اختفى مصطلح "المناطق الآمنة" في اليمن، حيث أحداث العنف المتسارعة، وبخاصة على 4 جبهات هي الأكثر اشتعالًا منذ اجتياج ميليشيات الحوثي (جماعة أنصار الله) للعاصمة صنعاء. واشتعل الصراع في العديد من المحافظات اليمنية، نتيجة الممانعة الشديدة التي يُقابلها الحوثيين من قبل أهالي تلك المناطق، خصوصًاً ذات التركيبة القبليّة التي ترفض سيطرة المسلحين على أراضيها. وفي تقرير نشرته وكالة أنباء الأناضول، كانت المناطق الأكثر اشتعالًا شرقي وجنوبي ووسط اليمن: 1- مأرب (شرقي اليمن) منذ أشهر تحاول جماعة الحوثي السيطرة على مأرب، إذ دارت اشتباكات بينها ورجال القبائل، من جهة محافظة الجوف شمالاً، لكن الجماعة فشلت في ذلك. ويبدو أن الحوثيين غيروا استراتيجيتهم فيما يخص جبهة مأرب، فمنذ 3 أيام حشد الحوثيون مسلحيهم على تخوم مأرب من الجهة الجنوبية على الحدود مع محافظة البيضاء، وتحديدًا في منطقة قانية، بمديرية ماهلية، إذ تدور معارك ضارية راح ضحيتها العشرات من الطرفين. وتكمن أهمية مأرب، في وجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيسي لضخ النفط من حقول صافر بالمحافظة، إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد. كذلك يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة الواقعة جنوب اليمن، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية (الكهربائية) التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية. 2- تعز (وسط اليمن) تعتبر العاصمة الثقافية لليمن، وكبرى مدنه من حيث التعداد السكاني، ومنها انطلقت شرارة ثورة 11 فبراير 2011، التي أدت إلى إقصاء علي عبدالله صالح عن رئاسة اليمن. واليوم تنتفض تعز في وجه مسلحي الحوثي الذين وصلوها، السبت الماضي. ويوم الأحد، قُتل أول متظاهر، وأصيب 10 آخرون، جراء إطلاق الحوثيين الرصاص الحي باتجاه تظاهرة رافضة لتواجدهم، الأمر الذي ينبئ بانفجار الوضع، وتكرار سيناريو محاصرة القوات الخاصة في عدن، وطرد قائدها، عبدالحافظ السقاف. 3- عدن (جنوب اليمن) العاصمة الاقتصادية للبلاد، وكبرى مدن الجنوب، وبها أقدم ميناء في المنطقة، ولها أهمية استراتيجية لقربها من خط الملاحة الدولي. ومنذ وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، في 21 فبراير الماضي، أعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد حتى تنتفي الأسباب التي أجبرته على مغادرة العاصمة صنعاء، ممثلةً بتواجد ميليشيات الحوثي، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، بما فيها القصرالرئاسي، وهم الذي أقاموه تحت الإقامة الجبرية، قبل أن يغادر إلى عدن. ومنذ يومين، نفذ الطيران الحربي أكثر من هجوم على القصر الرئاسي بعدن، كما دارت معركة شرسة الخميس الماضي، كانت حصيلتها 13 قتيلًا وعشرات الجرحى في معارك بين الجيش مدعومًا باللجان الشعبية الموالية لهادي، والقوات الخاصة المتمردة على قرارته. 4- لحج (جنوب اليمن) وتشهد لحج القريبة من عدن، أعمال عنف، كان آخرها اقتحام مستشفى ابن خلدون، في مدينة الحوطة، عاصمة المحافظة، أمس السبت، من قبل مسلحين مجهولين، ليقتل عدد غير محدود من الجنود الذين يعملون كحراسة للمستشفى. وقبل ذلك بيومين، شنّ مسلحون مجهولون هجومًا على المجمع الحكومي ومبنى قيادة الأمن السياسي بمدينة الحوطة؛ ما أدى إلى مقتل 27 جنديًا على الأقل، من حراس المجمع.
