تأتي الذكرى الرابعة للثورة اليمنية، وسط حالة من الغليان بين أوساط الثوار اليمنيين، احتجاجًا على سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في البلاد. وقد شهدت عدد من العواصم اليمنية أمس خروج مسيرات ، وتظاهرات حاشدة بالتزامن مع ذكرى ثورة ال11 من فبراير 2011، وللتنديد بحالة القمع ، التي تمارسها جماعة "الحوثي" بعد أن احكموا قبضتهم على زمام السلطة إثر إصدارهم ما أسموه ب" الإعلان الدستوري" الذي أحلوا بموجبه مجلس النواب "البرلمان" ، وشكلوا مجلس رئاسيًا و وطنيًا. الحوثيون: فوضى وقمع فما بين نظام على عبدالله صالح ، الذي أسقطه اليمنيون في فبراير 2011، يعيش اليمنيون الآن أزمة جديدة في ظل سيطرة جماعات الحوثي على مقاليد البلاد ، وتعمد إلى إشاعة الفوضى في البلاد. وتحل الذكرى الرابعة للثورة واليمن على سطح صفيح ساخن، ووسط حالة من الفراغ الدستوري والتشريعي ، لا سيما بعد استقالة الحكومة والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في يناير الماضي، بعد أن هاجمت ميليشيات الحوثي قصره ومقر رئاسته وتعرض للكثير من التهديدات فقرر التقدم بإستقالته. عزلة اليمن مع إغلاق السفارات ومع سيطرة الحوثيين وفي ذكرى ثورتها الرابعة، أعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا ، وفرنسا إغلاق سفاراتها في العاصمة اليمنية صنعاء ؛ بسبب تردي الأوضاع الأمنية ، والأزمة السياسية في البلاد، حسب ما أعلنت تلك الدول، كما سحبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا بعثتيهما الدبلوماسيتين من صنعاء ، وحثتا مواطنيهما على مغادرة البلاد، بينما أعلنت السفارة الفرنسية عن إغلاق أبوابها يوم الجمعة. وقد رأى الكثير من المراقبين "أن قرار إغلاق السفارات يزيد من عزلة اليمن، فمن جانبه، رأى المحلل السياسي اليمني، علي الفقيه استمرار إغلاق السفارات الأجنبية ومغادرة الدبلوماسيين ، سيقود حتمًا إلى عزلة دولية لليمن". وقال خلال مقابلة مع قناة "الغد العربي" الإخبارية اليوم ،الخميس: "إن لغة الحوار العائمة والممطالة ، التي استخدمها مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن - جمال بن عمر - لحل الأزمة المتصاعدة في البلاد ، شكلت غطاء للجماعات المسلحة لإسقاط الدولة ووضعها على حافة الانهيار". بينما قالت صحيفة "الواشنطن بوست": "إن قرار إغلاق السفارة الأمريكية فى اليمن أجبر - السى أى إيه - على تقليل نطاق تواجده فى مجال مكافحة الإرهاب فى البلاد، وأنه بحسب مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون، قالوا إن هذا الإجلاء يمثل انتكاسة كبيرة فى العمليات المضادة لفرع تنظيم القاعدة الأكثر خطورة". مصر والسعودية والصراع مع الحوثيين وفي ظل تصارع وتيرة الأحداث في اليمن وسيطرة الحوثيين المتواصلة، يتوقع بعض المراقبين والمحللين أنه قد تتعاون مصر والسعودية عسكريًا ؛ لمواجهة أي تهديدات قد يتعرض لها مضيق باب المندب، للحماية من أي تهديد من قبل جماعة الحوثي التي سيطرت على مقاليد الحكم في اليمن. فيما صرح الفريق مهاب مميش - رئيس هيئة قناة السويس - السبت الماضي: "أن الحوثيين لن يستطيعوا غلق مضيق باب المندب"، وذلك بعد أيام من تصريحات أخرى، أكد فيها "أن بلاده لن تقبل بغلق المضيق". وكان الحوثيون قد سيطروا على صنعاء في سبتمبر الماضي، وَ وقّعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام ، وتقاسم السلطة مع باقي الأحزاب، الا أن تنفيذ الاتفاق فشل، كما سيطر الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة على المناطق ذات الاغلبية السنية وسط وغربي اليمن، مما أدى إلى دخولهم في معارك مع القبائل، وَمسلحي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العرب.