شهدت الساعات القليلة الماضية تحركات حزبية وجبهات من أجل إعلان تأييد السيسي، بعد إصداره أمس قرارًا جمهوريًا، بقانون الهيئة الوطنية للانتخابات. فقبل إعلان ترشحه لفترة رئاسية ثانية، سارعت الأحزاب المؤيدة له لإعلان تأييده، كما شهد مجلس النواب تحركات برلمانية للحشد له في الانتخابات. قانون الهيئات الوطنية للانتخابات وأصدر عبد الفتاح السيسي، أمس الإثنين، قانونا بشأن الهيئة الوطنية للانتخابات، ونشرت الجريدة الرسمية «الوقائع المصرية»، القانون الذي ينص على «أن الهيئة الوطنية للانتخابات هيئة مستقلة لها شخصية اعتبارية بالاستقلال الفني والمالي والإداري ويكون مقرها الرئيسي محافظة القاهرة، ويجوز لها عند الضرورة أن تعقد اجتماعاتها في أي مقر تحدده ويجوز بقرار من رئيس الهيئة بعد موافقة المجلس إنشاء فروع لها في الداخل». كما ينص القانون على أن «الهيئة تختص دون غيرها بإدارة الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية وتنظيم جميع العمليات المرتبطة بها والإشراف عليها باستقلالية وحيادية تامة على النحو الذي ينظمه هذا القانون ودون التدخل في أعمالها أو اختصاصاتها». وبحسب هذا القانون ينتهي الإشراف القضائي على الانتخابات الرئاسية، وتصبح تحت سيطرة هذه الهيئة. ومن المنتظر أن تبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات عملها مباشرة وتعلن فتح باب الترشح ثم الكشف الطبي الذي يليه الطعون، ثم تجهيز الجداول الانتخابية وتحديد الدوائر الانتخابية. دعم حزبي وأعلنت خلال الساعات القليلة الماضية عدد من الأحزاب دعمها لعبد الفتاح السيسي بشكل متتابع، مما يوحي بتحركات داخل أجهزة الدولة للتمهيد لإعلان السيسي ترشحه لانتخابات الرئاسة. وأعلن حزب المؤتمر دعمه لعبدالفتاح السيسي مساء أمس، بحسب الربان عمر صميدة رئيس الحزب. وأكد الحزب عدم الدفع بمرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراءهاا في النصف الأول من العام المقبل، مؤكدًا أنهم يطالبون السيسي بالترشح لفترة رئاسية جديدة. وقال صميدة في مؤتمر صحفي، إنهم سينظمون حملة على مستوى الجمهورية، يتم التنسيق فيها مع جميع الأمانات الجغرافية للحزب للترويج للسيسي على أنه مرشح رئاسي محتمل وتعريف الناس بإنجازاته. كما اتخذ حزب المصريين الأحرار نفس الموقف، حيث أعلن الدكتور عصام خليل رئيس الحزب تأييدهم لترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية. وقال الحزب في بيان له في السادس والعشرين من يوليو الماضي، إن الرئيس السيسي هو مرشح «المصريين الأحرار» في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مضيفا أنه يعلن «بكل فخر تأكيد وتأييد كل قيادات (المصريين الأحرار) للرئيس للتفويض في مواجهة الإرهاب». وفي 29 يوليو الماضي اتخذ الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد، موقفا مشابها، مؤكدا أن حزبه لن يكون له مرشح من أبنائه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال البدوي في تصريحات صحفية إن الانتخابات الرئاسية ستكون خلال فترة رئاسته للحزب التي ستنتهي في يونيو القادم، وأنه سيرشح السيسي لفترة رئاسية ثانية. كما قال اللواء محمد الغباشي مساعد رئيس حزب حماة الوطن، الذي يمثل الكتلة الرابعة في البرلمان بواقع 18 نائبا، وأحد أعضاء ائتلاف دعم مصر، إن حزبه يعلن دعمه الشديد لترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية جديدة. وأشار الغباشي إلى أن الحزب يجهز برنامجا منظما في حالة ما إذا أبدى الرئيس السيسي نيته في الترشح لفترة جديدة مؤكدًا أن الحزب سيكون الداعم الأقوى للرئيس من خلال عرض إنجازاته في الفترة الرئاسية الأولى. تحركات برلمانية رغم حصول مجلس النواب على إجازته وتوقف دورات انعقاده، إلا أن الساعات القليلة الماضية شهدت تحركات برلمانية للحشد لدعم السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم تكتف الكتل البرلمانية بإعلان أحزابها تأييد السيسي وسارعت داخل المجلس لإعلان تأييدها للسيسى، كما شهد المجلس تحركات للحصول على التأييد من النواب. وأكد ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية البرلمانية، ب350 نائبًا من أصل 596، على تأييده للسيسي في خوض انتخابات الرئاسة، وجاء إعلان الائتلاف على لسان النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسمه. وقال صلاح حسب الله إن الائتلاف يطالب السيسي بأن يسارع بإعلان ترشحه، مؤكدا أن «الشعب المصرى مؤيد للسيسي والائتلاف بصفته ممثل عن قطاع كبير من الشعب المصرى، يعمل على تأييده لمواصلة برنامجه فى محاربة الإرهاب والإصلاح الاقتصادي». وعن دور الائتلاف في دعم السيسي أوضح حسب الله، أن الائتلاف على أتم الاستعداد لتقديم توكيلات شعبية أو تأييدات نيابية من الأعضاء لدعم السيسي في الترشح مثلما يطلب الدستور. كما لم يكتف حزب المصريين الأحرار بإعلان تأييد فقط، بل سارعت هيئته البرلمانية بإعلان تأييدها له، حيث يملك الحزب الهيئة البرلمانية الحزبية الأكبر تحت القبة والمقدرةب 65 نائبًا، التوافق مع ائتلاف دعم مصر، بشأن دعم السيسي، وأعلن علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية تأييد السيسي. الموقف نفسه أعلنه حزب مستقبل وطن الذي يملك ثاني أكبر هيئة برلمانية يتواجد بها 51 نائبًا، وهو ما عبر عنه رئيس الحزب ورئيس هيئة البرلمانية أشرف رشاد، مؤكدا على أن الشعب المصري يقف خلف الرئيس ويدعمه لجولة الرئاسة القادمة. النائب صلاح عقيل، القائم بأعمال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، أعلن دعم الهيئة للسيسي، في الانتخابات، مثلما تحدث رئيس حزب السيد البدوي، بشأن دعمه له أيضا، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الهيئة العليا لحزب الوفد، مطالبين بضرورة أن يكون قرار الحزب مؤسسي وليس بصفة فردية مثلما فعل رئيس الحزب والهيئة البرلمانية.
