من علاج الإيدز بالكفتة، لحفر قناة السويس بشعاع الليزر، لتوليد عشرة أضعاف كهرباء السد العالي بمغناطيس، لصاروخ الماء، وأخيرًا استخراج الألماس من غاز الميثان! "جميعها خزعبلات وهرتلة علمية لا يصدقها عقل سليم يملك الحد الأدنى من التفكير السليم".. هكذا قال الباحث المصري بمعهد كيوتو الياباني؛ محمد علي حسن، مستنكرًا الترويج للاختراعات الوهمية، التي باتت تطل علينا كل يوم، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013. ورغم أن الباحث رصد بعضها، إلا أن هناك الكثير منها، إذ لا يكاد يمر يومًا وإلا وتطلع علينا صحيفة مصرية بخبر عن اختراع وهمي آخر. علاج ل"سرطان الرئة" ب5 جنيهات في 3مارس2014 نقلت صحيفة اليوم السابع أن محمد طارق منصور، الطالب بالصف الثانى الثانوى، نجح من خلال بحث له استمر لمدة 9 أشهر، إلى اكتشاف علاج للمرض تصل نسبة نجاحه إلى ما يقرب من 90%. العلاج كما ذكرته الصحيفة هو عبارة عن أحماض أمينية، أي أن العلاج سيتم بدون استخدام المواد الكيميائية أو الأشعة أو الموجات الصوتية. كما أن العلاج ليس له آثار جانبية بالإضافة إلى سعره الضئيل، حيث تقدر قيمته من 4 إلى 5 جنيهات كما نقلت الصحيفة عن الطالب. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل استطردت الصحيفه بقولها أن العلاج يتم استخدامه فى أى مرحلة من مراحل المرض، و أنه لو تم إعطاؤه للمريض فى المراحل الأولية للمرض سيتم الشفاء بطريقة سريعة، والعكس أنه فى حالة اكتشاف المرض فى مراحله الأخيرة، فإن فترة العلاج ستمتد. جهاز الكفته جهاز الكفته هكذا أسماه النشطاء والساخرون من أكثر الاختراعات وهمية وشهرة في يونيو 2014. الجهاز الذي أعلنت عنه رسميًا القوات المسلحة، في يونيو 2014، وعقدت لذلك مؤتمرًا صحافيًا،نقلته كافة الصحف المصرية وقالت أن رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة نجحوا في اختراع جهاز ضوئي فريد من نوعه هو جهاز أطلق عليه اسم "سي فاست"، وأنهم حققوا طفرة علمية باختراع أجهزة للكشف عن المصابين بفيروس سي والايدز، بدون الحاجة الى أخذ عينة من دم المريض والحصول على نتائج فورية وبأقل تكلفة،وبالنظرية ذاتها تم ابتكار جهاز للكشف عن انفلونزا الخنازير وأثبت نجاحه في مستشفى حميات القوات المسلحة وبنسب تجاوزت 90%. الجهاز نال سخرية واسعة على المستويين المحلي والعالمي، حتى عرف باسم "جهاز الكفتة". وأخيرًا، وللآن، لم يظهر الجهاز الذي كان الجيش قد وعد ببدء العمل به أول السنة الجارية (2015). جهاز يدمر الجبال في دقيقة وفي 19 سبتمبر 2014 نقلت صحيفة اليوم السابع أن المخترع “محمد سعيد شتا” طالب كلية آداب بجامعة دمنهور والملقب ب”زويل القرن الحادى والعشرين نجح فى اختراع جهازا يعمل على تدمير الجبال فى دقيقة، عن طريق استخدم أشعة الليزر لاختراق الرمال والجبال على أقصى بُعد ممكن، مشيرًا إلى أن الجهاز يساهم فى حفر مشروع قناة السويس الجديدة. جهاز يصدر الكهرباء لاسلكيًا وفي سبتمبر2014 نقلت بوابة فيتو الداعمة للانقلاب أن الطالب نفسه "محمد شتا" اكتشف جهازًا ثانيا يقضي على مشكلة الكهرباء التي تعاني منها البلاد خلال الفترة الماضية من انقطاع متواصل، حيث بإمكان الجهاز توليد الكهرباء المعدلة التي تعادل الطاقة المولدة 5 أضعاف قوة الكهرباء من السد العالي. من النهارده مافيش قنابل كان هذا عنوان خرجت به صحيفة الوطن الداعمة للانقلاب في نوفمبر2014 . الصحيفة قالت أنه بعد عام حكم جماعة الإخوان كان الشرارة الأولى لفكرة اختراع خالد محمد سيد ضابط صف على المعاش والتي تتلخص في الكشف عن المفرقعات على طريقة "الكلب البوليسي" لكن إلكترونيًا بحسب الصحيفة. وتابعت الصحيفة أن الجهاز يعمل مثل الكلب البوليسي وأنه عكس الأجهزة الحديثة اللي بتصدر ذبذبات عند العثور على الشيء على مسافة متر وتكاليف صناعته 200 جنيه . جهاز يستخرج طبقة الأوزون من الماء وفي منتصف فبراير الماضي لم تتوقف الاختراعات فقد نقلت عدد من الصحف ان المخترع الصغير خالد صالح عوض الله ، 16 عاماً، اخترع جهازاً في حوالي 9 أشهر يستطيع أن يستخرج غاز الأوزون من الماء بأقل تكاليف وجهد ، ويمكن استخدامها في عدة مجالات. اختراع القرن.. طالبة تحوّل غاز الميثان إلى "ألماس" وفي 1مارس الجاري نقلت صحيفة الدستور الداعمة للانقلاب أن "إيمان نصر الدين عبد الفتاح" طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا، بالصف الثالث الثانوي "علمي علوم"،تمكنت من اختراع جهاز يمكنه تحويل غاز الميثان إلى جرافيت ومنه إلى ماس باستخدام خامات بدائية منها الهيدروجين. جهازا للتحكم الذاتى فى الصواريخ ومركبات الفضاء في اليوم التالي للجهاز الذي حول الميثان لألماس نقلت صحيفة اليوم السابع في 2 مارس الجاري أن الطالبة ولاء حسام طه بالفرقة الأولى بكلية الآداب جامعة الفيوم، تمكنت من اختراع جهاز دفع وتحكم ذاتى فى الصواريخ ومركبات الفضاء. وأكدت الطالبة أن اختراعها يلغى غرف الوقود والاحتراق بالصواريخ، بالإضافة إلى أنه جهاز يمثل سداً عالياً جديداً فى مصر لإنتاج الكهرباء. الاختراعات الخزعبلية العبيطة الباحث المصري في اليابان، محمد علي حسن، أطلق على هذه الظاهرة، اسم "الاختراعات الخزعبلية العبيطة"، وذلك في تدوينة له نشرها على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وأوضح "حسن" أن الهدف الحقيقي وراء انتشار هذه الظاهرة، هو "خلق آمال وأحلام زائفة، بالثراء السريع للفقراء والشفاء للمرضة، والتقدم والرقية بدون جهد من الجهلة والأغبياء، وهم كثر، للغطية على فشل العسكر الذريع والمتواصل في إدارة شؤون البلاد منذ اعتلائهم السلطة في 1952"، على حد تعبيره. وتابع "حسن"، قائلًا، إنها "تهدف أيضًا لخلق مساحة وهمية للغاضبين، للتنفيس بعيدًا عن الأمور السياسية الهامة"، مضيفًا أنها "تهدف لتشتيت الرأي العام عن مشاكل الحياة اليومية الأكثر أهمية، والقرارات الخاطئة للعسكر، والأحداث السيئة الجارية". ولفت الباحث المصري لأمر وصفه بالهام بالهام؛ وهو أن نظام الانقلاب العسكري "يهدف لإيصال رسالة للخارج مفادهها أن الشعوب التي تصدق مثل هذه الخزعبلات لا تستطيع حكم نفسها بنفسها، وليس عندها القدرة حتى الآن على ممارسة الديموقراطية"، مؤكدًا على أن "هذا كله لا يمنع تدني المستوى العلمي والثقافي لدى العسكر بشكل عام". ولم يتوقف الباحث المصري، عند توضيح أسباب وأهداف انتشار هذه الظاهرة، لكنه أيضًا لفت إلى كيفية التعامل معها، وكشف زيفها، قائلًا، إن ذلك "بطريقة علمية بسيطة من خلال التذكير دائمًا بالأهداف الحقيقية والخبيثة من بثها"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن "التجاهل التام لمثل هذه الظواهر قد يحقق أهداف العسكر من وراء انتشارها"، موضحًا أن الرد على مثل تلك الأخبار، "لا يجب أن يكون علميًا فقط، بل يجب ربط الرد العلمي بالأمور الجارية والأحوال السيئة التي يعيشها الناس". لا تعليق وقد حاولت رصد التواصل مع عدد من أساتذة الإعلام بالجامعات المصرية ولكنهم رفضوا الحديث وقال عدد منهم أنه ليس لديهم تعليق علي الأمر. اختراعات الوهم اللذيذ كان الكاتب الصحفي أكرم القصاص علق علي الظاهرة في مقال له في نوفمبر الماضي بصحيفة اليوم السابع قائلا "يظهر يوميا عشرات المخترعين الذين يعلنون عن اختراعات وابتكارات بعضها منطقى وأغلبها مجرد دعاية، وبعضها جنون عظمة من أصحابها، وبعضها مبالغ فيه". وختم الكاتب مقاله بتأكيده أننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الاختراعات حقيقية أو وهمية،مشيرا إلي أن بعض الدجالين يحولون الاختراعات ،مضيفا "لا أحد يحاسب أو يسأل أو يعاقب على النصب العلنى، أو بيع الوهم اللذيذ" كما اسماه الكاتب.