لم يكن غريب على من مولوا انقلاب عبدالفتاح السيسي على الرئيس محمد مرسي، هم أنفسهم من يتحدث الآن عن شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فمصالح البلاد هنا تحكم، لكن الأغرب أن يتحدث السيسي نفسه عن شرعية رئيس آخر ويدعو لتحريك الجيوش والأساطيل للحفاظ على تلك الشرعية، طمعا في حفنة "رز" إضافية من الخليج. "ندعم عسكريا وسياسيا شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي"، كان ذلك ملخصا لكلمة عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب في القمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ، السبت، ولم يترك السيسي خلال كلمته وهو المنقلب على رئيس شرعي، مناسبة دون أن يبدي تأييده لنظام الرئيس هادي. الأمر الذي اثار استهجان الحوثيين انفسهم حيث قالوا لحكام العرب: "تدعمون انقلاب مصر بالأمس وتقفون مع ما تقولون أنه شرعية باليمن؟ وقالوا للسيسي : كنت معنا بالأمس واليوم تقف ضدنا؟ وعلق الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين على مشاركة السيسي في التحالف الداعم لشرعية الرئيس اليمني عبدالهادي منصور ضد مليشيات الحوثي في اليمن: "والسؤال هل يمكن ان ينقلب علي الشرعية في مصر ويؤيدها في اليمن ؟ الخائن يتحرك كمرتزقة حيثما توجد مصلحته وهكذا تحولت مصر والاحداث ستثبت ذلك"، حسبما ذكر في تدوينة بموقع "فيس بوك". مصطفى البدري، القيادي بالجبهة السلفية، رأى أن عملية عاصفة الزحف، لا علاقة لها بصراع السنة والشيعة، أو الحفاظ على الشرعية، وأن من يقول ذلك جاهل جهول مجهال. وقال البدري ل"رصد" إن الحكومات العربية والإسلامية تابعة بالكامل للمشروع الصهيوأمريكي، وإيران صاحبة مشروع توسعي صفوي ومتحالفة مع روسيا والصين، والأمة بشعوبها المستضعفة المنهوبة الثروات صاحبة التضحيات والثورات. وأضاف البدري أن هناك اتفاقا بين التحالف الصهيوأمريكي والإيران على إلا تصبح الشعوب العربية مستقلة أو صاحبة إرادة، وما دون ذلك يختلفون فيه ويتصارعون فيما بينهم عليه ويقتتلون أيضا من أجله. وأشار إلى أن نتيجة ذلك، دخولنا في حرب لا ناقة لنا ولا جمل من معركة مصالح ونفوذ شخصية المنتصر فيها سيفرض إرادته على الشعوب المقهورة دون أن يرقب فيها إلًّا ولا ذمة. وأختتم: "أُذَكّر بأن مبادرة الخليج هي سبب إجهاض الثورة اليمنية واحتوائها وتفريغها من مضمونها ، تلك المبادرة المشؤومة التي حَمَت المجرم علي عبد الله صالح وجاءت بنائبه رئيسا لليمن بعد الثورة". المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة، أكد أن الشئون المعنوية تعمل على قدم وساق لتعديل خطابات السيسي، فأصبحت لغة خطابه أفضل رغم غباءه الشديد في اللغة العربية والأخطاء الفادحة النحوية التي تسىء لمصر أن هذا السيسى يمثلها. وقال ل"رصد" إن السيسي اليوم لم يسوق إلا الكلمة التي لا يعرف غيرها الإرهاب، أما ماعدا ذلك فنحن أمام مهزلة وخيانة وتناقض، فحديثه عن سوريا يوضح علاقته بالطاغية بشار في دعمه للمعارضة المعتدلة، وحديثه عن فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية يدل على عمالته للصهاينة بشكل واضح وصريح". وأشار إلى أنه من قمة المهازل إلصاق السيسي نفسه بتحالف دعم شرعية هادى، رئيس اليمن، ومشاركته في دعم هذه الشرعية في ارتزاق واضح للكفيل الخليجي كما ظهر في بيان رئاسته الذي ذكر فيه صراحة إعلان المشاركة اتساقا مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي في فجاجة دنيئة للتبعية للكفيل، رغم أنه لم يدعى ولم يستشر وتمت الضربة الأولى لعاصفة الحزم". واختتم شيحة: "المهزلة الإعلامية لمطبلي السيسي وهى تطبيلهم لتجاهل دعوة تركيا لحضور القمة، وكأنهم يخاطبون أناس من كوكب آخر لا يدركون أن تركيا ليست عضو في القمة العربية وليست دولة عربية، تماما كما تحدثوا عن الأسطول الإيراني الذي أفزعه الأسطول المصري، لا أتصور كم الكذب، تشعر أنهم يتنفسون كذب ويعيشون الكذب