن يكون ذلك سببا في غلق صحيفة أو استبعاد صحفي أو سحب أعداد صحيفة من السوق. وأضاف الليثي أن الأفراد والمؤسسات تتمتع اليوم بالحرية الكاملة علي الرغم من ما تشهده مصر من أحداث تؤكد أن هناك بعض الفئات تحاول أن تقضي علي مكتسبات ثورة 25 يناير، وان هناك فئات لم تقنع بعد بالتغيير الحادث. وأكد أنه علي الرغم من البيئة السياسية المشجعة لتطوير أداء الإعلام المصري الحكومي والمستقل إلا أنه لم يكن عن مستوي طموح الشعب المصري الذي توقع أن تحدث ثورة في وسال الإعلام المصرية. في السياق نفسه ، قالت الدكتور منال أبو الحسن، مدرس الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، وأمينة المرأة بحزب الحرية والعدالة، أن ممارسة الحرية الإعلامية لا يحول دون مراعاة المسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمهنة ، مشيرة إلي أن هناك ارتفاع في مستوي الشعور بالمسئولية الأخلاقية رغم انخفاض نسبة القائمين بالاتصال الذين اطلعوا علي ميثاق الشرف الصحفي . وأضافت أن دور رئيس العمل له دور في صنع القرار الأخلاقي للقائم بالاتصال يليه سياسة المؤسسة نفسها. أتي ذلك خلال ورشة عمل أقامها اليوم المجلس القومي لحقوق الإنسان برئاسة رئيس المركز المستشار حسام الغرياني ، وبحضور عدد من الأكاديميين والإعلاميين ، منهم دكتور بسيوني حمادة أستاذ الإعلام الدولي، ودكتور صفوت العالم أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة، والإعلامي وائل قنديل وأيمن عزام والإعلامي جمال الشاعر.
