يعاني أكثر من مائتي مليون شخص من حالات ضعف في الرؤية، بين متوسطة وشديدة؛ ويتوقع باحثون ارتفاع معدلات الإصابة بالعمى بين البشر في جميع أنحاء العالم إلى ثلاثة أمثال ما عليه الآن بحلول عام 2050. وكشف الباحثون في دورية «لانسيت غلوبال هيلث» أنّ حالات العمى سترتفع من 36 مليون شخص إلى 115 مليونًا في عام 2050، خاصة مع نقص الدعم والتمويل أو تحسين طرق العلاج. كما أرجع العلماء ارتفاع متوسط أعمار البشر سببًا رئيسًا في زيادة عدد حالات الإصابة. وأوضح روبرت بورن، رئيس فريق البحث والأستاذ بجامعة أنجليا روسكين، أنّه حتى ضعف البصر الخفيف يمكن أن يؤثّر بشكل كبير على حياة الشخص؛ لأنه يؤثر على استقلاليتهم، فغالبًا ما يعني أنّ الناس يمتنعون من القياد بجانب التقليل من الفرص التعليمية والاقتصادية للمصابين. ويبلغ عدد المصابين بالعمي في جنوب آسيا 11.7 مليون شخص، بينما يتراجع هذا الرقم إلى 6.2 ملايين في شرق آسيا، ويصل إلى 3.5 ملايين في جنوب شرق القارة؛ حيث تعد مناطق جنوب آسيا وشرقها الأكثر تأثرًا بضعف البصر، كما أنّ أجزاء من جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا فيها معدلات مرتفعة على نحو استثنائي. الحلّ وتوضح الدراسة أنّ الحل في تحسين الاستثمار في طرق العلاج؛ مثل جراحة إعتام عدسة العين (الماء الأبيض)، وضمان حصول الناس على النظارات الطبية المناسبة لتصحيح الرؤية. وأضاف «روبرت» أنّ «التدخلات العلاجية توفّر عوائد للاستثمار، وهناك تدخلات تكون أكثر سهولة في المناطق النامية»، موضحًا أنّ طرق العلاج غير مكلفة ولا تتطلب بنية تحتية خاصة، وتوفر للدول ما أنفقته عندما يعود الناس إلى قوة العمل. وذكرت مؤسسة «سايت سافرز» الخيرية، التي تعمل في أكثر من ثلاثين دولة في محاولة للقضاء على العمى الذي يمكن تجنبه، أنها تشهد ارتفاعًا في حالات مثل إعتام عدسة العين.
